عماد الحمر لـ «الراي»: نسبة سرطان المعدة بالكويت أقل من 1 في المئة - محليات

  • 2/5/2017
  • 00:00
  • 16
  • 0
  • 0
news-picture

نصح استشاري الأمراض الباطنية والجهاز الهضمي والمناظير في مستشفى طيبة الدكتور عماد الحمر بعدم التخوف من زيارة طبيب الجهاز الهضمي، مؤكدا أن زيارة طبيب الجهاز الهضمي لاتعني بالضرورة استخدام المنظار ومنوها إلى أن المنظار ليس أمراً مخيفا. كما نصح الحمر بمراجعة وسؤال الطبيب والابتعاد عما يردده غير المتخصصين عبر وسائل الإعلام الالكتروني، مشددا على أهمية ممارسة الرياضة بشكل يومي وإجراء مناظير القولون دورياً كل 3 إلى 5 سنوات. وفي حواره لـ «الراي» ثمن الحمر مقولة «المعدة بيت الداء» مؤكدا أنها بالفعل سبب معظم أمراض الإنسان، ومنها الصداع المزمن والضغط والسكر والروماتيزم وأيضا أمراض الحساسيه والأمراض المناعية والتي تعود كلها إلى المعدة. وطمأن الحمر إلى أن نسبة سرطان المعدة بالكويت أقل من 1 في المئة مقارنة بسرطان القولون الذي تزيد نسبته، معتبراً أنه ليس شرطا أن يصاب المريض بجرثومة المعدة بسرطان المعدة، وداعيا إلى عدم تخوف المرضى من جرثومة المعدة التي وصفها بأنها بكتريا بسيطة يمكن علاجها بالمضادات الحيوية. وتحدث الحمر عن أنواع المناظير والحاجة إليها والتطورات الكبيرة التي لحقت بها في السنوات الأخيرة، كما تحدث عن بعض الأمراض العصرية التي لم تكن معروفة من قبل وتتعلق بالجهاز الهضمي، ومنها مرض السيلياك الذي يتعلق بحساسية القمح، ويسبب إسهالاً وانخفاضاً سريعاً في الوزن كما يتسبب في نقص الحديد والكالسيوم، وقضايا أخرى في سياق الحوار التالي: ● «المعدة بيت الداء» هل هي بالفعل سبب كل أمراض العصر؟ - المعدة سبب معظم أمراض الإنسان، وليست سببا فقط لأمراض المعدة والجهاز الهضمي، وإنما كافة أمراض الجسم ومنها الصداع المزمن والضغط والسكر والروماتيزم وأيضا أمراض الحساسية والأمراض المناعية كلها تعود إلى المعدة. ● هل هذا يعني أن لدينا عادات غذائية خاطئة في المجتمع الكويتي؟ - بالتأكيد وهذا أمر اعتيادي فكل الدول اليوم لديها عادات سيئة وحتى الدول الغربية التي كنا نضرب بها المثل في الالتزام بغذاء معين، وتنقسم العادات السيئة إلى قسمين، الأول تناول طعام سيئ مثل الوجبات غير الصحية، والثاني يتعلق بسلوكيات خاصة بتناول الطعام مثل النوم بعد تناول الغذاء مباشرة للقيلولة، رغم أن القيلولة الصحيحة يقصد بها الضحى عقب الافطار بمدة. وأغلب مرضى القولون العصبي والسمنة والجهاز الهضمي يمارسون عادة النوم عقب الأكل مباشرة، وتتضاعف أمراضهم نتيجة استمراراهم في هذا السلوك الخاطئ، ولابد أن يسبق الطعام النوم بفترة لا تقل عن ساعتين، ويُفضل المشي بعد ساعتين من تناول الطعام وليس عقبه مباشرة وفق مقولة «تعشى وتمشى» للمساعدة في عملية التمثيل الغذائي الصحيح. ● يجري الحديث بكثرة عن جرثومة المعدة فما قصة هذه الجرثومة؟ - هي بكتيريا حلزونية لا تُرى إلا بالميكروسكوب، وهي ليست جديدة ويعود اكتشافها عام 82 إلى الطبيب الأسترالي «مارشال» الذي نفذ التجربة على نفسه وأثبت أنها سبب قرحة المعدة والإثنى عشر، وما زالت الدراسات تجري حولها لمعرفة مصدرها وهي معدية وتدخل عن طريق التنفس أو عن طريق الجهاز الهضمي، والشخص المصاب بها بالتأكيد من يجتمعون معه مصابون بها أيضا، وأكثر المصابين بها لا يشتكون من أي أعراض وعندما تنشط تزيد العصارة الحمضية أو تنخر في جدار المعدة وتسبب تقرحات لها، وتكون لها أعراض منها الارتجاع الحمضي وعسر الهضم والحرقان. و70 في المئة من مرضى قرحة المعدة يصابون بها بسبب جرثومة المعدة، أما النسبة الباقية فتأتي نتيجة لبعض أنواع العقاقير والأدوية كالاسبرين ومشتقاته والأدوية المسكنة أو مرض كرونز، ومن النادر أن تكون القرحة سرطانية. ● لكن هناك خوف مرضي من هذه الجرثومة بشكل كبير؟ - لأن الناس يعتقدون أن كلمة جرثومة مرتبطة بمرض خطير ويتم ربطها بسرطان المعدة، وقد اكتشفنا أن إبلاغ المريض بأنه مصاب بجرثومة المعدة يصاب بالرعب، لكن عندما نقول له إنه مصاب ببكتريا بسيطة يمكن علاجها بالمضادات الحيوية فإنه يخف عنده الهاجس، وأحيانا نضطر إلى فحص الزوج والزوجة معا لأنها معدية، ويمكن فحصها بتحليل الدم والفحص عن طريق التنفس، وتحليل البراز ومنظار المعدة لأخذ عينة منها والأخير أفضل في التشخيص للتعرف على آثارها من تقرحات أو غيرها. ● لكن طبيا هل هي بالفعل مرتبطة بسرطان المعدة؟ - جرثومة المعدة سبب أساسي لقرحة المعدة والاثنى عشر وسرطان المعدة، لكن التهويل من الأمر في الوسائل الإعلامية يشيع الرعب من أمراض يسهل علاجها خاصة إذا تدخلنا مبكرا، علما بأن نسبة سرطان المعدة بالكويت أقل من 1 في المئة مقارنة بسرطان القولون الذي تزيد نسبته، فليس شرطا أن يصاب المصاب بالجرثومة بسرطان المعدة. ● هل هناك أمراض عصرية لم تكن معروفة من قبل وتتعلق بالجهاز الهضمي؟ - مرض السيلياك يعتبر من الأمراض الحديثة ويتعلق بحساسية القمح، ويسبب إسهالاً وانخفاضاً سريعاً في الوزن كما يتسبب في نقص الحديد والكالسيوم أي أن الانسان لا يستفيد من أي غذاء، وتشخيصه يحتاج إلى منظار وأخذ عينة من جدار الأمعاء وتفادي الأغذية المحتوية على الجلوتين، وأحيانا نلجأ إلى الكورتيزون إذا لم يلتزم المريض بالحمية لأنه لا يوجد له علاج كيميائي، ولكن هناك وعي جيد في الكويت كما أن الحالات ليست كثيرة مع توفر بديل الجلوتين بالأغذية وإن كانت تكلفته مرتفعة. ● شهدت مناظير علاج الجهاز الهضمي تطوراً كبيراً في السنوات الأخيرة فهل تحدثنا عنها؟ - بالفعل تطورت مناظير الأمراض الباطنية وصغر حجمها، وأحدثها منظار الكبسولة الذكية وهي في حجم كبسولة المضاد الحيوي وبها كاميرا تبث لجهاز الفيديو، ويبتلعها المريض وتسير مع حركة الأمعاء لفحص الأمعاء الدقيقة وجزء من المعدة وهي ليست لفحص كامل المعدة أو المريء أو القولون، وحاليا يتم تطويرها لتصبح روبوت يمكن أن تسير بحسب المطلوب منها كروبوت صغير. وتستخدم المناظير الحالية للتشخيص والاستكشاف للمعدة أو القولون ولعلاج نزيف قرحة المعدة واستئصال الزوائد اللحمية وعلاج السمنة بوضع البالونات وإزالتها، والأخيرة وصلت لمرحلة بالونات لا تحتاج للمنظار يتم وضعها بالبلع وبعد مدة تخرج مع إفرازات المعدة. ● لكن بعض البالونات ليس لها نتيجة فعالة بالدرجة المطلوبة؟ - يختلف تراجع الوزن باختلاف طبيعة كل إنسان في عمليات حرق الدهون واقتران الأمر بممارسة الرياضة، فكلما مارس المريض الرياضة بشكل أكبر كلما كان فقدانه للوزن بشكل أسرع وملحوظ. ● قد يكون استخدام المناظير غير مفهوم لدى البعض وقد يكون هناك من يعاني هيستريا الخوف من شيء يجهله، فما تعليقك؟ - ليس كل مصاب بأمراض الجهاز الهضمي يحتاج إلى منظار، علما بأن هناك نوعية من المرضي تميل إلى اجراء المناظير دوريا مع أي ألم بالمعدة بدافع الخوف من المرض، ولكن بالفعل هناك في المقابل من يخشى من سماع كلمة منظار أصلا، ونؤكد أن هناك بدائل للمناظير لكن هناك أيضا حالات معينة تحتاج المناظير أهمها وجود دم في عملية إخراج البراز أو القيء المصحوب بالدم أو آلام البطن وهبوط الوزن والأنيميا وفقر الدم. أما بدائل المنظار فهي التشخيص بأشعة الباريوم والأشعة المقطعية مع الصبغة أو ثلاثية الأبعاد. ● ما الفارق بين عملية المنظار من أعلى ومن أسفل عبر فتحة الشرج؟ - كما قلنا فإن هناك تطوراً في عمليات المناظير بالتخدير ولم يعد يشعر المريض اليوم بشيء، ومنظار المعدة يجري من أعلى عبر الفم حيث يتم إدخال المنظار مسافة 70 سم لفحص المريء والمعدة والاثنى عشر كما يقوم بفحص القرحة أو جرثومة المعدة وأمراض المريء وهذا يحتاج إلى تخدير موضعي للبلعوم ويتطلب الصيام فقط. أما منظار القولون فيجري عبر فتحة الشرج وهو نوعان، الأول كامل ويصل لمسافة 180 سم ويشمل فحص القولون كاملا، أما الثاني فهو قصير ويسمى المنظار السيني لمسافة 60 سم للتعرف على الجزء الشمالي من القولون، وهو يحتاج دواء مسهلاً. واجراء المنظار العادي للمعدة أو القولون تصاحبه نسبة مضاعفات منها نزيف من الجهاز الهضمي أو ثقب القولون، وهي نسبة لا تصل إلى 1 في الألف وهي حالات نادرة الحدوث، وفي حالات بعض مرضى القلب نوقف أدوية السيولة قبل العملية. ● لماذا ازدادت حالات سرطان القولون في السنوات الأخيرة، باعتباره مرض بطيء لا تظهر نتائجه إلا في مراحل المريض الأخيرة؟ - كل أمراض السرطان وليس سرطان القولون فقط انتشرت في العالم أجمع، وكذلك هناك أمراض أخرى انتشرت أخيرا مثل مرض الكرونز والروماتويد وتصلب الأعصاب. وزادت الإصابة بمرض القولون التقرحي في السنوات العشرين الأخيرة وذلك لأن الطعام الذي نتناوله اليوم ليس سليما كما في الماضي ومضاف إليه مواد حافظة ومعدلة وراثيا، وكل ذلك غير من طبيعة خلايا الجسم وأصبحنا قريبين الشبه من العالم الغربي فالعامل المشترك بيننا طبيعة الوجبات من وجبات غير صحية وعادات غذائية سيئة، لذلك نطلب دوما إجراء منظار القولون دوريا وهي عملية بسيطة لا يوجد بها أي جراحة أو ألم ومنظمة الصحة العالمية توصي بعمل منظار القولون من عمر 50 سنة كل 10 سنوات، وحملة أورام القولون التي نظمتها الكويت في السنوات الأخيرة من سن 45 كانت موفقة وممتازة وأنا أوصي بها من سن 40 سنة لتلافي مثل هذا المرض الخامل، الذي يبدأ من زائدة لحمية إذا تُركت تؤدي إلى ورم ينتشر بعدها ويصعب علاجه. ● هناك أمراض أخرى مثل دوالي المريء كيف يمكن التغلب عليها؟ - دوالي المريء مرتبطة دوما بتليف الكبد وأفضل علاج لها هو ربطها بالمنظار. ● ما الخدمات التي تقدمها مستشفى طيبة في مجال عملك كاستشاري جهاز هضمي؟ - المستشفى يتوافر به كافة وأحدث الأجهزة التشخيصية والعلاجية كما أن لديه أفضل أجهزة المناظير وأحدثها لعلاج كافة أنواع الأمراض المرتبطة بالجهاز الهضمي، والمريض الذي يأتنينا يشهد والحمد لله بكفاءة العلاج لدينا. ● أخيرا ماهي النصيحة التي تقدمها للناس لوقاية المعدة والصحة العامة؟ - أنصح بعدم التخوف من زيارة طبيب الجهاز الهضمي، وزيارته لاتعني بالضرورة استخدام المنظار وبالأساس فإن المنظار ليس أمراً مخيفا، كما أنصح بالابتعاد عما يردده البعض عبر وسائل الإعلام الالكتروني عن المرض وهم من غير المتخصصين وإنما يجب دائما مراجعة وسؤال الطبيب، إضافة إلى أهمية ممارسة الرياضة بشكل يومي على الأقل لنصف ساعة وإجراء مناظير القولون دورياً كل 3 إلى 5 سنوات.

مشاركة :