تحتضن أبها سوقا شعبيا معروفا يطلق عليه اسم «سوق الثلاثاء»، ويحمل لسكانها وزوارها ذكريات جميلة، حيث ظل حتى اليوم أحد معالم المدينة، يرتاده الناس لشراء احتياجاتهم من الأساسيات والكماليات التي تعرضها المحلات على جنباته بالجملة والتجزئة، وعلى أرصفته ينشغل العمال بتغليف صناديق تحمل بضائع يتم شحنها إلى مناطق مختلفة، كونه يشتمل على الطيور بجميع أنواعها، والمصنوعات اليدوية والخشبية، والجلدية، والحديدية والنباتات العطرية كالريحان والنعناع والكادي والسمن البلدي والعسل. ويحمل سوق الثلاثاء تاريخا يعود لأكثر من (200) سنة، وتنقل في عدة أماكن وسط المدينة، حيث كان في الماضي يقام مرة واحدة ولكنه تحول لسوق دائم طوال الأسبوع، تمارس فيه تجارة بيع الأقمشة والقهوة والهيل والزنجبيل والعطور وغيرها، إذ توجد مبيعات خاصة بالنساء ويتوافد عدد منهن لبيع بعض الملابس والمشغولات والتراثيات الخفيفة وكذلك النباتات العطرية التي يقمن بإعدادها. «عكاظ» كان لها بعض الوقفات مع البائعات وكذلك مرتادي هذا السوق، حيث تحدثت في البداية «أم محمد» بائعة مستلزمات نسائية كالبخور والحناء وغيرها بأنها ترتاد السوق منذ أكثر من (8) سنوات لبيع بعض المستلزمات النسائية، مبينة أنها تأتي كل يوم ثلاثاء منذ ساعات الصباح الأولى إلى أذان المغرب تبيع ما لديها، مبدية رضاها عن السوق رغم قلة الدخل الذي تحصل عليه مقابل منتجاتها. من جانبها قالت «أم حسين» إنها تحرص على تنوع المبيعات لديها لجميع التراث من ملابس عسيرية قديمة وحلي ونباتات عطرية بالإضافة لأنواع من البهارات وعدد من المكسرات. أما البائعة «أم أحمد» فترغب في إعادة هيكلة السوق بحيث يغلب عليها الطابع التراثي المستوحى من تصاميم المنطقة الجنوبية، مطالبة بضرورة زيادة الحراسات الأمنية، وتحسين مداخل السوق وتوفير مواقف كافية لمرتاديه، والسيطرة على المتسولات الذين يشكلون ازعاجا على زواره، كونه يدر دخلا على البائعات يفي باحتياجاتهن ومصروفات أسرهن «فمعظمهن مطلقات وأرامل يبحثن في السوق عن لقمة العيش والحياة الكريمة». كما التقينا بعدد من مرتادي السوق من الشباب حيث يقول صالح جابر (25 عاما) إنه يرتاد السوق كل يوم ثلاثاء كونه يرى فيه مكانا مثاليا للتعرف على الماضي، فضلا عن أنه قد يعثر على شيء يشتريه دون تخطيط. ويوافقه الرأي صالح سعيد (24 عاما) في أنه يستيقظ صباح كل يوم الثلاثاء مبكرا ويتوجه إلى السوق لتأمين مستلزمات المنزل من السلع الضرورية من خضروات وفواكه مبينا أن الأسعار في متناول الجميع، كما أنه يستمتع بالتسوق بداخله لبساطته وجماله.
مشاركة :