سوق النباتات العطرية.. تمرد على المواسم

  • 6/3/2014
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تحتل النباتات العطرية والورود جزءا أساسيا في سوق الداير بني مالك الشعبي، وتعتبر من الموروثات الشعبية التي يحافظ عليها الأهالي، كما تعد سمة مميزة لسكان القطاع الجبلي بمنطقة جازان، واتجه العديد من الباعة إلى تصميم تيجان من تلك النباتات التي تعطي رائحة زكية وطابعا خاصا، ويطلق على هذه التيجان «العصائب» حيث يضع بل يحرص أهالي البيئة الجبلية تلك العصائب على رؤوسهم كنوع من العادات والتقاليد التي ورثوها من الأجداد والآباء، ويكثر استخدامها في الأعياد والمناسبات. ويشير باعة الورود، إلى أن هذا النشاط شهد في السنوات الأخيرة إقبالا متزايدا، وبات أكثر انتعاشا من السابق، خاصة بعد معرفة العديد من زوار المنطقة بفوائد هذه النباتات العطرية، وهنا كشف سلمان المالكي أحد باعة الورود بسوق الداير بني مالك، عن سر انتعاش السوق في مثل هذه الأوقات على غير عادته في الأعوام الماضية بالقول «لم يعد سوق الداير الشعبي سوقا موسميا فقط كما كان في السابق، حيث لم يعد عدد مرتاديه من سكان المحافظة فقط بل أصبح زواره من خارج المحافظة، وهذا أحد أسباب ارتفاع الطلب على المشغولات والأزياء الشعبية وعلى النباتات والورود العطرية مما دفع بالباعة لتوفيرها بكميات كبيرة»، مشيرا إلى أن العديد من البائعين يأتون لمزاولة تلك المهنة ولكنهم لا يستمرون، فبعضهم يعمل في السوق لمجرد التسلية وقضاء وقت الفراغ، ومنهم من يعمل في أوقات المواسم فقط، أما الباعة الدائمون والمستمرون في السوق منذ سنوات يعتبرون هذا العمل مهنة ومصدر رزق ثابت فعددهم قليل حيث لا يزيد على ستة أشخاص. بدوره قال المواطن علي المالكي متخصص في صناعة العصائب العطرية وبيعها، إن العصائب تعتبر مصدر دخل لبعض الأسر المحتاجة التي تقوم بزراعة تلك النباتات العطرية والعناية بها ثم قصها وتحميلها في أكياس إلى السوق وتصنيعها وبيعها على الزبائن الذين يقبلون عليها لكثافة خاصة في الأعياد والمناسبات، وذكر أن أسعارها تختلف حسب جودة العمل والنظم وتنوع النباتات في العصابة الواحدة، مضيفا أن أسعارها في أيام العيد تتضاعف عن بقية أيام السنة، ويضيف «العصبة العطرية توضع على الرأس مع الزي البدوي في العرضات الشعبية التي تنتشر في الأعياد وفي المناسبات العامة حفاظا على الموروث الشعبي والتقاليد والعادات الجبلية»، مبينا أنها تتكون من كمية من النباتات العطرية المشهورة في جبال جازان، مثل الخزام البعيثران، الكادي والفنكة، وهي على شكل التاج وتوضع على الرأس وتفوح منها رائحة منعشة تستمر لعدة أيام.

مشاركة :