لا حرية تعبير للناشطات النسويات في الصين

  • 2/6/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

بكين - حققت الناشطة النسوية الصينية يي هايان شهرة كبيرة اخيرا بفضل فيلم وثائقي يتناول دفاعها عن حقوق الاطفال ضحايا الاستغلال الجنسي، غير أن التضييق الذي تمارسه بكين عليها يرغمها على اعادة النظر في خطواتها الاستفزازية في نظر السلطات. ففي ديسمبر/كانون الاول، اختير الفيلم الوثائقي "هوليغان سبارو" الذي يتناول نضالها في قضية اعتداء جنسي على فتيات، ضمن القائمة ما قبل النهائية للاعمال المنافسة للفوز بجائزة اوسكار افضل فيلم وثائقي. الا ان الفيلم الذي يحمل عنوانا مستوحى من الاسم المستعار لهذه الناشطة النسوية "السنونو المتحمسة" لم يحجز مكانا له ضمن الاعمال المشاركة في المنافسة النهائية لنيل هذه الجائزة. وهذا الامر شكل مصدر ارتياح لهذه الام العزباء البالغة 41 عاما اذ تقول "في حال صرت اشكل مصدر اهتمام لكثيرين، اظن انني لن اتمكن من البقاء في الصين". وقد ذاع صيت يي هايان اعتبارا من العام 2012 بفضل اساليبها ومواقفها الحادة والاستفزازية في كثير من الاحيان والتي لفتت اليها انتباه الفنان الصيني والناشط المعارض اي واي واي الذي تصور عاريا الى جانبها في صورة اثارت فضيحة في البلاد. مضايقات الشرطة غير ان شهرتها جلبت لها المتاعب اذ عمدت الشرطة الى مضايقتها بسبب تنظيمها تظاهرات احتجاجية في اطار قضية اتهام مدير مدرسة في مقاطعة هاينان في جنوب الصين باغتصاب تلميذات. وقد تم التحقيق مع يي واضطرت الى تغيير مكان اقامتها مرات عدة. وقد انجزت المخرجة نانفو وانغ المولودة في الصين والمقيمة حاليا في نيويورك، فيلم "هوليغان سبارو" الذي يصور يوميات يي هايان الحافلة بالمضايقات والاعتقالات وحالات الطرد خلال صيف العام 2013، في توليف شبيه بافلام التشويق. وتلفت وانغ الى ان "الترشيح لجائزة اوسكار كان ليشكل حدثا كبيرا في الصين. هذا النوع من الاخبار يدفع اجهزة الرقابة الرسمية الى التحرك لتطويقه". غير أنها تقر بأن المشاركة في حفل توزيع جوائز اوسكار في هوليوود كان ليشكل سيفا بحدين. فالاهتمام الاعلامي الذي يرافق ذلك كان ليسمح للناشطة بالتمتع بحماية اكبر في مواجهة السلطات المناوئة للحركات الاحتجاجية في المجتمع المدني. غير أن ذلك كان ليحمل معه ايضا مضايقات في حق عائلتي الامرأتين. ومنذ وصول الرئيس شي جينبينغ الى الحكم في نهاية 2012، استجوبت السلطات مئات المحامين والناشطين والمفكرين وزجت العشرات منهم في السجون. ساذجة جدا وقد اقامت يي هايان منذ مارس/اذار 2016 في بكين حيث تكسب رزقها بفضل الرسم وكتابة المقالات، لكن منذ عرض فيلم "هوليغان سبارو" العام الماضي، تقول الناشطة انها اضطرت للتخفيف من ظهورها العلني لتفادي التعرض لمضايقات اضافية. وتقول "في الماضي كنت ساذجة جدا. كنت اظن انه في حال إحداث ضجيج سأدفع الحكومة الى الاستماع لمطالبي والدفع في اتجاه التغيير". غير أنها تقر بأن انشطتها السابقة المستوحاة من اساليب النضال في الغرب، كانت محدودة الاثر في الصين اذ تقول "الناس لم يرغبوا في الاستماع الي. كانوا يعتقدون بأنني خضعت لعملية غسل دماغ بالقيم الغربية العالمية". ولمحاولة التأثير على مواطنيها، باتت يي هايان تسعى الى "محاولة فهمهم بشكل افضل" و"ايجاد لغة يمكنهم تقبلها". وتقول "انا مستعدة حتى للعمل مع الحزب الشيوعي الصيني" الحاكم في البلاد. غير أن الحزب الحاكم لا يبدو مهتما بدرجة كبيرة بذلك: فبعد نشر يي هايان مقالا ينتقد مؤيدي ماو تسي تونغ، هددتها الشرطة المحلية باخضاعها للاقامة الجبرية اذا لم تترك منزلها طوعا وفق الناشطة الصينية. وتقول يي هايان "طالما لم نفرد مساحة صغيرة في هذا البلد للصمود والتعبير، لن ارحل ولن اتخلى عن النقد".

مشاركة :