أقدم صانع "عود" بـ"محمد علي": متمسك بـ"الصنعة" لآخر العمر

  • 2/7/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

شارع «محمد على».. حينما يُذكر، نتذكر زمن الفن الجميل، ونتمنى العودة إليه، حيث تعود تسميته لمؤسس مصر الحديثة، محمد على باشا، وفى هذا الشارع تشتهر صناعة العود، وتتعدد ورش صناعته، وفى منتصف الشارع نجد ورشة عتيقة لصناعة العود، تبدو وكأن مئات السنين مرت عليها، ويجلس رجل فى نهاية الستينيات، على كرسى خشبى، ويمسك فى يده عودًا، فى محاولة لإخراجه فى شكله النهائى. «ياريت ترجع أيام العود والزمن الجميل».. بهذه العبارة بدأ «عم محمد كرم»، أقدم صانع عود بشارع محمد على، حديثه لـ«البوابة»، قائلًا: «أنا موجود فى شارع محمد على، من أيام الفرق الموسيقية، والراقصات والكازينوهات والحناطير، وكان الشارع بيجيله الباشاوات عشان يسهروا فيه، وورثت صنعة العود من أبويا وجدى، وفضلت ماسك فيها، لأنى حبيتها، وهفضل أحبها لحد آخر لحظة فى عمري». «العود يرجع تاريخه لآلاف السنين- يضيف عم محمد كرم- أشتهر فى سوريا، وبعدها كل البلاد العربية، ومعظم فنانى مصر خرجوا من شارع محمد علي، وأشهر زبائنى محمد الحلو من أيام ما كان طالب فى المعهد، وأحمد عدوية، وأغلى الزبائن من معهد الموسيقي، و«الآلاتية» والفنانين الكبار». وعن تصنيع العود أوضح «عم محمد» طرق تصنيعه قائلًا: «بنعمل القصعة من الخشب، يتم كى أضلاعها على النار، ثم توضع القصعة على القالب لصنع الوجه البيضاوي، وبعدها مرحلة التنظيف، ثم يتم تركيب المفاتيح والأوتار على الرقبة، وفى النهاية تزخرف الآلة بالصدف، ليخرج العود فى شكله النهائي». وأشار، إلى أن أنواع الخشب المستخدمة فى تصنيع العود، تختلف فمنها خشب: «موجنا، جوز، ورد، برسندر، وصاج»، موضحًا أن الفرق بين عود وآخر، يكون فى جودة الخشب، متابعًا «أجود أنواع الخشب هو الأبانوس، ثم الصاج، ويكون على حسب الطلب». ويعود «عم محمد»، مرة أخرى إلى الزمن الجميل، قائلًا: «المشاهير تفننوا فى اقتناء العود الثمين، زى رياض السنباطي، وفريد الأطرش، وفى شيوخ كبار تفننوا فى صناعته، زى جميل جورجي، وخليل إبراهيم الجوهري، وهما من أشهر صُنَّاع العود، وإحنا ماشيين على خطاهم». وفى نهاية حديثه مع «البوابة»؛ طالب «عم محمد كرم»، بضرورة الاهتمام بصُنَّاع العود، قائلًا: «لازم الدولة تهتم بصُنَّاع العود، وتنظم ورش عمل لتعليم الشباب»، مشيرًا إلى أن أغلب صناع العود حاليًا من كبار السن، وإن لم يتوارثها الأجيال القادمة ستختفى المهنة، وكأنها لمن تكن، «لازم نحافظ على التراث ده، إحنا أصحاب حضارة ولازم نحافظ على تراثنا وموسيقانا».

مشاركة :