تصريحات زعيم البوليساريو تثبت نهاية أجل أطروحة الانفصال من الواضح ان جبهة البوليساريو لم تستسغ عودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي التي دشنها العاهل المغربي الملك محمد السادس في نهاية الشهر المنقضي بخطاب أمام القادة الأفارقة في قمة أديس أبابا الثامنة والعشرين، هذا النجاح الدبلوماسي الذي حققه المغرب ردّ عليه رئيس جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، بأن كل الاحتمالات واردة للحصول على ما سماه بـحق تقرير المصير. العربمحمد بن امحمد العلوي [نُشرفي2017/02/07، العدد: 10536، ص(4)] التلويح بالعنف حلهم الأخير الرباط – اعتبر مراقبون أن اللهجة التهديدية التي تحدث بها زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي ليست جديدة على قادة الجبهة إذ غالبا ما يلتجئون إليها كلما أحسوا بأن الخناق يضيق عليهم إقليميا ودوليا. وعن ردود فعل قيادة بوليساريو قال عبدالرحيم المنار أسليمي، رئيس المركز المغاربي للدراسات الأمنية وتحليل السياسات، في تصريح لـ”العرب”، إن إبراهيم غالي يحاول تشتيت الأنظار عن الهزيمة التي تلقاها بالعودة القوية للمغرب إلى الاتحاد الأفريقي. وأوضح أن البوليساريو والجزائر يحاولان تحويل عودة المغرب لصالحهما بتأسيس أساطير وأوهام جديدة منها القول بالاعتراف، ذلك أن عودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي لا تعني نهائيا اعترافا بالبوليساريو، كما يدعي إبراهيم غالي. ولم يكتف غالي بتوجيه تهديداته المبطنة إلى المغرب، بل حمل المسؤولية في تعطيل حل هذه القضية المزمنة بعد المغرب إلى مجلس الأمن وفرنسا، وقال رئيس البوليساريو إن “المماطلة المغربية وعدم تحمل مجلس الأمن مسؤوليته جعلتنا نفكر في مختلف الأساليب والطرق التي تمكن من دعمنا لممارسة هذا الحق”. وكان إبراهيم غالي قد خلف زعيم الانفصاليين السابق عبدالعزيز المراكشي في يوليو الماضي، واعتبرته تقارير صحافية جد مقرب من دوائر القرار المؤثرة داخل الجزائر ويأتمر بأمرها. وحاول رئيس البوليساريو التغطية على تهديداته بالعودة إلى حمل السلاح ضد المغرب، بتأكيده أن “كل الاحتمالات واردة، ولا أهدد، ولا أريد أن أستعمل الكلمة، لكن كل الاحتمالات واردة”. وفي هذا الإطار أشار عبدالرحيم منار أسليمي، أنه في حالة الشرود التي يعيشها إبراهيم غالي زعيم جبهة البوليساريو نجده يفتح المواجهة مع كل الأطراف وينتقد جميع الجهات أمام الخيبة والفشل الذي مني بها، إذ لم يعد له ما يقدمه لسكان المخيمات الذين تقول المعلومات إنهم يستعدون لأكبر عملية فرار جماعي من المخيمات. ونالت فرنسا النصيب من اتهامات إبراهيم غالي عندما قال إن “فرنسا هي من أطال معاناة الصحراويين لأكثر من 20 سنة”، مضيفا، “إننا كنا نأمل أن تكون سياسة فرنسا تنسجم مع المبادئ التي بنيت عليها السياسة الفرنسية، باعتبارها مصدر حقوق الإنسان في العالم”. غالي يحاول إسكات الأصوات المعارضة له بتوجيه أنظارها من الاتحاد الأفريقي نحو اجتماع مجلس الأمن المقبل واعتبر الأمين العام لجبهة بوليساريو أن “فرنسا هي التي عرقلت إلى الآن تطبيق مخطط التسوية الأممية وهي من هددت باستعمال حق الفيتو ضد أي توصية تصدر من مجلس الأمن..”. وقال إنه يأمل في أن “تتصالح فرنسا مع مبادئها ومع مسؤولياتها باعتبارها عضوا دائما في مجلس الأمن”. وعندما يوجه إبراهيم غالي انتقاده إلى فرنسا ويتهمها بعرقلة مسلسل التسوية الأممية فهو بحسب ما صرح به رئيس المركز المغاربي للدراسات الأمنية وتحليل السياسات، يحاول إسكات الأصوات المعارضة له داخل المخيمات بتوجيه أنظارها من الاتحاد الأفريقي نحو اجتماع مجلس الأمن في أبريل المقبل، وهي عملية تمويه لسكان المخيمات لربح الوقت قبل حدوث أكبر مواجهة بين قيادة البوليساريو والسكان المحتجزين في المخيمات. وقال إبراهيم غالي “الآن المغرب عضو في الاتحاد الأفريقي لكن على المملكة المغربية أن تفي بالتزاماتها في ما يتعلق بالميثاق التأسيسي للاتحاد الأفريقي”. وفي هذا الصدد أكد الوزير المنتدب في الخارجية المغربية ناصر بوريطة، أن “عودة المغرب إلى الأسرة المؤسساتية القارية لن تبدل في شيء مواقفنا الراسخة في ما يتعلق بأن الصحراء جزء من المغرب”، مضيفا أنه لا يعترف ولن يعترف أبدا بـ”الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية”. ليس ذلك فقط، بل سيكثف الجهود ليجعل الأقلية الصغيرة من الدول وخصوصا الأفريقية التي لا تزال تعترف بهذا الكيان المزعوم، تغير مواقفها انسجاما مع الشرعية الدولية والحقائق الجيوسياسية. واعتبر رئيس المركز المغاربي للدراسات الأمنية وتحليل السياسات، أن الأمر يتعلق بادعاءات واهية يقودها إبراهيم غالي وداعموه في الجزائر، مؤكدا أن الوضع اليوم يتمثل في كون 39 دولة وافقت على عودة المغرب دون تحفظ، الشيء الذي يعني قبول وتأكيد سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، وهو الوضع الذي يخيف قيادة البوليساريو لأنها تدرك جيدا أن الخطوة القادمة ستكون تقديم المغرب لتعديلات قانونية من شأنها تعليق عضوية البوليساريو. وحل العاهل المغربي الملك محمد السادس بجوبا عاصمة جنوب السودان، مطلع الشهر الجاري، وقال مراقبون إن الزيارة لجوبا تأتي رغم معارضة هذه الأخيرة عودة الرباط للاتحاد الأفريقي وذلك تفنيدا لمزاعم البوليساريو في أن المغرب يعمل على تقسيم الاتحاد الأفريقي وتأكيده على الهدف التنموي والتشاركي مع دول القارة. واعتبر أتينج ويك أتينج السكرتير الصحافي لرئيس جنوب السودان إن “الزيارة ركزت بشكل دقيق على بناء علاقات ثنائية بين البلدين على كل المستويات”. ولم تهدأ الآلة الدعائية للبوليساريو للإيهام أنه بعودة المغرب للاتحاد الأفريقي يكون قد اعترف بالبوليساريو، وهذا ما نفاه المسؤول في الخارجية المغربية ناصر بوريطة مؤكدا أن عضوية دولة في مؤسسة دولية بحضور كيان غير معترف به لا تعني اعترافا من جانب الدولة بهذا الكيان. متسائلا “هل تعترف الجزائر بإسرائيل لمجرد أنها عضو في الأمم المتحدة إلى جانبها؟”. :: اقرأ أيضاً حزب الله يخضع لقواعد العلاقة مع السعودية استقالة وزير الإعلام الكويتي أجلت الأزمة ولم تحلها أكراد المنطقة يساهمون في تحديد ملامح سايكس بيكو جديدة التنسيق العسكري بين دمشق وأنقرة يترجم عبر مدينة الباب
مشاركة :