أمي وأبي .. في الجنادرية

  • 2/7/2017
  • 00:00
  • 36
  • 0
  • 0
news-picture

أجدهما هناك في انتظاري بأي طريقة ذهبت، إن ذهبت إليها روحا وجرما فمشيت على أرضها حافيا ومنتعلا ودخلت كل بيت فيها، وكل دكّان من دكاكينها، وجدتهما أمامي مثل شمس وقمر، وإن ذهبت إليها عبر التلفزيون فرحلت بي الكاميرا نحو ماضٍ يتخلق أمامي مرة أخرى، فإني أجدهما أيضا مثل شمس وقمر. وجدتهما في قصيم الجنادرية وفي نجرانها وفي جازانها، ووجدتهما يشربان من ماء زمزم في بيت مكة المكرمة ويشتريان قدرا حجرية من بيت الباحة، اشترى أبي تمرا من الأحساء واشترت أمي وردا من الطائف وحزمة نعناع من المدينة المنورة، ثم توقفا لمشاهدة خطوة الجنوب ودحّة الشمال وسامرية القلب النابض بالحياة. في السوق الشعبي وجدت أبي يحاور جبة من الصوف البيدي، بينما اشترت أمي ثوبا علقت بأهدابه حدائق السيسبان، ثم اشتريا من عطر الورد ومفارش من الجلد وأحزمة من الوجد تشد القلب إلى القلب، واقتنصا لعبة أطفال من شجرة عرعر، وبعضا من أوعية الخوص ينسجها الأمس على نافذة اليوم. في المزرعة كان أبى خلف المعاويد في المسناة، وكانت أمي على مرأى من فلج الماء، كان أبي يشد الرشا والمقاط يتضرع إلى الله بأدعية من نور، وإذ أخذت المعاويد طريقها سرباً صب أبي في سمع الدنيا بعض أغانيه العذبة: قال أحمد ام جبران مدري وش مع الناس، يلمحون يمّي وش اعبيت.

مشاركة :