دعت منظمة العفو الدولية النظام السوري إلى التحقيق في اتهامات بارتكاب عمليات إعدام جماعية، طالت 13 ألف معتقل في سجن صيدنايا، قرب دمشق، وقالت في تقرير حديث، إن السلطات السورية نفذت حملة إعدامات خارج نطاق القضاء، خلال الفترة من 2011 - 2015، اعتمادا على تحقيقات ومقابلات مع 84 شاهدا، بينهم حراس وموظفون ومحتجزون سابقون في صيدنايا، والذي يعد أحد أكبر السجون السورية وأسوئها سمعة، فضلا عن قضاة ومحامين. ووصفت المنظمة تلك الإعدامات بأنها "تصل إلى مصاف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية بتفويض من مسؤولين سوريين على أعلى المستويات"، مرجحة استمرار هذه التجاوزات حتى اليوم. وقال التقرير "بين 2011 و2015، كان يتم كل أسبوع، وغالبا مرتين أسبوعيا، اقتياد مجموعات تصل أحيانا إلى 50 شخصا، خارج زنزاناتهم، وشنقهم حتى الموت". مضيفا، بأن عدد الذين أعدموا سرا في صيدنايا تجاوز 13 الف شخص، معظمهم من المدنيين الذين يعتقد أنهم معارضون للحكومة". بدوره، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إنه يوجد حاليا أكثر من 200 ألف شخص، بين معتقل ومفقود في سجون النظام منذ 2011. مسلخ بشري اتهمت الأمم المتحدة في فبراير من العام الماضي دمشق بإبادة معتقلين على نطاق واسع. كما أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 22 ديسمبر تشكيل مجموعة عمل، مهمتها جمع أدلة حول جرائم حرب في سورية. واعتبرت دمشق وقتها القرار مخالفا لميثاق المنظمة الدولية. وحول التقرير الذي جاء بعنوان "المسلخ البشري: عمليات الشنق الجماعية والإبادة في سجن صيدنايا"، قالت نائبة مدير قسم البحوث في مكتب منظمة العفو في بيروت، لين معلوف "الفظائع الواردة في هذا التقرير تكشف وجود حملة خفية ووحشية، تم السماح بها من أعلى المستويات في الحكومة السورية، وتستهدف سحق أي شكل من أشكال المعارضة في صفوف الشعب السوري". ووثقت العفو الدولية في تقرير سابق ظروف وفاة أكثر من 17 ألف معتقل، خلال خمس سنوات في سجون النظام السوري، متحدثة عن روايات مرعبة حول التعذيب الذي يتنوع بين السلق بالمياه الساخنة، وصولا إلى الضرب حتى الموت. ولا يشمل هذا الرقم قتلى الإعدامات في سجن صيدنايا. طلب الموت نقل التقرير عن قاض سابق شهد هذه الإعدامات قوله "كانوا يبقونهم معلقين هناك لمدة تصل إلى ربع ساعة". كما قال معتقل سابق "كنا نسمع خبر وفاة أحدنا فنشعر بالسعادة، إذ أصبح القتل هدية. وحتى نحن كنا نتمنى الموت، ولم نكن نشعر بالحزن لأننا سنموت، لأن ذلك هو ما نفعله في السجن فعلا، فلقد كنا نموت موتا بطيئا كل يوم". وأضاف "تجد على أرضية الزنزانة قشور الجلد المتساقطة من البثور، والشعر المتساقط من أجسامنا، والدماء الناجمة عن القمل. وتلك الأرضية هي التي ينسكب الطعام عليها أيضا. وكنا نقوم بتجميع الطعام المسكوب على الأرض ونجعله على شكل كومة ونتناوله". ويأتي التقرير قبل مفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة، برعاية الأمم المتحدة، في جنيف، بعد أقل من أسبوعين. وتعدّ المعارضة السورية الملف الإنساني، وضمنه قضية المعتقلين، شرطا أساسيا لإحراز تقدم في المفاوضات.
مشاركة :