قضية الطائفة الأحمدية في الجزائر تحولت إلى كرة ثلج تأخذ يوما بعد يوم شكلا وحجما جديدين، بفعل تسليط الأضواء عليها خلال الأشهر الأخيرة. العربصابر بليدي [نُشرفي2017/02/08، العدد: 10537، ص(4)] وزير الشؤون الدينية متهم بسوء إدارة القضية الجزائر - يسير تعاطي الحكومة الجزائرية مع أنصار الطائفة الأحمدية إلى المزيد من التعقيد، نظير إلحاح وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى على استئصال الطائفة من المشهد الديني في البلاد، ودخول المحامي الفرنسي من أصول باكستانية ايريف عريف على خط الأزمة، وتطوعه للدفاع عن الموقوفين الأحمديين خلال الأسابيع الأخيرة. وهوّن وزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائري محمد عيسى، من حدة الأضواء المسلطة على القضية الأحمدية في الجزائر، واعتبر أن ما ينسب لهذا التيار لا يمثل شيئا من الأغلبية الجزائرية التي تتبنى خطا إسلاميا سنيا معتدلا. وكشف وزير الشؤون الدينية عن توصل دائرته الوزارية بطلب مقابلة شخصية تقدم به مؤخرا المحامي الفرنسي ايريف عريف، وفيما لم يشر الوزير إلى رد الوزارة، إلا أن أجندة المحامي تحمل في طياتها رسائل دفاع مبكر عن أفكار الطائفة، ومساعي رفع التعاطي الأمني مع الظاهرة، وسلمية الحراك الأحمدي في مختلف بقاع العالم. وعبر المحامي المنحدر من أصول باكستانية ولا يستبعد انتماؤه لنفس التيار، في تصريحات لوسائل إعلام فرنسية، عن استيائه مما يتعرض له أنصار التيار الأحمدي في الجزائر، ومن المعالجة الأمنية المطبقة عليهم رغم الطابع السلمي للتيار، واعتبر توقيف العشرات من المنتسبين له، من الممارسات القمعية المحظورة والمتنافية مع أساسيات الحريات الدينية وحقوق الإنسان. وكشف عن تكفله رسميا بالدفاع عن أنصار التيار الأحمدي الموقوفين في الجزائر، وعن مراسلته للسلطات الجزائرية الرسمية لاستكمال باقي الترتيبات، وهو التصريح الذي لم ترد عليه وزارتا الخارجية والشؤون الدينية لحد الآن. وكان الوزير محمد عيسى، قد ذكر في تصريحات سابقة، أن “التحقيقات مع بعض الموقوفين الأحمديين، كشفت عن تخطيط خلاياه (التيار الأحمدي) لتنفيذ تفجيرات تستهدف ميادين كرة القدم واغتيال بعض اللاعبين المشهورين في البلاد، بدعوى اللهو والمجون والحياد عن طريق الإسلام”. وأبدى الموقوفون تمسكهم أمام مصالح التحقيق الأمني والقضائية بـ”سلمية ممارساتهم الدينية والطقوس التي يؤدونها في مساجدهم، ورفضهم للعنف كوسيلة للتمكين لمذهبهم، وشرعية أفكارهم وانتمائهم للدين الإسلامي، وإيمانهم بزعيمهم ميرزا غلام أحمد كمهدي منتظر بحسب بعض الروايات الدينية”. وتحولت قضية الطائفة الأحمدية في الجزائر إلى كرة ثلج تأخذ يوما بعد يوم شكلا وحجما جديدين، بفعل تسليط الأضواء عليها خلال الأشهر الأخيرة، حيث بدأ المسلسل بتفكيك خلية للتنظيم في محافظة سكيكدة (350 كلم شرقي العاصمة)، وهو ما أفضى تدريجيا إلى الكشف عن خلايا أخرى في عدة محافظات بوسط وغرب البلاد. ويرى الإعلامي والباحث في شؤون الجماعات والطوائف الدينية محمد بن زيان، في اتصال لـ”العرب”، أن “المسألة لم تكن لتأخذ كل هذا التهويل والأضواء، لو كان أسلوب المعالجة رزينا، وكان بالإمكان محاصرة التيار وتفكيكه دينيا وفكريا أمام الرأي العام، بكشف أفكاره ومخططاته، وعدم منح الفرصة لأنصاره للبس ثوب الأقلية الدينية المقموعة، خاصة وأن إجماع الجزائريين حول مرجعيتهم الدينية السنية المالكية لا غبار عليه”. :: اقرأ أيضاً إيران بألسن مختلفة: تهدئة وتهديد في وقت واحد دوافع سياسية تغير مسار خط الغاز العماني الإيراني خلافات السنة والشيعة تطفو على السطح بين مسلمي ألمانيا رسائل سعودية لعون: الإقصاء ينسف التسويات
مشاركة :