«الدوحة لحوار الأديان» يعزز قيمة الحوار لدى الأجيال الجديدة

  • 2/9/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لا نظم مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، دورتين تدريبيتين لطلبة وطالبات المدارس الثانوية، تناولتا موضوع تأهيل المحاور المتميز، بمشاركة 20 مدرسة ثانوية للبنين والبنات، وذلك في إطار تعزيز قيمة الحوار لدى الأجيال الجديدة، وتنمية أدواته. وقد استضافت مدرسة آمنة بنت وهب الثانوية للبنات، الدورة الخاصة بالطالبات، فيما استضافت مدرسة عمر بن الخطاب الثانوية دورة الطلاب، وذلك بمشاركة نحو 84 طالبا وطالبة. وتناول البرنامج التدريبي الذي انعقد على مدار يومين، مواضيع متنوعة، كان من بينها مقدمة عن مفهوم الحوار وأساسياته، قدمها د. أحمد عبدالرحيم الباحث بمركز الدوحة الدولي لحوار الأديان. وركزت المدربة فاطمة الحرمي المتخصصة بمجال التغيير والتخطيط والقيادة، على خطوات بناء الفرد الفعال، وكيف يكون الطالب إيجابيا ومحبوبا، كما تطرقت إلى بناء العلاقات، وأهمية أن يكون الطالب قدوة، كما ركزت على موضوع الاختلاف، وأجابت عن مفهوم فلسفي يتعلق بموضوع «لماذا خُلقنا مختلفين؟»، ومن ثم تطرقت إلى كيفية التعامل مع المحاور المختلف عنا. من جانبه، قدم الدكتور بدران مسعود بن لحسن الأستاذ المساعد بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة، محاضرة عن «الأديان - المشترك بينها والاختلاف»، وركز على أهمية الحوار في المشتركات. نادية الأشقر: تنشئة جيل إسلامي منفتح ثقافياً وحضارياً وعن أهمية عقد هذه الدورات التدريبية، قالت نادية الأشقر، مسؤولة تنسيق شؤون المؤتمرات بمركز الدوحة الدولي للحوار: تأتي الدورات التدريبية لطلاب المدارس على رأس أولويات مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، وهي تهدف لنشر ثقافة الحوار والتسامح الديني مع الطرف الآخر في البيئة المدرسية بما يتناسب مع المفاهيم الإسلامية لتنشئة جيل منفتح بفكره الإسلامي ثقافياً وحضارياً على الآخر بكل ثقةٍ وبلا تحفظ أو إقصاء للآخرين، وهي بمثابة حملة توعوية لتعريف طلاب المدارس بمفهوم ثقافة الحوار بين الأديان، وأهمية تعزيز التعايش السلمي بين معتنقي الأديان المختلفة، وقبول واحترام الآخرين وترسيخ ثقافة الحوار الديني. وأضافت الأشقر: هي محاولة من المركز لتفعيل القيم الدينية المشتركة؛ والمساهمة في معالجة المشكلات البشرية التي يعاني منها العالم الآن، كما تهدف تلك الدورات كذلك إلى توعية النشء بضرورة احترام الديانات الأخرى وكيفية التعامل مع معتنقيها والانفتاح على الشعوب الأخرى دون التخلي عن هُويته الدينية الإسلامية التي يجب أن يفخر بانتمائه إليها ويعتز بها. فاطمة الحرمي: أهمية بناء الفرد في محيط مجتمعه أكدت المدربة فاطمة الحرمي أن الفرد هو لبنة بناء الأسرة، والأسرة هي اللبنة الأساسية في بناء المجتمع، والمجتمع لبنة بناء الأمة، ولن تنهض الأمم إلا بسواعد شبابها، ومن هنا تأتي أهمية بناء الفرد الفعال في محيطه ومجتمعه. وقالت الحرمي: «إن الله سبحانه وتعالى خلقنا مختلفين منذ أن خلق آدم وحواء (الذكر والأنثى)، ومن هنا بدأ الاختلاف للتكاثر، ولإعمار الأرض، وللاستفادة من خيرات الطبيعة، وللتواصل والتفاعل الاجتماعي، وحقيقة فإن الاختلاف نعمة إلهية وتكريم من الله للبشرية، فكيف للعالم أن يستمر إذا أتقن جميع البشر الوظيفة نفسها؟! أو أحب جميع البشر المهنة نفسها؟! أو وُحدت الألوان والأشكال؟!»، كما أكدت المدربة فاطمة الحرمي ضرورة الإنصاف مع المخالفين، ومراعاة المصالح والمفاسد وأيضا معرفة لغة المتكلم وحقيقة رأيه، بالإضافة إلى التسلح بالأدلة والبراهين. وتأتي هذه الدورة، في وقت باتت الدعوة للحوار ضرورةً مُلحة، تفرضها الصراعات الحضارية القائمة، وتقتضيها المشاكل والأزمات الدولية المتتابعة، فظهرت اتجاهاتٌ عدة، تسعى إلى تحقيق التقارب والتفاهم والاحترام المتبادل. كما صدرت الكثير من العهود والمواثيق والإعلانات الدولية التي تُعلي من شأن حقوق الإنسان، وتجرم الحروب والعنف ونعرات الاستعلاء والعنصرية، مما أسهم في تعزيز نزعة السلام، والتعاون والحوار، وخلق أملٍ في مستقبلٍ تلوح فيه تباشير أفول نظريات الاستبداد، وانحسار أنماط الهيمنة، وتزايد الاعتراف بالتعددية الدينية، والثقافية والحضارية. ولذلك أصبح من الضروري تنشئة الأجيال الجديدة على ثقافة الحوار، وتمكينه من أدواته، كي يتمكن من التعايش بشكل إيجابي مع الآخر من جهة، وفي الوقت نفسه يكون مدركا بشكل واعٍ لقيمه وهويته العربية والإسلامية. د. أحمد عبد الرحيم: الحوار أصل إسلامي ثابت أكد د. أحمد عبدالرحيم، الباحث بمركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، أن الحوار أصلٌ إسلاميٌّ ثابت، كما أنه أصل إنساني لا غنى عنه لتحقيق السلام والتعايش وقبول الآخر؛ إيمانا بسنة الاختلاف بين البشر التي أرادها الله عز وجل، كما لا غنى عن الماء والهواء للحياة، من هنا كان هذا البرنامج، وكانت أهميته لبيان هذا الأصل، والاجتهاد في البحث لمعرفته علماً وعملاً لكل المسلمين وحتى غيرهم. وأضاف عبدالرحيم: أهمية الحوار تكمن في الأساس في أنه أحد أهم وسائل الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى التي لا يقوم مقامها غيره؛ ولنعترف أن الواقع الإسلامي المعاصر يجعلنا نوقن أن الحوار قد صار في الوقت الحاضر ضرورة أكثر من أي وقت آخر؛ لما نلمسه من خلط للمفاهيم الإسلامية، فكيف يتحقق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أيًّا كان شكلهما من دون الحوار والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، لبيان الحق كي يرجع صاحب المنكر إلى المعروف وينتهي صاحب المنكر عن المنكر. وختم د. أحمد عبدالرحيم كلمته قائلا: من الجانب الإنساني فإن الحوار يتحقق به احترام كرامة الإنسان، وتأصيل المحبة والأخوة الإنسانية حتى بين المختلفين، فبالحوار تفتح الطرق التي تؤدي إلى حسن التلاقي والاستجابة وتوضيح المواقف وجلاء الحقائق وهداية العقول، فالجسور التي تبنى بين الثقافات والحضارات هي في الحقيقة لا يمكن أن تبنى إلا بالحوار. دورة عن فن الحوار وبناء الحجة من 19-22 فبراير يعتزم مركز الدوحة لحوار الأديان بالتعاون مع مركز مناظرات قطر تنظيم دورة تدريبية جديدة موجهة لطلاب وطالبات المدارس، تحت عنوان «فن الحوار وبناء الحجة»، خلال الفترة من 19 إلى 22 فبراير الجاري، ضمن حرص «حوار الأديان» على ضرورة أن يدرك الطلبة منذ وقت مبكر أن الاختلاف في الرأي واقع موجود، وبالتالي ضرورة أن يمتلك الطالب الأدوات الملائمة للتعامل الإيجابي مع هذا الاختلاف، من خلال الحوار والمناظرة، ويتعلم أساليب علمية في إعداد الحجة والبرهان.;

مشاركة :