يستقبل المشهد الثقافي السعودي الرسمي هذه الفترة مسؤول الحقيبة الثقافية الجديد الدكتور عبدالرحمن بن ناصر العاصم المشرف العام على وكالة وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية.. بعد مدة ليست بالقليلة تتجاوز العامين، بقي خلاها هذا المركز القيادي بلا قائد عدا تولي بعض مسؤولي الوزارة بالتكليف.. الدكتور العاصم الأكاديمي المتخصص في نظم المعلومات بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية والحاصل على شهادة الدكتوراه في دراسات المعلومات من جامعة ستراثكلايد في المملكة المتحدة.. يستفتح مهامه بجملة من الملفات الحاسمة أولها زمنياً ملف معرض الرياض الدولي للكتاب 2017م الذي ينطلق في مارس المقبل.. أما الملفات المزمنة فلن يسبق ملف الأندية الأدبية ملف آخر بتركته الثقيلة، سواء من حيث قضية الانتخابات أو من حيث القبول بفكرة بقائها على ذات النظام الذي يرى الطيف الثقافي الأعم ضرورة استبداله بنظام المراكز الثقافية الشاملة.. على ذات الهيئة التي يؤدي بها مركز الملك فهد الثقافي دوره الثقافي الحقيقي -مؤخراً- من تنوع وشمول وجودة.. أما الملف الأبرز حديثاً فهو الجانب المتعلق بتطبيق أهداف رؤية المملكة 2030م في شقها الثقافي وفق التصور الذي تطرحه برامج الرؤية الطموحة.. وهو الملف الذي يعول عليه المشتغلون بالهم الثقافي أن يحقق تطلعاتهم بعد عقود من الركود الثقافي.. الواقع الثقافي اليوم يحتم على المؤسسة الثقافية الرسمية أن تتبنى مسارات عمل جديدة تضمن تحقيق قدر كبير من التناغم مع معطيات المرحلة واشتراطاتها وذهنية المتلقين فيها.. بعيداً عن أشكال الأداء التقليدية التي لم تعد صالحة لتقيدم منتج ثقافي عصري حيوي.. أجيال اليوم بفعل المعطى الاتصالي التقني الإلكتروني الجديد باتت أكثر تطلباً وأعلى سقفاً أوسع تصوراً.. وفي الحين الذي تفشل فيه مؤسسة الثقافة الرسمية في القرب من هذه الأجيال الجديدة.. فهي في حقيقة الأمر ستكون قد خسرت رهانها الأهم نحو تأدية رسالتها الثقافية والوطنية.. والدكتور العاصم جدير بالمسؤولية وقادر على تحقيق النجاح وصناعة الفرق.
مشاركة :