الثقافة شكل حياة.. وبمقدورنا أن نشكل حياة ما نريد أن تكون عليه ثقافتنا الحياتية.. الامتدادات التفصيلية لهذا المفهوم ترجع جذورها إلى مختلف ثقافات العالم بمستوياتها النخبوية والشعبية.. على نحو كن جميلاً ترى الوجود جميلاً والنية مطية كما هو متداول وغيرها.. وهو ما نجده أيضاً في ثقافتنا الإسلامية بأدلتها الشرعية، كما في الحديث القدسي على راويه أفضل الصلوات وأتم التسليم (أنا عند ظن عبدي بي).. مثلما هو كذلك في علم البرمجة اللغوية العصبية.. وببساطة مباشرة أتعمدها خوفاً من الوقوع في فخ بيع الوهم الذي استشرى مرتزقته حتى بلغوا حداً مقززاً.. أحاول أن أتجه لثقافة الفرح.. الفرح بالتفاصيل البسيطة من حولنا بما نراه عادياً وربما مهملاً فيما هو قد يصنع فرح الحال والمآل.. في حين سمحنا لنتوءات صغيرة بإحالة الحياة ومن فيها وما عليها إلى غرفة من جحيم.. وكما هي عدوى الضحك حين يبدأ أحدنا بالضحك لينفجر كل من في المكان ضاحكاً عبر موجه من التعبير عن الفرح المعلن دون سبب.. هكذا وببساطه متناهية مثلما هي البهجة والسعادة الأكثر بساطة وتلقائية ومباشرة.. وهكذا أيضاً هو الفرح في أصله سهلاً شفيفاً قريباً ولا يحتمل التعقيدات.. التقنية الاتصالية الجديدة فتحت آفاقاً واسعة ومنافذ رحبة، لصناعة وبث وترويج مختلف الخطابات التي من الممكن أن تؤثر في النفس الإنسانية وتتلاعب في الحالة المزاجية العامة.. الأبعد من هذا قدرتها على تغذية خطابات الحب والكراهية واشتقاقاتهما على حدٍ سواء.. وهي لعبه خطيرة بمقدورها أن تحدث تأثيراً عميقاً على المستويات النفسية والمزاجية والمجتمعية والشعبية عامة والوطنية أيضاً مثلما نرى في دهاليز لعبة الصراعات الطائفية.. أستحضر في هذا السياق وسماً إيجابياً أطلقة مغردون الأسبوع الماضي حمل عبارة (#مما_يفتح_النفس).. هذا الوسم حمل طاقة إيجابية فرائحية وطرائفية عالية.. وأظن أن مثل هذه المحاولات من شأنها أن تعزز عدوى الفرح بكل التفاصيل الصغيرة من حولنا.. تلك التي ربما لا نكتشف معناها إلا حينما نفقدها لنتساءل كما تساءل محمود درويش: هل كنت سعيداً ولم أعلم !
مشاركة :