تونس - تستضيف محافظة تطاوين في جنوب شرق تونس الدورة الثامنة والثلاثين للمهرجان الدولي للقصور الصحراوية الذي يحتفي بتقاليد الصحراء والموروث الثقافي لسكانها في الفترة من الأول إلى الرابع من مارس/آذار المقبل. وتنتشر القصور الصحراوية في محافظة تطاوين - 380 كيلومترا جنوب العاصمة - وعددها أكثر من 150 قصرا أشهرها قصر زناتة وقصر الحدادة وقصر أولاد دباب وقصر أولاد سلطان. وبدأ بناء القصور في الأماكن المرتفعة للفرار من هجمات الغزاة ثم انتشرت في السهول وتتميز بشكلها المعماري الفريد، يتألف كل واحد من غرف يصل عددها إلى أكثر من 300 غرفة ويتكون من مدخل رئيسي يقود إلى ساحة كبيرة فيما تتوزع الغرف على كل الجوانب فوق بعضها البعض وغالبا ما تقام على ثلاثة أو أربعة طوابق وتربط بينها مدارج صغيرة. ورغم مرور أكثر من 300 سنة على تشييدها فإن القصور الصحراوية لا تزال صامدة وشامخة ومتربعة على رمال الصحراء التونسية لتكون رمزا لعراقة فن العمارة بالجنوب التونسي وتميزه بإرث حضاري على مر الحقبات التاريخية التّي عرفها. وقال علي الثابتي المتحدث باسم المهرجان "المهرجان يضم فقرات تتمثل في اللوحات الفنية التي تبرز العادات والتقاليد والموروث الثقافي الأصيل للجهة". وحسب البرنامج فإنّ المهرجان سيتضمن عروض فلكلورية وحفلات فنية ومسابقات شعرية وزيارات لـ16 قصرا صحراويا مجهزا لاستقبال الزائرين. وسيعقد على هامش المهرجان معرض الصناعات التقليدية اليدوية في دورته الثانية، بداية 26 فبراير/شباط الجاري إلى غاية 4 مارس/آذار. وينظم المهرجان مجالس أدبية وليالي شعرية ومعارض وثائقية وتشكيلية ومعارض للصناعات التقليدية وسباقات في الفروسية والرماية ورحلات سياحية إضافة إلى عروض فنية. وفي حفل الختام يقدم المهرجان عروضا للعرس التقليدي والألعاب الشعبية التقليدية إضافة لعرض فني تقدمه فرقة عيون الجبل الليبية. وتشارك في الدورة الجديدة للمهرجان مصر والأردن والمغرب وليبيا والجزائر والإمارات وفرنسا وروسيا.
مشاركة :