إعداد: عدنان نجم وأنور داود وممدوح صوّان نمت حصّة الصين من القطاع السياحي العالمي بشكل كبير خلال السنوات ال10 الماضية، ولا عجب في أن بلدان العالم تسعى لاستقطاب السياح من ثاني أكبر اقتصاد في العالم، خصوصاً مع العلم أن إنفاق السياح الصينيين يفوق أي دولة أخرى، وفقاً لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة. يصل عدد رحلات الصينيين إلى الخارج 120 مليون رحلة سنوياً، في وقت تتغير فيه اتجاهات سفرهم مع ازدياد عدد السياح، حيث تبحث الطبقة الوسطى في البلاد بشكل متواصل عن المغامرات الثقافية خارج الصين، مع تراجع تكاليف السفر وأسعار الصرف المواتية وتوافر فرص التسوق المغرية. إلا إن هناك إمكانية تراجع ذلك مع تراجع أداء الاقتصاد الصيني، وفقدان سوق الأسهم الصينية اكثر من ثلث قيمتها، ومن المحتمل أن يؤثر هذا الانخفاض على سفر الصينيين إلى الخارج، بالإضافة إلى أن فقدان اليوان قيمته مؤخراً ما قد يقود السياح الصينيين للتفكير مرتين قبل السفر. على الصعيد المحلي في الإمارات، يبقى السائح الصيني الهدف الاول لدوائر السياحة وللمنشآت الفندقية لما تمثله السوق الصينية من فرص لرفد القطاع السياحي الإماراتي بالمزيد من السياح والوفود. وتقول المصادر إن السياحة الصينية تتميز عن غيرها في العديد من الجوانب ومنها سياحة الأعداد الكبيرة أو سياحة المجموعات، وخاصة ان الزوار الصينيين يبحثون عن أسعار منخفضة في غير المواسم السياحية النشطة، ويمكن لفنادق دبي والإمارات استقطابهم بتوفير عروض ترويجية وحزم تتضمن الغرف والفطور بأسعار مغرية. وذكرت أن شركات الطيران الوطنية مثل طيران الإمارات والاتحاد، ساهمت في تنشيط الحركة السياحية بين البلدين، وان زيادة عدد الرحلات يعد مطلباً أساسياً لرفع أعداد الزوار بين البلدين. وتعتبر الصين من الأسواق العالمية الرئيسية للسياحة الواردة إلى أبوظبي، لا سيما وأن الإمارة سجلت قدوم 200 ألف زائر صيني بين يناير/كانون الثاني ونوفمبر/تشرين الثاني 2016، بزيادة 25% عن الفترة ذاتها من العام السابق. وبذلك، باتت الصين ثالث أكبر مصدر للزوار الأجانب إلى أبوظبي بعد الهند وبريطانيا. كما استقبلت فنادق دبي من يناير / كانون الثاني وحتى نوفمبر / تشرين الثاني 2016 ما يقارب 478 ألف سائح صيني بنمو 15% مقارنة مع نفس الفترة من العام 2015 والتي استقبلت المدينة فيها ما يقارب 414 ألف زائر صيني. أكبر الأسواق وحلت الصين بين أكبر الأسواق المصدرة لزوار دبي، لتحل في المركز السابع فيما المتوقع أن ترتفع إلى مراكز أعلى خلال الفترة المقبلة. واستحوذت الصين على ما يقارب 40% من إجمالي زوار دبي من منطقة دول شمال وجنوب شرق آسيا خلال الفترة ذاتها والبالغة 1.2 مليون زائر، لا سيما أن المنطقة هذه تشكل 9% من زوار دبي حسب الأقاليم في العالم. ولدى سياحة دبي 4 مكاتب تمثيلية في الصين والتي قامت بتوثيق علاقات دبي مع أكثر من 100 جهة تمثل شركات السياحة والسفر فيها، والتي تقدم عروضا ترويجية مميزة وجذابة لاستقطاب السياح الصينيين. ولدى دبي الكثير لتقدمه ولا سيما مع افتتاح العديد من الوجهات الترفيهية الجديدة، مثل مشروع دبي باركس آند ريزورتس، ومشروع آي إم جي عالم من المغامرات وأوبرا دبي وقناة دبي المائية، ومشاريع أخرى تفتتح خلال العام الجاري، مثل سفاري دبي، وبرواز دبي، ومشروع تطوير منطقة دبي التاريخية، وسوق السمك الجديد بالحمرية، ومشروع حديقة القرآن الكريم، ومتحف المستقبل، ومشروع ميدان ون، وغيرها من المشاريع الجديدة التي لها طابعها الخاص، وتمنح السياح والزوار فرصة لاختبار تجارب متنوعة. نشاط كبير كذلك، شهدت الحركة السياحية الصينية في إمارة الشارقة نشاطاً كبيراً، خلال الفترة الحالية خاصة مع قدوم رأس السنة الصينية التي غالبا ما تزداد نسبة السياح خلالها، حيث ترتفع حجوزات ونسب إشغال فنادق إمارة الشارقة ما بين 90-100%، خلال الفترة الحالية. وقال مسؤولون فندقيون إن هناك توافداً لأفواج كبيرة من السياح الصينيين إلى الشارقة مع اعتدال الطقس، ودخول رأس السنة الصينية وبدء العطلة الرسمية للصين. وتوفر هيئة الإنماء السياحي والتجاري وبالتعاون مع الفنادق في الشارقة العديد من الخدمات والتسهيلات التي تسهم في نمو أعداد السياح الصينيين في الإمارة، تتمثل في الفنادق ذات المستوى العالي مع تميزها بخدمات السوق والمأكولات التي تقدم أنواعاً مختلفة من الأطعمة الصينية إضافة إلى توفير متحدثين باللغة الصينية. وتوفر الشارقة مجموعة مميزة من المتاحف المتنوعة التي تدعم السياحة الثقافية والتراثية، إضافة إلى السياحة الترفيهية والعائلية التي تلبي متطلباتها الشواطئ الخلابة على ساحل الخليج العربي والتي تتيح للزوار ممارسة الرياضات المائية والغطس والغوص أو التخييم على الشاطئ، إضافة إلى مراكز التسوق والأسواق الشعبية المتنوعة التي تشكل بحد ذاتها مواقع سياحية متفردة.
مشاركة :