في ظل ثورة المعلومات والدراسات العديدة، خاصة تلك التي تتعلق بالعلوم والتكنولوجيا، يدفع التربويون دوماً إلى البحث عن وسائل تعليمية وطرق تدريس يسهل التعامل معها وإعدادها كي تساعد على تلخيص المعلومة وتبسيطها بأسلوب علمي، ولعل هذا ما تحققه الرسوم التعليمية التي قدمت خدمة كبيرة كوسيلة تعليمية في عملية التعليم والتعلم، ووضعت تلك العلوم بموضوعاتها المختلفة، خاصة تلك التي تواجه الطالب بصعوبات في فهمها باللغة الكلامية «اللفظية» في قالب مختصر وميسر من خلال مواد مرسومة ورموز خطية بصرية. لذلك تبرز استخدامات الرسومات كأداة مهمة في الشرح والتوضيح، وإيصال المعلومة للطلاب، ومهارة قابلة للتعلم، يجب الاهتمام بها وتنفيذ أفضل الممارسات في تدريسها واستخدامها في التعلم، فرسم العناصر وجعلها مرئية أمر مهم بالنسبة للدارسين والعلماء والمعلمين على حدٍّ سواء، وعلى هذا فإن كثيراً من التربويين يُعرِّفون الرسم على أنه «مهارة عملية قابلة للتعلم». ومن خلال البحث والاطلاع على عدد من الأدبيات يتضح أنه لايوجد إجماع على تعريف الرسم لكن بالاطلاع على «القواميس» لمعرفة مرادفات كلمة (drawing) نجد أنها وردت في معانيها من الكلمات «تصوير، صورة، شكل،تسطير، لوحة، نقش، تخطيط، جمع....»، فيظهر لنا أن استخدام كلمة رسم تستخدم بشكل متعدد، لكن تقودنا إلى استنباط مسلك يوازي حركات تربوية تشجيعية لمثل هذه المهارة من أجل التعلم. وتتضح أهمية الرسوم أكثر كوسيلة اتصال تبقي أثر التعلم، وتساهم بتسريع قدرة التلاميذ على التحصيل الدراسي، وتوظيفها لزيادة فعالية التعلم، وتجويد مخرجاته لدى التلاميذ، ولهذا نرى أن التربويين والمهتمين بطرق التدريس يرون أن تطبيق هذه المهارة التي يعتقدون أنها قابلة للتعلم في تقديم مناهج العلوم «خاصةً» سيقابلها تحديات مختلفة تواجه المعلم من ناحية تقييم رسوم الطلاب العلمية وبجانب معالجتها وتخطي هذه العوائق يتطلب من المعلم توفير بيئة تحفز الطالب إلى القيام بالرسم بشكل عام ورسم العناصر العلمية المرئية بشكل خاص يعتمد على تنظيم التدخلات المقترحة والعناصر المؤثرة كالمعرفة البصرية واستخدام النموذج القائم على المنطق، الذي يستخدم الرسومات لتوضيح البيانات، وبالتالي يتم استيعاب العلوم البيولوجية والأحياء، والتي بدت منذ الوهلة الأولى معقدة بالنسبة لطلاب. وباعتبار الرسم مهارة يجب تطويرها في مختلف تخصصات العلوم الهندسية والرياضية والتقنية، فإنه سيساعد الطالب على تنظيم المعلومات المعطاة والمشتقة للاستفادة من ذلك في حل المشكلات، ويمكن من خلاله الوصول إلى التنبؤات والتفسيرات، وهذا يعتمد في الأول والأخير على المعلم الذي يجب عليه ان يساعد الطلاب على اكتساب المهارة في الرسم وتحفيز الطالب على الرسم مع تقديم المقترحات لتنمية وتطوير قدرات ومهارات الطلاب في الرسم، والتأكد من وضوح هذه الإستراتيجية عند الطلاب وتوضيح وتجميع الأفكار وتلخيصها بصور مختلفة مع العمل على تطبيق أفضل الممارسات في هذا المجال، مع قيام المعلم على تدريب الطالب على تفسير التصويرات البصرية ومتعة الفهم النظري في إطار القواسم المشتركة من الحياة الحقيقية أو ما يشابهها وسيقوم الطالب بأداء دور مميز في رسمه؛ لأنه قام أولاً ببناء معرفته الخاصة على معرفة من الواقع وخبرة في الوقت نفسه، وما كان يتحقق ذلك إلا بمناخ تعليمي نشط ينخرط فيه الطالب في عمق عملية التعلم بشكل نشط ومستمر يعززها جمال «الألوان والرسومات» من أجل تعلم إبداعي.
مشاركة :