غوسلينغ ينتظر تحقيق الحلم الكبير في عالم السينما، وهو الفوز بجائزة الأوسكار عن دوره في فيلم الموسيقى والغناء والرقص لا لا لاند. العربفادي بعاج [نُشرفي2017/02/12، العدد: 10541، ص(9)] نجم كندي ينتظر جائزة الأوسكار بفارغ الصبر عمان - تعددت المواهب والفنان واحد. الرقص، الغناء، التمثيل والإخراج، فنون جمعها الشاب الكندي رايان غوسلينغ، بشخصيته التي تنطوي على العديد من المفاجآت. فهو ينتمي إلى ذلك الصنف النادر من الممثلين اللامعين، يتمتّع بشكل خارجي جذاب، وحضور قوي جداً، لديه غرام مع الشاشة ويفرض نفسه من خلال حركاته ونظراته التي تسبق كلامه دوما. ينتظر غوسلينغ اليوم تحقيق الحلم الكبير في عالم السينما، وهو الفوز بجائزة الأوسكار عن دوره في فيلم الموسيقى والغناء والرقص “لا لا لاند”، الذي حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 130 مليون دولار أميركي حول العالم. خارج المنزل مع بريتني سبيرز ولد غوسلينغ في مقاطعة أونتاريو الكندية عام 1980 لأمّ اسمها دونا كانت تعمل كسكرتيرة، وأب اسمه توماس كان عاملا في مطبعة، تطلقا بعد عدة أعوام، ليبقى رايان بحضانة والدته التي تكفّلت بتعليمه وأمّنت له دروسا خصوصية في المنزل. في عمر الثانية عشرة، قرّر غوسلينغ الرحيل من منزله في أونتاريو، وترك عائلته المنتمية إلى طائفة المورمون بهدف المشاركة في نادي “كل النجوم في ميكي ماوس”، وفي العام 1993 انضم رسميا للنادي، وقام بالغناء والرقص والتمثيل لمدة سنتين إلى جانب كلّ من بريتني سبيرز وكريستينا أغيليرا وجاستن تيمبرليك. التحق بعد ذلك بجامعة كورنوال حيث درس الفنون الجميلة، وأخذ يبحث عن فرصة لاكتشاف موهبة الغناء لديه، وتزامن ذلك مع صداقته للنجم الصاعد وقتها جاستن تيمبرليك، حيث أنه كان يقطن مع عائلة الأخير خلال تلك المرحلة. تحول غوسلينغ إلى التمثيل من خلال دراسته في دورات تدريبية، فتمكن من الظهور في عدد من العروض التلفزيونية بدءاً من العام 1995 في مسلسل “الكسارة العالية” الذي عُرض على قناة “يو تي في” الكندية وقناة “يو بي أن” الأميركية. بعد ذلك، ظهر في سلسلة من البرامج التلفزيونية مثل “أسطورة الكونغ فو” العام 1996، وشارك بالمسلسل الناجح “الشاب هرقل” في العام 1998. طوال فترة عمل غوسلينغ في التلفزيون، كان يسعى للوصول إلى السينما. وتحقق له ذلك في العام 2001 عندما سنحت له فرصة الوقوف أمام الممثل الكبير دينزل واشنطن في فيلم “تذكّر العمالقة”، نجاح الفيلم بشكل عام لفت أنظار مخرجي هوليوود إلى ذلك الشاب الوسيم، حيث اختاره المخرج الأميركي هنري بين ليكون بطل فيلمه “المؤمن” والذي كتب له السيناريو بنفسه، وهو الفيلم الذي أثار الجدل لأنه دخل في دهاليز النازية من جهة وفي الديانة اليهودية من جهة أخرى. توالت الأعمال السينمائية لرايان غوسلينغ فلعب دور البطولة في فيلم “الولايات المتحدة ليلاند” إلى جانب دون شيدل وكريس كلاين، وكان له دور مميز في فيلم الإثارة النفسية “إبقَ” بمشاركة كوكبة من نجوم هوليوود مثل نعومي واتس، إيوان مكريغور، وبوب هوسكينز، كما التقى غوسلينغ بالعملاق أنطوني هوبكينز في فيلم “كسر”. دفتر الملاحظات استطاع غوسلينغ الاستحواذ على الأنظار بشكل كامل في العام 2004 عن طريق الفيلم الرومانسي الشهير “دفتر الملاحظات”، الذي شاركته البطولة فيه الممثلة الكندية ريتشل ماك أدمز التي تكبره بعامين. ومع ذلك استطاعت ريتشل أن توقع غوسيلنغ في غرامها، فتزوجا بنفس العام. فيلم "دفتر الملاحظات" يجعل من غوسلينغ فجأة أحد أشهر النجوم الشباب، ووضعته مجلة "الناس" الأميركية في قائمة أكثر نجوم هوليوود إثارة وجاذبية، ولتزداد شعبيته بين جمهور السينما خاصة الفتيات منهم أُعجب الجمهور بالثنائي الرومانسي، وكيف أكملا قصة الحب من السينما إلى الواقع الحقيقي. إلا أن ذلك الزواج لم يدم أكثر من ثلاثة أعوام، ليعلن النجمان انفصالهما بشكل نهائي العام 2007. أصبح غوسلينغ فجأة بسبب فيلم “دفتر الملاحظات” أحد أشهر النجوم الشباب، ووضعته مجلة “الناس” الأميركية في قائمة أكثر نجوم هوليوود إثارة وجاذبية، لتزداد شعبيته بين جمهور السينما خاصة الفتيات منهم. وفي السنوات التالية قام غوسلينغ ببطولة عدد من الأفلام المميزة أشهرها “عيد الحب الأزرق” و”جنون غباء حب” وفيلم التشويق والإثارة “فرقة العصابات” بمشاركة الممثل المخضرم شون بن. فرقة موسيقية مرعبة إلى جانب موهبته في التمثيل، يظهر غوسلينغ بين الحين والآخر شغفه بالموسيقى، حيث كتب ولحّن وقام بتأدية الأغنية الرسمية لفيلم “وادي روميس” الذي أنتج عام 2004، ويترأس غوسلينغ حاليا فرقة موسيقية تدعى بـ”عظام الرجل الميت”. قدم النجم الكندي أدوارا مختلفة ولم يقم بحصر نفسه في زاوية واحدة، بل على العكس يحاول دوما خوض تجارب قد تبدو غريبة عن شخصيته، مثل الدور الذي قدمه في فيلم “القيادة” تحت إدارة المخرج الدنماركي نيكولاس ويندينغ، حيث انطبعت صورة هذا الرجل في مخيّلة الناس، وهو يُعتبر بطلاً معزولاً وغامضاً وصاحب قيم مثالية. يمتلك غوسلينغ نزعته الانتقائية في اختيار أعماله، فهو لم يشترك لحدّ الآن في أفلام الأبطال الخارقين، التي تُعرف بمردودها المادي الكبير، ومن الممكن أن يشارك النجم الكندي في فيلم لا يشبهه ظاهريا مثل فيلم “الشابان اللطيفان” الذي صدر في العام الماضي، وبالنظر إلى المظهر الذي أطلّ به. وتدور أحداث الفيلم في سنوات السبعينات من القرن العشرين، وفيه يلعب غوسلينغ دور المفتّش الذي يتولّى قضيّة التحقيق في وفاة ممثلة في لوس أنجلوس، وبعد التحقيقات المستمرّة، سيكتشف مع رفيقه الممثل راسل كرو أنّ هناك مؤامرة وراء مقتلها. غوسلينغ من فئة الفنانين الذين يهتمون بالوضع الإنساني، ويخصصون له وقتا في حياتهم، ومثال على ذلك حين سافر النجم الشاب عام 2005 إلى دولة تشاد الأفريقية، وقام بتصوير وإخراج فيلم وثائقي عن واقع الحياة المأساوي هناك. العام 2011 كان مليئاً بالأعمال السينمائيّة المتعدّدة لغوسلينغ، حيث قدم ثلاثة أفلام، قرّر بعدها أن يخفّف قليلاً من وتيرة أعماله، ليطل في العام التالي بعمل واحد فقط وهو “المكان خلف أشجار الصنوبر”، وهو الفيلم الذي بفضله وقع في غرام السمراء الحسناء إيفا مينديز التي شاركته البطولة، وحتى هذه اللحظة تشاركه الحياة والحب. فيلم “لا لا لاند” يحصد 14 ترشيحا لجوائز الأوسكار، من بينها الجائزة الكبرى وهي أفضل فيلم، وجائزة أفضل ممثل عن دور رئيسي وهي التي يتطلع إليها رايان غوسلينغ، وهي فرصته الثانية بعد ترشحه عام 2007 عن دوره في فيلم “نصف نيلسون”. مشاكل كثيرة واجهت الثنائي الهوليوودي، لكنهما استطاعا التغاضي عنها بسبب تعلقهما الشديد ببعضهما، وأكبر أزمة حصلت بين النجمين كانت في شهر سبتمبر 2013، بسبب اختلافهما في مستقبل علاقتهما، حيث أن رايان كان يرغب بتأسيس عائلة وإنجاب أطفال، وهذا ما عارضته إيفا بشدة في البداية، لكنها في نهاية المطاف رضخت لمطالب حبيبها رايان، وأنجبت منه طفلتين، الأولى أسمياها أزميرالدا في شهر سبتمبر العام 2014. والطفلة الثانية في شهر مايو العام 2016 وأسمياها أمادا، وعبّر رايان عن سعادته بطفلتيه وزوجته خلال مقابلة تلفزيونية في برنامج “صباح الخير أميركا” ووصفهم بالملائكة، حيث قال “الأمر يشبه السير في وسط حقل من الزهور، إنها الجنة وأنا أعيش مع الملائكة”، وتابع غوسلينغ “إنجاب طفل يشبه شعاع الشمس في وسط الأوقات المظلمة”. في لقائه مع مجلة “أي. سي” الأميركية أفصح غوسلينغ عن رأيه بأن النساء أفضل من الرجال، وأنهن يتفوقن عليهم في الكثير من المجالات، وأضاف “يمكنك أن تدرك ذلك عندما تكون لديك طفلتان، ستلاحظ على الفور كيف أن الفتيات في السنوات الأولى من أعمارهن يمكنهن التفوق بسهولة على الفتيان الصغار في نفس أعمارهن”. قدم رايان مؤخراً رسالة شكر علنية إلى زوجته إيفا مينديز، خلال تسلمه لجائزة “غولدن غلوب” بعد فوزه بها كأفضل ممثل في دور رئيسي عن فيلمه الأخير “لا لا لاند”. كانت اللحظة المؤثرة حين وجه لها الشكر، لناحية دعمها له دائماً بحيث كانت السند له، حتى عندما كانت في أصعب ظروف حياتها، عند مواجهة شقيقها لمرض السرطان وخسارته للمعركة ووفاته في أبريل من العام الماضي. الغولدن غلوب والأوسكار “لا لا لاند” الفيلم الذي يشغل العالم حاليا، وخصوصا بعد كسره لحاجز الرقم القياسي في جوائز الغولدن غلوب من خلال الفوز بـ7 جوائز من أصل 7 ترشيحات، وأصبح مخرجه داميان جازيل أصغر مخرج سينمائي يحوز على جائزة غولدن غلوب. ينتمي الفيلم إلى النوع الموسيقي الراقص واستطاع بجدارة مخرجه واحترافيّة بطليه غوسلينغ وإيما ستون، أن يكسر الأرقام القياسية و يطيح بكافة الأعمال والأفلام التي طرُحت في الأسواق مؤخراً والتي رُشّحت لجوائز الأوسكار 2017. وما جعل الفيلم مختلفاً هو اختيار القالب الموسيقي الموفّق من مخرج الفيلم جازيل، فقد أوصل الفيلم الجمهور إلى تلك الحالة الرومانسية الخالصة، مازجاً بين الحلم والواقع، بين العصر الحديث وأجواء العصر الذهبي للسينما في الأربعينات والخمسينات من القرن العشرين. عمل غوسلينغ في التلفزيون يمثل الطريق الذي كان يسعى منه للوصول إلى السينما. وتحقق له ذلك في عام 2001 عندما سنحت له فرصة الوقوف أمام النجم الكبير دينزل واشنطن في فيلم “تذكر العمالقة” قصة الفيلم بسيطة وتدور حول ميا الممثلة الطموحة، والتي تقدم المشروبات لنجوم الأفلام بين تجارب الأداء، وعلاقة حبها بسيباستيان الموسيقيّ المتخصص بالجاز الذي شق طريقه بصعوبة من خلال عزف الأغاني خلال الحفلات، لكن مع تصاعد أحلامهما يبدآن في مواجهة الواقع. نال “لا لا لاند” 14 ترشيحا لجوائز الأوسكار، من بينها الجائزة الكبرى وهي أفضل فيلم، وجائزة أفضل ممثل عن دور رئيسي وهي التي يتطلع إليها رايان غوسلينغ، وهي فرصته الثانية بعد ترشيحه عام 2007 عن دوره في فيلم “نصف نيلسون”. وسيتنافس في فئة أفضل فيلم مع ثمانية أفلام هي “مانشستر باي ذا سي”، “أريفال”، “مونلايت”، “هيدين فيجرز”، “هاكسو ريدج”، “هيل أور هاي ووتر”، “فنسز” و”ليون”. وبهذه الترشيحات ينضم “لا لا لاند” إلى قائمة الأفلام الأكثر ترشيحا في تاريخ الأوسكار، إلى جانب فيلمين هما “تايتانيك” و”كل شيء حول حواء”. هل سيدخل “لا لا لاند” التاريخ، ويفوز بالجوائز المرشحة للأوسكار بفضل إخراجه وإنتاجه والموسيقى الخاصة به، وما إلى هنالك من عوامل وعناصر كانت هي السبب في النهاية في جعله الأهم على الإطلاق، وهل سيغدو البطلان الأعلى أجراً من الآن فصاعداً وتتضاعف أمامهما العروض للمشاركة فيها؟ هذان هما السؤالان اللذان يُطرحان اليوم، إلى حين أن نعرف الإجابة عليهما في آخر شهر فبراير الجاري عندما سيُقام حفل الأوسكار السنوي، ولكن مما لا شك فيه هو أنّ هذا العمل لن ينساه الجمهور بسهولة. من ناحيةٍ أخرى، يذكر أنّ ترشيحات الأوسكار هذا العام أتت صادمة ومفاجِئة للغاية لأنّها تضمّنت أسماء 7 ممثلين من أصل 20 ينتمون إلى البشرة السوداء، وهذا موضوع يأتي اليوم بعد الهاشتاغ الشهير الذي أُطلق السنة الماضية، والذي تم اتّهام إدارة الأوسكار على أساسه بأنّها عنصريّة ولا تعطي قيمة إلا للممثلين الذين ينتمون إلى العرق الأبيض، وهذا ما جعل حفل العام 2016 يسجّل أدنى نسبة مشاهدة في التاريخ كلّه. :: اقرأ أيضاً مولانا إبراهيم عيسى مجدد يطلق النار عليك وتقول هل من مزيد هيثم قاسم طاهر أول وزير للدفاع بعد الوحدة اليمنية يدخل المعركة بصمت إسماعيل شموط درس الفلسطيني الذي اخترع لغة بصرية لشعبه
مشاركة :