كل الوطن- وكالات: قال المفوض العام الجديد لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بيير كراهينبول، اليوم الأربعاء، إن حصار قطاع غزة المفروض منذ ثماني سنوات من قبل “إسرائيل” هو نوع من أنواع العقاب الجماعي، ويعد الأطول على مر التاريخ. كراهينبول وعد خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر العيادة اليابانية غرب محافظة خان يونس جنوب القطاع ، بالعمل جديًا وبذل كل الجهود للتخلص من وقع الحصار المأساوي ونقل الأوضاع بغزة للمسئولين الإسرائيليين وفي الأمم المتحدة ومختلف المحافل. وقال: “لا يمكن لأحد أن يخبرنا عن حجم الأوضاع المأساوية بغزة من الممكن أن نقرأ كثيرًا من التقارير ونستمع لكثير من المناشدات وحديث المسئولين، لكن لا يمكن أن نشعر بالإحساس الذي يعيشه أهل غزة من عزلة عن العالم بشكل كامل بسبب الحصار”. وأضاف “كان من المهم أن نأتي لغزة ونقابل الناس والعاملين في (أونروا) ونرى كيف يعمل الناس على بناء مستقبلهم الأفضل بأيديهم، لست هنا بصدد الحديث عن حقائق، بل جئت لأقول هنا غزة ففي ساعات رأيت الكثير مما يحدث وهناك الكثير لم أراه لكن ما رأيته بكل تأكيد يلخص جزء كبير من معاناة وصمود الفلسطينيين”. وأوضح كراهينيول أن “القدوم لغزة يعطي أمل وروح معنوية عالية، فنحن هنا بمشروع سكني بخان يونس للاجئين الذين هدمت منازلهم ويستحقون مستقبلاً لأبنائهم”. وتابع “نقول أن كل شيء نعمله هو برمزية حق العودة، لدينا وأنا شخصيًا التزم للعمل من أجل تحسين الأوضاع في الأراضي الفلسطينية خاصة في غزة”. ولفت كراهينبول إلى أن جل حديثه خلال أي لقاء سيجمعه بالإسرائيليين والمسئولين بالأمم المتحدة سيركز على الأوضاع المأساوية في غزة وحول كيفية التخلص منها وإنهائها، مضيفًا “هناك شعب يبحث عن الكرامة والحرية والإنسانية”. وبين أنه واضح للجميع حجم تدهور الأوضاع “نريد أن نعطي حجمًا كبيرًا من التعامل بجدية مع الموضوع ففي عام 2000 كنا نقدم مساعدات لنحو 80 ألف لاجئ وكانت الأوضاع إلى حدٍ ما هادئة وليست متفاقمة، واليوم لنحو 800 ألف لاجئ والعدد في ازدياد”. وأكد مفوض “أونروا” الجديد أنهم يعملون حاليًا على زيادة الدعم المالي سنويًا “لكن علينا واجب البحث عن مصادر تمويل جديدة، وهذا ليس سهلاً ويتطلب جهد عالٍ، ونحاول كذلك الوصول لفقراء جُدد قدر الإمكان في ظل محدودية مواردنا وتزايد أعداد الفقر”. وبشأن الأوضاع الصحية المتدهورة، قال كراهينبول: “نحن أكبر مزود للخدمات الصحية بالقطاع، وإسرائيل تفرض حصارًا، وإغلاق الأنفاق مع مصر أثر على الأوضاع، ونعد بنقل ذلك للأمم المتحدة والمسئولين الإسرائيليين خلال النقاشات والجلسات ويجب أن نبقى هنا لتقديم الخدمات”. وحول الأوضاع في سوريا والخطط المستقبلة لمساعدتهم، أوضح أن النزاع المسلح في سوريا ستكون آثاره لعشرات السنين على نفوس الجيل الذي سيعيش كما عاش أجداده، فهناك لاجئين داخل سوريا كثير منهم محاصرين والكثير نزح لدول وبلدان مجاورة. وشدد كراهينبول على أن القضية ليست بتقديم الخدمات ولا المساعدات بل في توفير مخرج ومدخل أمن للسكان فيجب أن تكون هناك حرية تنقل دخول وخروج للمخيمات خاصة اليرموك في ظل التحديات الكُبرى على أرض الواقع. وأضاف “ليس من العدل ألا يتم التركيز على سوريا فحسب، لأن هناك مآس كثيرة، لكن هذا لا يقارن بغزة فالأخيرة بحاجة للمزيد من العمل والتمكين، كذلك الضفة الغربية فهناك عائلات لاجئة كثيرة، ويجب أن يكون أي حوار ونقاش بيننا وبين الإسرائيليين أو المسئولين بالأمم المتحدة والدوليين أن نخبرهم بما يحدث، وعلينا أن نكون أكثر إصرارًا وجدية وتصميم لإنهاء هذا الواقع”.
مشاركة :