غزة -رام الله -الراية وقنا: استقبل دولة الدكتور رامي الحمد الله رئيس الوزراء الفلسطيني أمس سعادة السفير محمد العمادي رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة. تم خلال المقابلة بحث آخر المشاريع المنفذة من قبل دولة قطر في قطاع غزة، خاصة على صعيد قطاع الإسكان والبنية التحتية. وجدد دولة الدكتور الحمد الله، خلال المقابلة، إشادته بالدعم القطري المستمر لصمود أبناء الشعب الفلسطيني خاصة في قطاع غزة. من ناحية أخرى، تابع سعادة السفير محمد العمادي رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار قطاع غزة سير عمليات زراعة القوقعة السمعية التي تُجرى لأول مرة في القطاع على أيدي وفدٍ طبي قطري، وفق أحدث الأساليب العلمية العالمية المتعلقة بزراعة القوقعة. والتقى السفير العمادي الوفد الطبي القطري الذي يشرف على العمليات ويضم كلا من الدكتور عبد السلام القحطاني رئيس قسم زراعة القوقعة في مؤسسة حمد الطبية والدكتور خالد عبدالهادي رئيس قسم السمع والتوازن والدكتور علي السعدي رئيس قسم جراحة الأذن في المؤسسة. وأعرب العمادي، خلال زيارته للمرضى بعد المباشرة بعملية الزراعة، عن سعادته بإنجاز هذا المشروع العالمي، ووعد بمواصلة دعم الحالات التي تعاني من مشاكل ضعف أو فقدان السمع، وتوفير المزيد من أجهزة القوقعة السمعية، واستمرار الدعم لأهالي قطاع غزة خاصة، وفلسطين بشكلٍ عام. وقال إن 22 طفلاً فلسطينياً سيخضعون لعملية زراعة القوقعة في مستشفى القدس التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني. وواصل الوفد الطبي لليوم الرابع على التوالي إجراء العمليات الجراحية، حيث يتم بشكل يومي إجراء عمليات لعدد 3 أو 4 مرضى، حيث تكفّلت إدارة المستشفى بتجهيز مكان إجراء العمليات ومبيت الأطفال الذين سيخضعون للعمليات. خضع الأطفال قبل إجراء عملية زراعة القوقعة إلى عملية تشخيص وتأهيل قبل إجراء العمليات في مستشفى صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني للتأهيل والأطراف الصناعية، والذي أقيم ضمن منحة سمو الأمير الوالد لقطاع غزة، وهو أحد مشاريع اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، حيث جُهّزت الحالات خلال الأشهر الماضية بشكلٍ كامل لإجراء العمليات، كما سيتكفل المستشفى بمتابعتها بعد إجراء العمليات. وتجرى عمليات زراعة القوقعة السمعية لأول مرة في قطاع غزة على الطريقة الكلاسيكية المتبعة عالميا بواسطة "الميكروسكوب"، بواسطة أجهزة معترف بها من منظمة الغذاء والدواء (FDA)، فيما أوضح الوفد الطبي القطري المتخصص أن كافة مؤشرات عمليات الزراعة إيجابية وتدل على نجاح العمليات. وجرت عمليات الزراعة بحضور عدد من الأطباء الفلسطينيين، لإشراكهم وتأهيلهم من أجل إجراء عمليات الزراعة مستقبلا على أيد فلسطينية وفي قطاع غزة. 3 عمليات لأطفال عانوا من الصمم الوراثي قال الدكتور إيهاب الزيان استشاري ورئيس قسم جراحة الأنف والأذن والحنجرة بمستشفى غزة الأوروبي إن العمليات التي يُجريها الوفد الطبي القطري شهدت مشاركة أكبر من قبل الأطباء الفلسطينيين، وذلك بما يحقق أحد أهداف زيارة الوفد في إتقان العمليات من قبل الأطباء الفلسطينيين. وأشار إلى أنه تم إجراء عمليات متنوعة، وجميعها تم بنجاح، لافتا إلى أنه تم إجراء 3 عمليات لأطفال عانوا من الصمم الوراثي، كان من بينهم شقيقان، فيما أجريت العملية الرابعة لطفلة عانت من الصمم بسبب مرض التهاب السحايا. وأضاف: إن زيارات الوفد القطري ستتواصل إلى قطاع غزة، خصوصاً في ظل النجاح الكبير الذي تكللت به العمليات الجراحية. وقال إن زراعة القوقعة تعتبر من العمليات الجراحية المعقدة، مبيناً أن الأطباء في غزة سيتابعون الأطفال الذين أجريت لهم العمليات خلال المرحلة المقبلة على الصعيد الطبي والجراحي، فيما ستتواصل جهود الطاقم التأهيلي في مستشفى حمد لمتابعة تأهيل الأطفال للغة ودمجهم في الحياة الطبيعية. يذكر أن عمليات زراعة القوقعة كان يتم تحويلها في السابق إلى الخارج، ولم يتمكن الكثير من ذوي الأطفال من إنقاذ أطفالهم والسفر بهم للخارج بسبب التكاليف المادية العالية، إلى جانب الحصار والإغلاق شبه المستمر للمعابر والذي حرم المواطنين في قطاع غزة من تلقي العلاج. ذوو أطفال أجريت لهم عمليات لـ الراية : الفريق الطبي القطري حوّل الحلم إلى حقيقة أعرب عبد المطلب ريحان، والد الطفل عوض (12 عاما) بعد إجراء عملية الزراعة لنجله، عن سعادته وجميع أفراد العائلة بإجراء العملية وإمكانية عودة السمع لابنه. وقال: لا بد أن نوجه كل الشكر إلى قطر قيادة وحكومة وشعبا، وإلى سعادة السفير محمد العمادي الذي يشعر بوجع وألم أهل غزة، وإلى الوفد الطبي القطري الذي جاء إلى غزة منذ فترة، وأكد أنه سيعود في المرة الثانية من أجل إجراء العمليات الجراحية، وها هو يوفي بالعهد "فشكراً قطر". وأضاف: كُنا فقدنا الأمل في أن يعود "عوض" ويسمع، لكن بفضل الله وفضل الطاقم الطبي القطري كل شيء أصبح ممكنا الآن. من جهتها وجهت جدة الطفل محمد عطا الله (7 سنوات) الشكر إلى قطر والفريق الطبي القطري الذي حول الحلم إلى حقيقة. وقالت: قطاع غزة يعاني من مشكلة حقيقية بالنسبة للأطفال الصم، فهنالك مئات الحالات المختلفة، وبالتأكيد البدء بتنفيذ عمليات زراعة القوقعة في غزة سيسهل كثيراً ويزيد عدد العمليات، خاصة أن الكثير من الحالات لا تستطيع أن تتحمل تكاليف مثل هذه العملية التي تصل إلى 25 ألف دولار للشخص الواحد. وتابعت: قطر الخير.. قطر العروبة.. التي وقفت مع أهل غزة، لم تقم فقط بعملية الزراعة فقط، بل أقامت مستشفى الشيخ حمد لتأهيل هذه الحالات وأيضاً تجهيز حالات أخرى لعمليات جراحية قادمة، فشكراً قطر.
مشاركة :