الرياضة ضرورة حياتية وليست رفاهية

  • 2/13/2017
  • 00:00
  • 29
  • 0
  • 0
news-picture

مؤسف ومحزن أن المملكة تعد من الدول العشر الأكثر بدانة في العالم وتأتي في المرتبة الثالثة، وبلغت نسبة الوفيات في المملكة 71 % بسبب أمراض السمنة مثل السكري وأمراض القلب والشرايين. وتشير دراسة أجراها كرسي أبحاث السمنة بجامعة الملك سعود أن ثلاثة أرباع المواطنين مصابون بالسمنة (70 % للرجال و75 % للنساء). وأكدت دراسة طبية أن السمنة تكلف المملكة أكثر من 500 مليون ريال سنوياً لعلاج أمراض سببها المباشر زيادة الوزن. والحقيقة أن وجود هيئة للرياضة هو في حد ذاته إنجاز وطني وكلنا تفاؤل بأنه سيكون لها إنجازات ملموسة كبيرة في المستقبل القريب لاسيما وهناك إشراك للعنصر النسائي في مستويات القرار العليا. ومازلنا نحتاج إلى التوعية بأهمية الرياضة لاسيما في مجتمعنا الذي يعتمد على السيارة في تنقلاته حتى إلى أقرب الأماكن، هذا بالإضافة إلى النظام الغذائي الدسم الذي يعتمده أغلبنا. ماذا لو بالإمكان وضع الأجهزة الرياضية في أماكن كثافة العبور مثل ممرات الجامعات بالقرب من قاعات المحاضرات أو المطاعم وأعني بذلك البنين والبنات أو بالقرب من مكاتب أعضاء هيئة التدريس وفي صالات الانتظار في المستشفيات وكذلك المطارات. من السهولة إقامة المسابقات العائلية للمشي مثلا في مناطق المملكة أو ركوب الدراجات والسباحة. مسابقات لإنقاص الوزن وليست بالضرورة كما نشاهد في قنوات التلفزيون ولكن من خلال تشجيع الموظفين والموظفات والطلاب والطالبات من ذوي الوزن الزائد على إنقاص أوزانهم ويمكن رصد التقدم في مقار عملهم أو مدارسهم ومكافأة من يحقق نتائج. وتحفيز الموظفين على استخدام السلالم كبديل للمصاعد ويكون هناك يوم تعلق فيه المصاعد إن وجدت ويستعاض عن ذلك بالسلالم. وقد يكون من ذلك الاستغناء عمن يقدم القهوة وقيام الموظف بخدمة نفسه. يمارس الطلاب الرياضة كحصة رياضة ككرة القدم وهي تمارس بطبيعة الحال في مدارس البنين دون البنات -وهذا شأن آخر كتبت كما كتب فيه كثيرون غيري- ولكن عموما من المهم تحسين مستوى حصص الرياضة في المدارس وعدم الاقتصار على ممارسة كرة القدم التي لا يعطيها الطلاب الاهتمام المطلوب، وأعني بذلك المدارس الحكومية وقد يكون من المجدي تسمية معلم الرياضة بالمدرب وإلحاقه بدورات مستمرة لتطويره من خلال هيئة الرياضة، إن لم يكن إلحاقه بها بالكامل، فتكون مسؤولة حتى عن أدائه المدرسي وميزانية مستحقاته. ومجدٍ تحفيز المسابقات الرياضية المدرسية على مستوى المملكة ودول الجوار كبداية. بالإمكان تحفيز الطلاب والطالبات لخدمة هدف الرياضة وهدف حماية البيئة بتحديد يوم لزراعة الشجر في حقول مخصصة أو في الشوارع، أو بالعناية بأشجار مزروعة. وقد يكون ذلك بتحفيز الرياضة لجمع تبرعات لهدف خيري. ممارسة الرياضة قد تكون من خلال مسابقات تقيمها مجالس الأحياء والبلدية وتخصص الرياضات حسب الفئات العمرية وترصد الجوائز بالتعاون مع الشركات الداعمة، ومهم هنا دور القطاع الخاص، وقد يكون هناك مسابقات بين القطاعين الخاص و العام بمكافأة الجهة التي يصل متوسط الأوزان فيها إلى الوزن المثالي، وبذا تحفز كل جهة موظفيها على ممارسة الرياضة ومحاربة السمنة، ولن نعدم الوسائل لكن لعل الأكثر أهمية هو تغيير ثقافة المجتمع من كون الرياضة رفاهية إلى ضرورة.

مشاركة :