فلول «داعش» في المناطق المحررة من الموصل وراء موجات نزوح جديدة

  • 2/13/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

رغم إعلان القوات الأمنية العراقية تحرير الجانب الأيسر من الموصل، من تنظيم داعش بالكامل في 24 يناير (كانون الثاني) الماضي، فإن موجات النزوح من هذه المناطق، خاصة من حيي العربي والرشيدية والأحياء القريبة من ضفة النهر، ما زالت مستمرة إلى مخيمات الخازر وحسن شام، شرق الموصل، حيث تستقبل هذه المخيمات يوميا نحو 80 عائلة. ويقول المواطن يونس كرم الذي وصل قبل أيام مع عائلته المكونة من 8 أفراد إلى مخيم حسن شام قادما من حي العربي لـ«الشرق الأوسط»: «الأوضاع في منطقتنا صعبة جدا، فالتنظيم يواصل قصفنا بصواريخ الكاتيوشا وقذائف الهاون، هذا إلى جانب طائرات الدرون التابعة لـ(داعش) التي تقصف المدنيين». ويضيف: «سننتظر استتباب الأمن في مناطقنا، ومن ثم سنعود إليها». ورغم تحرير هذه المناطق فإن التحديات الأمنية التي تواجه القوات العراقية فيها ما زالت كبيرة، فالتفجيرات التي شهدتها المناطق المحررة من الموصل الجمعة الماضية تُبين أن التنظيم ما زال يمتلك خلايا نائمة في هذه المناطق، يعتمد عليها في ضرب القوات الأمنية لتأخير تقدمها باتجاه الجانب الأيمن. وتطالب المواطنة فريدة محمد الجهات الأمنية بالإسراع في عملية التدقيق الأمني لهذه المناطق للكشف عن فلول التنظيم، وتقول: «نطالب قواتنا الأمنية بتكثيف جهودها الاستخباراتية والتدقيق والتفتيش لجميع بيوت الجانب الأيسر، كي نعيش في أمان ونتخلص من مسلحي التنظيم بشكل نهائي». وتؤكد فريدة أنها ستضطر إلى النزوح مرة أخرى والعودة إلى المخيم، فيما إذا ظلت الأوضاع الأمنية هشة في الموصل. وتدهور الوضع الأمني ليس السبب الوحيد لنزوح العوائل من المناطق المحررة، فالخدمات أيضا تشكل عائقا أمام الاستقرار في هذه المناطق، ويقول المواطن بكر الحمداني: «بعد نحو شهرين من البقاء في المخيم عدنا إلى بيتنا في الموصل، لكننا رأينا أن مشكلة مياه الشرب والكهرباء والخدمات البلدية لم تُحل بعد، الأوضاع صعبة جدا، نحن بحاجة إلى الدعم الإنساني، ونطالب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بتقديم الدعم لنا وإيصال الخدمات الرئيسية إلى مناطقنا». من جهته يقول مسؤول مخيمات حسن شام والخازر شرق الموصل، رزكار عبيد، لـ«الشرق الأوسط»: «النزوح مستمر، نستقبل يوميا نحو 80 عائلة نازحة، أي بواقع 400 - 500 شخص، أسباب النزوح، بحسب أقوال النازحين القادمين من المناطق القريبة من الساحل الأيمن، الخوف من هجمات معاكسة للتنظيم، وكذلك القصف المستمر من قبل التنظيم على هذه المناطق». وعما إذا اتخذت إدارة هذه المخيمات استعداداتها لموجهة موجات نزوح كبيرة قد تبدأ مع انطلاقة عملية تحرير الجانب الأيمن، يوضح عبيد بالقول: «لدينا تحضيرات كاملة لمواجهة أي موجة نزوح جديدة، لدينا خيام جاهزة لاستقبال النازحين في مخيم الخازر وفي مخيم جمنكور، وكذلك تقترب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من الانتهاء من إنشاء مخيم جديد في منطقة حسن شام». بدوره، شدد عضو مجلس محافظة نينوى، عبد الرحمن الوكاع، على أن «الموضوع الأمني في المناطق المحررة لم يأخذ حجمه الطبيعي، وليس هناك دور كبير للجهة الأمنية الاستخبارية، فوجود انتحاريين يفجرون أنفسهم في الجانب الأيسر المحرر دليل على خلل في الجهد الاستخباري». وتابع: «القوات الأمنية لا تتحمل وحدها المسؤولية عن هذه الخروقات، بل نلقي باللوم على المواطنين الذين يسكنون في هذه المناطق؛ لأنه يجب أن يقدموا مزيدا من المعلومات للأجهزة الأمنية للقضاء على مسلحي التنظيم». ويرى الوكاع أن فرض الأمن والاستقرار في المناطق المحررة من الموصل «يستوجب زيادة في عدد مكاتب الجهات الأمنية والاستخبارية، وفتح مركز للمعلومات الأمنية على غرار قوات الأسايش (الأمن) في إقليم كردستان لجمع المعلومات عن السكان وإنشاء قاعدة بيانات تتضمن جميع المعلومات المطلوبة عنهم، ومن الضروري أن تكون القوات الأمنية من أهالي الموصل».

مشاركة :