تحمس مستثمرون - وأغلب أولئك من النسوة - لفكرة إقامة دور رعاية نهارية للأطفال، تكون مدروسة وعلى المستوى المطلوب أو المتوقع. وحظيت مدن سعودية بأولوية اكتشاف الفائدة في تحقيق مشاريع كهذه ذات نفع عام. لكننا لم نسمع ممن بادروا عن مدى نجاح التجربة. ولكون مثل تلك المشاريع الجيدة غير واضحة أمام الشؤون الاجتماعية كي تقوم بمساعدة أصحاب أو صاحبات تلك المشاريع عن طريق تحقيق فتح مجال العون والدراسة، والموقع، والمسؤولية، ومدى حاجة الحي. فذلك التحمس تضاءل ثم عاد للظهور بعد كثرة حوادث العنف والقتل ضد أطفال الأسر المحتاجة. وقالت لي أخصائية رياض أطفال ورعاية إن ثمة عوائق كبيرة مالية وبيئية تحول دون الدعوة تلك رغم الحاجة. مثل غلاء المواقع المناسبة وكثرة الرخص المطلوبة. ولن يتغلب على تلك العراقيل إلا من أوتي نصيبا من الجاه والمال والوقت لفك رموز التعليمات التى تُواجه من أراد أن يُنفذ أفكارا ذات طبيعة علمية تخصصية. فالناس وراء المشاغل وبيوت الزينة والخياطات وفساتين السهرة وتقشير الجسم..! إلى آخر مفردات الترف. فمثل تلك المبادرات جيدة ومفيدة، إلا أنها أمام الناس والمستثمرين على السواء يشوبها الغموض، ولا يكاد سكان الحي يقتنعون بنفعها. ولا أحد يشك بأن ربة المنزل العاملة، أو الذاهبة إلى مناسبة تبحث عمّن يرعى الرضيع بأسلوب علمي وعصري، فبدلا من ترك طفلها أو أطفالها عند العاملة المنزلية (الخادمة) ستجد في الحي من يتولى تلك المهمة. الفكرة فريدة؛ واللواتي باشرن في تنفيذها سيصلن الى نتائج مرضية، لأنهن سيجدن الجميع يتطلعون بل ويترقبون خدمة كهذه. وعلى الشؤون الاجتماعية تذليل كل صعوبة أمامهن. فالراحة النفسية لربة البيت التي تؤدي دورا مهنيا وتربويا وصحيا سوف تُساعد على بذل المزيد من العطاء وحسن التدبير. بقي أن أذكر ان بنك التسليف عليه أن يمد يده إلى مشاريع اجتماعية، تنفع الناس وتشغّل الفتيات فيما ينفع ويدر ربحاً، ولتكن التكلفة بالساعة، أو بالاشتراك.
مشاركة :