فهم الناس من بين الكلمات المستوردة مفردة (جنك) والمعاجم المتبحرة بالترجمة تقول عنها : سقط الطعام، أو الخالي من القيمة الغذائية، والبعض من التفسيرات قال "الأطعمة السريعة". وتاريخ المفردة قال إنه كان طعام البحارة، الذين يقضون أياما في البحار، ويحملون معهم لحما مُجففا. وهكذا نرى أن الصفة المُلحقة بذاك النوع من الطعام غير جذابة. وقد كنا في منطقة جزيرة العرب نحمل الخبز المجفف أثناء السفر (الشابورة). ونفعتنا زمنا طويلا كوجبة خفيفة ثانوية. لكن راعي نجد تتحكم في سفره وإقامته مسألة إيقاد النار وتركيب القدور، مرة في اليوم على الأقل، ويتسبب في الحصول على (ذبيحة) من رعاة أو أصحاب خيام في البادية. ويأكلها المسافرون بوجبة واحدة لأن تعليق اللحمة على جانب السيارة يُعرضها للعفن. وما دام الموضوع يتعلق بالطعام المنقول. فعندي قول قد تبدو عليه بعض الغرابة. وهو أنني شخصيا صرتُ أُفضّل الطعام المعلّب المختوم من المصنع على (الجنك فود) الذي يُباع في المقاصف وتتبادل عمله الأيدي وهو (الساندويتش). أولا لأن المعلب (فول مثلا)، صحيح أن فيه مُضافات حافظة، لكن ثقوا أنه أسلم من الأيادي العابثة التي تعمل الدونات والهوت دوق والشاورمة والفلافل التي يتكرر فيها استعمال زيت الطبخ أكثر من مرة. لستُ طبيبا ولا مختص تغذية لكن من كثرة قراءاتي لشكاوى التسمم، فهمت لماذا رجال المافيا والمهمون سياسيا (وإجراميا) لا يحرصون على تناول وجبات لا يعرف طاهيها. بل يُفضلون علبة مختومة لا يمكن إدخال سم قاتل إليها، إذا كان لهم أعداء يودون التخلص منهم بواسطة السم. حفظنا الله من (الجنك فود).. binthekair@gmail.com لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net
مشاركة :