صارت أخبار الآثار أكثر ضجيجاً - عبد العزيز المحمد الذكير

  • 10/1/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

ما أن يُكتشف أثر قديم، بشرياً كان أو ثقافياً، إلا وتتداوله الإذاعات والفضائيات، ولفترة طويلة. وكل خبير أو باحث يدلي برأيه، حتى ان الاكتشافات الأثرية المصرية أهدت قسطاً وافراً من البث والتحليل، ليس من إذاعات مصرية بل وجدنا البرنامج يتلو البرنامج في فضائيات عالمية، ولدرجة السأم. لديّ ما يدفعني الى الاعتقاد بوجود تقصير واضح - حتى لا نقول معنِي أو مُتعمّد - في البحث عن آثار تجارة الإيلاف القديمة، والطرق التجارية والتعاملات التي ازدهرت بين الجزيرة العربية والدول المجاورة الكبرى والإمبراطوريات المتاخمة. فإذا كانت مصر استطاعت العثور حتى على أدق خصوصيات عهود الفراعنة، والعراق نقّب عن مسلاّت ومدونات تعود إلى البابليين، واكتشفت تلك البلدان مواد مُدركة بالحواس عن عهود موغلة في القدم، فهلاّ استطاعت الجزيرة العربية إجراء حفريّات في مواقع التحضّر التي كانت عامرة بالبيع والشراء والتبادل والشعر. والافتراض قائم على أننا سنجد كتابات أو منحوتات زينة أو أدوات استوردت للاستعمال المنزلي أو الحربي أو الزراعي، من نتاج تلك التجارة التي نسمع بها ونقرأ عنها الكثير. من الآثار اللغوية لتلك المرحلة، وربما كانت الإيلاف أو قبله، أن مصطلحات التعامل التجاري العربية، وأكثرها لايزال، جاءت من جذور أجنبية. أطلقنا عليها الدخيل أو المعرّب. وإليكم أمثلة: إردب: مكيال قديم تقدر به الحبوب (آرامي دخيل). سمسار: وسيط وبائع وشار وساع، فارسي من (سبسار). صك: وثيقة، فارسي دخيل. عربون: ما تعقد به المبايعة من ثمن، يوناني من (اربو). بوليصة: وثيقة، إيطالي من(بوليتزه). دوسيه: حافظة الأوراق،(فرنسي دخيل). وطورها العامة عندنا إلى "دوسيّه" بتشديد الياء. فاتورة: قائمة بالأشياء أو المبالغ المطلوبة، إيطالي (فتورا) كروكي: رسم، فرنسي من (كروكوي) كمبيالة: حوالة مالية، إيطالي دخيل. لتر: مكيال للسوائل، فرنسي دخيل. نمرة: رقم، ايطالي من (نمرو). وهكذا نرى أن التجارة العربية قد استعارت من معظم الأمم ألفاظاً للتعبير عن أشياء دعت إليها الحاجة أو الضرورة. لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net

مشاركة :