الرياض - وكالات - عقد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في قصر اليمامة في الرياض، لقاء قمة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان جرى خلالها البحث في العلاقات الثنائية الاستراتيجية بين البلدين ومجمل التطورات في المنطقة. ولدى وصوله إلى قصر اليمامة، أجريت للرئيس التركي مراسم استقبال رسمية، حيث عزف السلامان الوطنيان للبلدين، ثم استعرض حرس الشرف. وأقام خادم الحرمين مأدبة غداء تكريماً لأردوغان والوفد المرافق له. بعد ذلك، عقد الملك سلمان وأردوغان جلسة محادثات رسمية، بحضور كبار المسؤولين من البلدين، جرت خلالها مناقشة العلاقات الثنائية، ومجالات التعاون بين البلدين الشقيقين، بالإضافة إلى مناقشة تطورات الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية. وفي لقاء بينهما ليل أول من أمس، بحث ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مع الرئيس التركي في العلاقات الثنائية، وآخر تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والجهود المبذولة تجاهها وموقف البلدين منها، إلى جانب بحث أوجه التعاون بين البلدين في عدد من المجالات خاصة المجال الأمني منها وما يتعلق بمحاربة الإرهاب وتجفيف منابعه. كما عقد لقاء أمس بين ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان والرئيس التركي، للبحث في سبل تطوير العلاقات الثنائية، بالإضافة إلى مستجدات الأوضاع في المنطقة، والجهود المبذولة من البلدين لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة وعلى رأسها محاربة الإرهاب. وكان الملك سلمان في مقدمة مستقبلي الرئيس التركي لدى وصوله إلى الرياض، مساء أول من أمس، في زيارة رسمية للسعودية استمرت يومين. وبعد وصوله إلى السعودية، توجه أردوغان بسلسلة من التغريدات إلى العالم الإسلامي، داعياً إلى التضامن في مواجهة المنظمات الإرهابية. واعتبر أردوغان في تلك التغريدات، حسب موقع «روسيا» اليوم، أنه«حان الوقت لتوحيد الصفوف والعمل معا من أجل المنطقة كلها والعالم الإسلامي برمته وحتى من أجل مستقبل البشرية». وحض«الدول الشقيقة»على ممارسة سياسات تكاملية تضمن الوحدة والتضامن، داعيا العالم الإسلامي إلى إدانة«داعش»و«القاعدة»و«بوكو حرام» و«الشباب»و«حزب العمال الكردستاني» و«حزب الاتحاد الديموقراطي» و«حركة غولن»، باعتبارها تنظيمات إرهابية، تشوه رسالة السلام التي جاء بها الإسلام. وشكلت الرياض المحطة الثانية في جولة الرئيس التركي الخليجية، التي بدأها من البحرين ويختتمها في قطر. وكان أردوغان أكد، قبل مغادرته اسطنبول، على تمسك بلاده بعلاقات قوية وصادقة مع السعودية، في المجالات السياسية والعسكرية والثقافية والتجارية، كما شدد على أهمية أمن السعودية بالنسبة لتركيا. في سياق متصل، وصف السفير القطري في أنقرة سالم مبارك زيارة الرئيس التركي إلى الدوحة بــ«المهمة للغاية». وأشار في مقابلة مع وكالة«الأناضول»التركية، أمس، إلى أن الزيارة تأتي بعد الاجتماع الثاني للجنة الاستراتيجية العليا، الذي عقد في ولاية طرابزون التركية في 18 ديسمبر الماضي، في إطار الالتزام الدائم والوثيق بآلية التشاور والتعاون والتنسيق بين البلدين الشقيقين. وأوضح أن الرئيس التركي وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، سيبحثان خلال لقائهما اليوم في الدوحة العديد من الملفات على المستويين الثنائي والإقليمي. وقال السفير القطري «نرى أنّ الزيارة على مستوى عالٍ من الأهمية، كونها تأتي في ظروف إقليمية ودوليّة صعبة وحسّاسة للغاية». وأضاف ان «البلدين يركّزان دوماً على أنّ تطوير المواقف لمواجهة إفرازات المشاكل القائمة في فلسطين وسورية والعراق واليمن لا يكفي، وإنما هناك ضرورة ملحّة للتعامل مع هذه المشاكل من خلال جذورها». وأكد أن البلدين متّفقان على ضرورة تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار للمنطقة، ويعملان دائما لتعزيز هذه النظرة. وأضاف: «هناك إدراك لدى الطرفين على أولويّة الدفع بالتعاون الإقليمي، سيما التركي - الخليجي، قدما إلى الأمام، بما يحقق مصلحة الطرفين، في مواجهة التحدّيات المشتركة». ولفت إلى أن المسألة السورية ستحظى بحيز كبير من النقاشات خلال الزيارة، قائلاً«أعتقد أن الملف السوري يشكل جدول الأعمال الرئيسي». وتعد القمة المرتقبة بين أمير قطر والرئيس التركي الثانية خلال شهرين، بعد تلك التي جمعتهما في تركيا يوم 18 ديسمبر الماضي، والسادسة خلال 12 شهرا، كما تعد زيارة أردوغان لقطر هي الثالثة له منذ توليه الرئاسة.
مشاركة :