واشنطن - وكالات - في أحدث انتكاسة قانونية للحكومة الأميركية، رفض القاضي الفيديرالي في سياتل الذي علق تطبيق مرسوم الرئيس حول الهجرة، طلبا من محامي دونالد ترامب لتأخير النظر في جوهر القضية. وقال القاضي جيمس روبارت «لست مستعدا لإبطاء الإجراءات». وأضاف «إنني متفاجئ قليلا، بعد أن وعد الرئيس بأن نلتقي في المحكمة»، في إشارة ساخرة إلى تغريدة لترامب بعدما صدور حكم روبارت، بدا فيها على عجلة من أمره للحصول على حكم يقر صحة مرسومه المثير للجدل. ونص القرار التنفيذي على حظر السفر لثلاثة أشهر من سبع بلدان ذات غالبية مسلمة هي ايران والعراق وسورية واليمن وليبيا والسودان والصومال إلى الولايات المتحدة وحظر الهجرة لأربعة أشهر، على أن يمنع السفر والهجرة من سورية إلى أجل غير مسمى. وأعرب مدعي عام ولاية واشنطن بوب فيرغوسون الذي يتصدر المعركة القضائية ضد المرسوم، عن «سروره لرد القاضي روبارت طلب إدارة ترامب بالتأجيل» مضيفا: «سنلتقي فعلا في المحكمة». وكانت وزارة العدل طلبت من القاضي روبارت تأجيل اجراءاته بانتظار ان تبت محكمة الاستئناف مجددا بهذه القضية، في قرار يوحي بأن الإدارة تستبعد مراجعة المحكمة العليا في الحال. وقال وكلاء الدفاع عن وزارة العدل في مراجعتهم للقاضي الفيديرالي انه «في ظل الوضع الراهن فان وكلاء الدفاع يعتبرون انه من المناسب تأجيل الاجراءات المقبلة لمحكمة البداية» في سياتل. من ناحيتها، أصدرت قاضية اتحادية في ولاية فرجينيا أمرا موقتا بتعليق تنفيذ حظر السفر الذي أصدره ترامب. وجاء الحكم الذي أصدرته القاضية الجزئية ليوني برينكيما استجابة لطلب من ولاية فرجينيا. وقالت برينكيما إن وزارة العدل ردت على طلب التعليق الذي قدمته فرجينيا بقول «لا يوجد دليل». ومني الرئيس الجديد بهزيمتين قضائيتين في هذه القضية، الاولى في 3 فبراير الجاري حين علق جيمس روبارت العمل بالمرسوم الرئاسي والثانية في 9 الجاري حين رفضت محكمة استئناف فيديرالية طعن الادارة بقرار القاضي. وابقت محكمة الاستئناف في سان فرانسيسكو بإجماع قضاتها الثلاثة على تعليق العمل بمرسوم ترامب مشددة على ضرورة حماية «المصلحة العامة». واعتبر القضاة أن ادارة ترامب لم تثبت أن إبقاء تعليق المرسوم سيؤدي الى تعريض أمن الولايات المتحدة لمخاطر كبيرة. الى ذلك، قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أثناء اجتماع مع الرئيس الأميركي، إن كندا قبلت 40 ألف لاجئ سوري العام الماضي. وأضاف ترودو خلال مؤتمر صحافي: «لقد استقبلنا لاجئين من سورية وكنا ناجحين للغاية لكننا دائما نتحمل مسؤوليتنا تجاه الأمن بجدية بالغة». وقال: «كانت هناك أوقات اختلفت الولايات المتحدة وكندا في النهج، وهذا دوما تم القيام به بحزم واحترام. إن آخر شيء يتوقعه مني الكنديون هو أن آتي لبلد آخر وأعطيهم دروسا عن الكيفية التي اختاروا أن يحكموا بها أنفسهم». من جانبه، اعتبر ترامب أن الولايات المتحدة وكندا «تتقاسمان الكثير بخلاف الحدود، فنحن نشترك في القيم نفسها ونتبادل الحب وحب كبير حقا للحرية». وأضاف: «لقد قمنا بعمل عظيم حقا»، مشيرا إلى أن سياساته تستهدف «المجرمين».وتابع: «نرغب في أن يكون لدينا باب مفتوح كبير وجميل ونرغب في أن يأتي الناس إلى بلادنا، لكن لا يمكننا أن ندع الأشخاص السيئين والاشرار أن يدخلوا ولن أسمح بحدوث ذلك تحت ادارتي، فمواطنو هذا البلد يريدون ذلك (...). انه موقف حكيم». وقال ترامب ايضا ان هذا «الموقف الحكيم» سيكون مدعوما بجرعة من «الحزم»، موضحا «نحن لا نريد ان تعرف بلادنا نوع المشاكل التي نشهدها ليس هنا فحسب بل عبر العالم». وعلى صعيد التبادل الحر، سعى ترامب الى طمأنة كندا في موضوع التفاوض مجددا حول اتفاق التبادل الحر في اميركا الشمالية (نافتا)، مؤكدا ان المكسيك هي مصدر قلقه الرئيسي. وقال: «تربطنا علاقات تجارية استثنائية مع كندا»، مع اشارته الى ضرورة القيام بـ «تصحيحات» بسيطة. وأضاف ان الوضع مع كندا «اقل خطورة بكثير مما يحصل على الحدود الجنوبية»، لافتا الى عمليات تبادل «ظالمة جدا» مع المكسيك. وقال الرئيس الاميركي في مستهل طاولة مستديرة ركزت على موضوع دور النساء في الشركات «انا سعيد جدا بان اكون هنا مع رئيس الوزراء ترودو الذي كنت اعرف والده (بيار ايليوت ترودو رئيس الوزراء الكندي السابق) واكن له احتراما كبيرا». وحضرت ايفانكا ترامب ابنة الرئيس الاميركي الاجتماع وجلست الى يسار المسؤول الكندي وقبالة والدها بحضور سيدات اعمال من البلدين.
مشاركة :