كشفت مديرة «آرت دبي»، ميرنا عياد، لـ«الإمارات اليوم» ملامح من الدورة المقبلة لهذا الحدث الفني الثقافي الكبير، الذي سينطلق في 15 مارس المقبل، وأن الدورة الجديدة ستقيم للمرة الأولى ندوات عن الفن الحديث، تحت مسمى «مودرن سمبوزيوم»، بمشاركة شخصيات فنية وأكاديمية متخصصة، بهدف توسيع نطاق التعليم في المعرض. ومن الأسماء التي تشارك في السمبوزيوم، ندى شبوط، وافتخار دادي، وكاثرين دافيد، وكريستين خوري من بيروت، وسيقدمن تاريخ الفن في تلك الفترات، موضحة أنه لا توجد معلومات كافية عن الفن الحديث في تلك المرحلة، فهناك الكثير من الأحداث الماضية التي أثرت في الاقتصاد والحياة بمجملها، واللوحات تعبر عن جزء من تاريخ البلدان، ومنها على سبيل المثال ما حدث في مصر أثناء بناء السد في أسوان، وتأثيراته التي انعكست على لوحات الفنانين. تجربة حديثة أوضحت مديرة «آرت دبي»، ميرنا عياد، عن تجربتها الجديدة في إدارة هذا الحدث المهم، بأنها ليست بعيدة عن الأجواء، فقد أتت من عالم الصحافة الفنية، إذ كانت تغطي الفن في العالم العربي والشرق الأوسط، وكان المعرض مؤسسة بالنسبة إليها، وتعرفت من خلاله إلى فنانين جدد، وصالات من أنحاء العالم، ووصفته بالمؤسسة العلمية، موضحة أنها مازالت تتواصل مع الأشخاص ذاتهم، لكن الأحاديث قد تغيرت. ورأت أن الدبلوماسية هي أبرز ما تعمل عليه في المعرض، مشيرة إلى أن خوض إدارة المعرض يعد بمثابة اختبار يومي، ودرس، فهو يقدم يومياً ما هو جديد، مبيّنة أن التعليم يومياً يسعدها. وكشفت ميرنا أنه تم إلغاء قسم «ماركر»، موضحة أن الفكرة الأساسية كانت تتمحور حول تقديم الفن من بلدان يصعب على المرء التواصل مع ثقافتها وفنانيها، لكن لاحقاً تبين أن هذه الدول موجودة في المعرض، لذا تم إلغاء القسم. ولفتت إلى أن الفنان الإماراتي بات حاضراً وأساسياً في المحافل البصرية الدولية، وليس فقط في «آرت دبي»، والدليل على ذلك تسابق صالات العرض في اقتناء العمل الفني الإماراتي. وأشارت ميرنا إلى أنه، كما جرت العادة في دورات سابقة، سيشتمل المعرض على قسمي الفن المعاصر والحديث الذي بدأ بتقديمه منذ عام 2014، والذي يعد بمثابة قراءة للتاريخ الخاص بالمنطقة من خلال الفن. وعن آلية اختيار الأعمال المشاركة، أوضحت ميرنا أن اللوحات الخاصة بالفن الحديث ستقوم لجنة خاصة باختيارها، مختلفة عن لجنة اختيار الفن المعاصر، علماً بأن الشروط الخاصة بقبول اللوحات للمشاركة في هذا القسم غير مختلفة، لكن هناك مجموعة من الفروق البسيطة، إذ يتم الكثير من التفاوض، فاللجنة تسعى من خلال الحديث مع أصحاب الصالات إلى تقديم اللوحات الأقدم أو الأفضل، ولا يمكن عرض أعمال لأكثر من فنانين في الصالة الواحدة. وشددت عياد على أنهم في بعض الأحيان يتواصلون مع العائلة، لكن وجودهم يجب أن يكون من خلال صالة. وشددت عياد على أنه عند انطلاق المعرض في عام 2007 كانت هناك 48 صالة عرض، وزاره 8000 شخص، بينما في العام الماضي وصل عدد الصالات إلى 94 صالة، أما في هذه الدورة فسيقدم 93 صالة، في حين ارتفع عدد الدول إلى 44 دولة، موضحة أن المعرض عالمي وليس لفن الشرق الأوسط، وهو بما يقدمه من أعمال وتنوع في الحوار الثقافي مرآة تعكس خصوصية دبي. أما المعايير التي يتم اعتمادها من أجل اختيار الصالات، فلفتت عياد إلى أنها أولاً تبدأ من عمر الصالة الذي يجب ألا يتجاوز العامين، إلى جانب القصة التي تسعى الصالة إلى روايتها من خلال ما تعرضه. ولفتت إلى وجود صالات تشارك بالمعرض منذ البداية، ونسبة الوفاء للمعرض تصل إلى 75%. واعتبرت عياد الجزء غير التجاري من المعرض هو الذي يجعله أكثر من معرض، مشيرة إلى وجود التكليف الفني الذي يقدمونه خلال المعرض، وبأن التكليف في هذه الدورة أتى فقط حول الفن الأدائي. ونوهت بأن الفن الأدائي التفاعلي يأتي لتقديم أفكار جديدة لا تقدم بلوحة، فهو بمثابة توسيع للأفق أمام الفرص لتقديم ما هو جديد في الشرق الأوسط. ومن الأقسام الجديدة التي يجلبها المعرض «الغرفة»، التي تمت دعوة مجموعة من الفنانين كي يقدموا فيها، وهناك فريق اسمه «أطفال أحداث»، لرائد ياسين، وفارتان أفاكيان، وحاتم إمام، وهو فريق لبناني قرأ كتاب طبخ لسيلفادور دالي، وسيحولون الغرفة إلى مكان سريالي، فالبيانو سيكون غير مرئي، كما أن الطعام سريالي، ويحتوي على فن الأداء والتركيب والفن التفاعلي. وأضافت ميرنا «سيكون هناك إهداء للفنان حسن شريف، من خلال أعمال تقدمها القيّمة كريستيانا دي مارتشي، وتحتوي على مجموعة من أعمال تلاميذه، ومن بينهم محمد كاظم، ونجوم الغانم، بينما ياسمينة ريغاد ستهديه قطعة أدائية، إلى جانب غاليري (ايزابيل فان دين ايند)، الذي سيقدم له عملاً أنجزه خصيصاً لـ(آرت دبي) قبل وفاته». وسيتم تقديم إهداء آخر للفنان عباس كيريوستاني، الذي توفي أخيراً، وسيتم عرض أفلامه في «آرت دبي»، بينما في الـ«مودرن سمبوزيوم» سيتم تقديم إهداء إلى سلوى روضة شقير.
مشاركة :