ضياء الدين علي ** الحمد لله، وصلنا إلى آخر النفق في قضية الموسم، وإن شاء الله لا يكون للنفق سرداب أو دهليز جديد من أي نوع يستدعي الطعن مجدداً والتصعيد إلى لجنة التمييز، لا سيما وأن حق الطعن مكفول للعين على هذا القرار، بخلاف ما تم بالنسبة إلى قرار لجنة التحكيم، لكن نصيحة مخلصة: إذا كانت دواعي الطعن بلا مستندات جديدة أو من دون أسباب وجيهة، اشتروا وقتكم وجهدكم ونفقاتكم، لأن التمييز في هذه الحالة لن يغير من الأمر شيئا. ومع فوز النصر قانونياً بتثبيت نتيجة مباراته مع العين في مسابقة الكأس، واعتماد صحة إجراءات تسجيل اللاعب فاندرلي بالجنسية البرازيلية، من المفروض أن نطوي صفحة تلك القضية التي شغلتنا كثيراً كثيراً، ولكن لا بد من مذاكرة كل ما شهدته من إجراءات عبر محطات التقاضي في اللجان الانضباطية والقضائية، لا سيما وأن المحصلة كشفت أخطاء وثغرات، وهذه المحصلة ليست من اكتشافنا، وإنما اكتشفها مستشارون وقانونيون مخضرمون يتمتعون بالخبرة والدراية، ومن باب المساهمة في تلك الوقفة التي لا بد منها، أقدم هذه الأسئلة على أمل أن يتم الاسترشاد بإجاباتها في مستقبل الأيام، لأننا إذا لم نستوعب درس تلك الأزمة، سنعيشها بكل فصولها مجدداً مع أول قضية جديدة: 1- هل تعامل اتحاد الكرة محليا مع مخالفة فاندرلي والنصر بالبطولة الآسيوية كما يجب، بحكم أن المخالفة تخص نادياً تحت مظلته، وتمس سمعة كرة الإمارات؟ يرجى مراجعة الموقف من أول بيان وأول إجراء. 2- هل بحث القضية كان يستوجب كل هذا الوقت الذي استهلكناه، عبر أوضاع اللاعبين، والانضباط، والاستئناف، والتحكيم، والتمييز؟ فتقريباً لا توجد لجنة أو هيئة قضائية لم تمر بها القضية،..وهذا السؤال يقودنا إلى ضرورة بحث جدوى كل هذه المراحل من التقاضي المعمول بها في القضايا المدنية، فالواقع الرياضي مختلف ويقتضي خصوصية تكفل السرعة في الحسم والقصاص، لأن المسابقات والمباريات متلاحقة، ولا تحتمل هذا المسلسل، إضافة إلى أن تمديد الوقت سمح بتسميم الجو وتشويش الأفكار وترويج الشائعات وهذه كلها أمور كنا في غنى عنها. 3- هل هناك حقاً تعارض أو تداخل في اللوائح يقتضي صياغتها من جديد.. أم أن هناك سوء تعاطٍ معها بمعنى أن اللوائح التي تم تفعيل منطوقها لم تكن هي المناسبة للحالة أو المخالفة التي بين أيدينا؟..وهذا السؤال بالذات تحتاج إجابته إلى خبرات السادة المستشارين الذين بلبلوا أفكارنا بأطروحاتهم اللوذعية في الأيام الماضية. 4- أيهما أفضل في سبيل القضاء الناجز والحاسم على ضوء ما شهدناه في تلك القضية.. أن يكون القضاة ب أو بدون خلفية رياضية؟ 5- هل كانت هناك فائدة موضوعية من علنية بث الجلسات التي تم فيها استعراض دعاوى الجانبين؟ بصيغة أخرى.. هل كان البث التلفزيوني للشو أم لإجلاء الشبهات، أم لضرورة تتعلق بأهمية وعمومية القضية؟.. وفي مقام الإجابة عن هذا السؤال يجب أن نستحضر كل ما ترتب على علنية تلك الجلسات من قيل وقال، وغمز ولمز، وتفسير وتأويل، خصوصاً في مواقع التواصل الاجتماعي. deaudin@gmail.com
مشاركة :