رغم نجاح الجهود المصرية، بتوافق الفرقاء الليبيين في القاهرة، أمس الثلاثاء، على بيان ضم أربعة بنود، أبرزها العمل على إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية بالبلاد في موعد أقصاه فبراير/ شباط 2018، وتشكيل لجنة مشتركة مختارة من أعضاء مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة وبحد أقصى 15 عضوا عن كل مجلس، تنظر في القضايا التي سبق التوافق على تعديلها في الاتفاق السياسي، والتواصل لصيغ توافقيه لمعالجتها، ثم رفعها لمجلس النواب الليبي لاعتمادها وفقا لما هو منصوص عليه في الاتفاق السياسي الليبي إلا أن المساعي المصرية، لم تنجح في عقد لقاء مباشر بين المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الليبي، وفايز السراج، رئيس المجلس الرئاسي، مع إصرار حفتر على رفض اللفاء ، مبررا موقفه بتعنت السراج في مواقف عديدة، ووضع عقبات أمام حركة الجيش الوطني الليبي وكشفت مصادر سياسية ليبية، أن مفاوضات «ماراثونية» جرت بين المسؤولين المصريين، أمس وأول من أمس، مع المسؤولين الليبيين الثلاثة، حفتر ، والسراج، وعقيلة في محاولة لحلحلة المواقف، خصوصاً أن القاهرة ترغب في نتائج مثمرة يكون لها أثر على الأرض في ليبيا من اللقاء الثلاثي، إلا أن موقف المشير حفبر كان حاسما تجاه رفض لقاء السراج، وأوضح للمسؤرولين المصريين الأسباب: ومن بينها ، أن حكومة السراج تضع «معوقات» أمام قواته في إطار «حربها ضد الإرهاب»، وهو لا يرغب في العمل تحت قيادة السراج، إرضاءً للمجتمع الدولي، ويخشى إطاحته .. وقال: إن من يملك قرار التعيين يملك أيضاً قرار الإطاحة، ومن ثم فإن الأمر في حاجة إلى «ضمانات»، فضلاً عن أن هناك مشكلة «الصلاحيات» المثارة بين حفتر باعتباره القائد العام للجيش من جهة، وعقيلة صالح باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإن كان حفتر يُفضل في الأساس «إخراج السراج من المشهد» وأكدت المصادر، أن القاهرة سعت إلى جمع الأطراف الفاعلة على الأرض، والأطراف صاحبة الشرعية الدولية والشرعية الداخلية في ليبيا، من أجل الوصول إلى حلول للأزمة في ظل تردي الأوضاع في غرب ليبيا خصوصاً، والمخاوف من تمكن تنظيم داعش من إعادة تنظيم صفوفه بعد طرده من سرت.. ولكن المساعي المصرية اصطدمت بإصرار حفتر على عدم لقاء السراج وذكرت «بوابة أفريقيا الإخبارية» أن المشير حفتر رفض لقاء السراج وجهاً لوجه، فيما اكتفى الجانب المصري بمحاولة التقريب بين الرجلين عن طريق نقل مقترحات لحل الأزمة الليبية إلى كل طرف، من دون أن تجمعهما حتى قاعة واحدة وكشف مكتب الإعلام التابع للقيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، أن حفتر رفض لقاء السراج أثناء تواجدهما في العاصمة المصرية، بعد مؤشرات في صباح أمس، إلى أن اللقاء يمكن أن يحصل بعد وصول رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح إلى القاهرة فجأة للانضمام إليهما. واكتفى حفتر بلقاء رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، الفريق محمود حجازي، المُكلف من الرئيس عبدالفتاح السيسي متابعة الملف الليبي، بمقر وزارة الدفاع في القاهرة أمس، في إطار المساعي لجمعه بالسراج وعقيلة صالح، لكن ظهر أن عقدة «الصلاحيات» و «الضمانات» ما زالت تحكم مواقف الأطراف الليبية. شارك هذا الموضوع: اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)
مشاركة :