عمان ـ أصدرت مجلّة (ZIVOT) الأدبيّة التي تصدرها رابطة أدباء البوسنة والهرسك ترجمة لمقتطفات من رواية (سماء قريبة من بيتنا) للروائيّة شهلا العجيلي، والتي وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربيّة 2016، بترجمة الدكتور منير مويتش، عضو لجنة تحكيم الجائزة، وأستاذ الأدب الشرقيّ في جامعة سراييفو. ويرجع تاريخ تأسيس هذه المجلّة إلى العام 1952، ممّا يجعلها بالغة الأهميّة في الحياة الثقافيّة والأدبيّة في جنوب شرق أوربة، وقد افتتحت باباً بعنوان (كلام الآخرين)، يضمّ ترجمات لقطع أدبيّة من لغات مختلفة، وحظي هذا العدد بنصوص من الأدب السوريّ، ترجمها أساتذة قسم اللغات الشرقيّة في جامعة سراييفو. صدرت الرواية في نسختها العربية عن منشورات ضفاف في ثلاثمئة وخمسة وأربعين صفحة من الحجم المتوسط. وتتناول مصائر تراجيديّة لأفراد يعيشون في ظلّ تحوّلات كبرى، سبّبتها الهيمنات الاستعماريّة منذ القرن التاسع عشر إلى اللّحظة الراهنة، عبر ملاحقة تاريخ العائلات التي تناسلوا منها، في سوريا وفلسطين والأردن وأوروبا الشرقيّة وإفريقيا وفيتنام وأميركا الجنوبيّة، وشرق آسيا. واستعارت العجيلي لسان الشخصية الرئيسة "جمان بدران"، وهي دكتورة في الأنثروبولوجيا الثقافيّة، لتطرق أبواب تفاصيل حياة الأخيرة وهجرتها وذكرياتها وصراعها مع مرض السرطان. "جمان بدران، دكتوراه في الأنثروبولوجيا الثّقافيّة، سوريّة، مقيمة في عمّان، وأعمل حاليا مع مؤسّسة تضامن الهولنديّة"، هكذا تقدم الراوية نفسها إلى مواطنها "ناصر العامري"، الخبير الدولي في المناخ والجفاف، الذي التقته على متن الطائرة، تجوب بهما سماء غير سماء الوطن. ولعلّ التمزق على الخريطة يعكس التمزق الذي يعيشه السوريّون بعد ترْك وطنهم، اذ تغادر "جمان" بلدها، ولكنّه لا يفارقها، هو دائم الحضور في تفاصيل النصّ، وبقدر ما تهرب منه، بقدر ما تستدعيه عبر استحضار الذكريات في أحياء حلب وشوارعها، لتعود بالقارئ إلى التاريخ العريق لمدينة اصبحت مسرحا لصراع دموي. وتحضر مأساة اللاجئين في مخيم الزعتري في الاردن، حيث تنشطر الضّحايا والنّكبات. وتترك الكاتبة لـ "أم حسن" حريّة سرد قصّتها التي تشكل نموذجا للعائلات السورية التي اضطرت إلى ترك منزلها بعد دخول المسّلحين. أما عمل "جمان" مع المتطوعين المتحذلقين فقد جعلها تكفر بالعمل الجماعي، وباللجان، وبالتقارير. وتتحول الراوية من متطوعة في المخيّم، تناهض الموت والإذلال، إلى رقم في مركز السرطان، وتحكي تجربتها مع المرض، عذابات الكيماوي والعلاج الإشعاعي، وتتعلّم "جمان" كيف تواجه الداء وتشفى منه، وكيف "تكون السّماء قريبة منها". وتُعلي الرواية رغم طابعها التراجيدي من شأن الحياة، وتؤكد على التمسك بالأمل في مواجهة الحرب والتهجير والإذلال والسرطان والموت. سبق وأن صدر لشهلا العجيلي من قبل رواية "سجاد عجمي" عن منشورات ضفاف، و"مرآة الغريبة" مقالات في نقد الثقافة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر 2009 في لبنان، ورواية "عين الهر"، 2006، عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، وأعيد طبعها طبعة ثانية عام 2009 عن الهيئة العامة لقصور الثقافة في مصر، ومجموعة قصصيّة بعنوان "المشربيّة" 2005، و"الرواية السوريّة - التجربة والمقولات النظريّة" (دراسة)، وأربعة كتب مشتركة حول الهويّة والسرديّات.
مشاركة :