نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرا عن مساعي من وصفتهم المتشددين الإسرائيليين لإلحاق مستوطنة معاليه أدوميم بـ إسرائيل، وأبرزت مخاطر ذلك على حل الدولتين وإثارة انتفاضة جديدة، واصفة إياه بأنها خطوة تدشن لمرحلة جديدة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. ونقل التقرير عن وزير التعليم الإسرائيلي نفتالي بينيت -الذي يعتزم تقديم مشروع الضم إلى الكنيست- قوله لقد حان الوقت لتغيير كبير نظرا إلى أن النهج التدريجي لم يجدِ، فيجب أن ندرك أن الواقع قد تغيّر، علينا أن نوسع طموحاتنا ونصبح أكثر جرأة وسرعة. وأوضح أنه يبدو أن البرلمان (الكنيست) سيوافق على قانون كان قليلون يعتقدون بإمكانية الموافقة عليه قبل أشهر قليلة، فهو من شأنه تقنين منازل مستوطنة بُنيت بمخالفة للقوانين على أرض فلسطينية خاصة. ويقول منتقدو الإلحاق إنه شكل آخر من أشكال الضم الزاحف. لحظة حرجة ويعتقد كثير من الفلسطينيين أن هذه اللحظة حرجة، ويخشون أن تكون معاليه أدوميم بداية لإلحاق المستوطنات في الضفة الغربية -التي يقطنها حوالي أربعمئة ألف يهودي- بدولة إسرائيل، والقضاء على حلم الدولتين. وقال رئيس هيئة المرابطين في القدس الشريف يوسف مصطفى مخيمر إنهم يؤمنون بدولتين لشعبين، لكنهم إذا أخذوا معاليه أدوميم فلن تكون هناك دولتان، بل دولة واحدة اسمها إسرائيل. ويحاجج كثير من الناشطين من أجل السلام بأن أي ضم لمعاليه أدوميم، بعد سنوات طويلة، سيكون مجرد أمر شكلي. ونسب إلى المحامي الفلسطيني والوزير السابق زياد أبو زياد القول إنهم يعيشون الآن في دولة واحدة، وأوضح أن بعض الفلسطينيين يعتبرون تعاطف الرئيس الأميركي دونالد ترمب الواضح مع تل أبيب سينهي التعتيم على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الذي طال أمده. يُشار إلى أن مستوطنة معاليه أدوميم -التي يقطنها 41 ألف شخص- تتمتع بموقع إستراتيجي، حيث تقع في قلب الخطط لتوسيع القدس بربطها بالمدينة مع مستوطنات أخرى مجاورة تُعتبر ضواحي للقدس. لكن، هناك جانب مهم يتعلق بهذه المستوطنة، إذ يقول منتقدو الإلحاق إن موقعها في الضفة بين الشمال والجنوب -والذي يترافق مع خطط البناء الأخرى- سيعيق تنقل الفلسطينيين ويهدد الحدود المحاذية لأي دولة فلسطينية مستقبلية.
مشاركة :