الفتاوى المناطقية ضرورة.. والمحافظة على الآثار تحفظ التاريخ

  • 4/18/2014
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

طالب العلامة الدكتور عبدالوهاب أبو سليمان، عضو هيئة كبار العلماء، بضرورة تطبيق الفتاوى المناطقية التي تراعي عادة وظروف كل منطقة وتتوافق مع أهلها بما يحقق فقه الواقع ويسهل أمور حياة الناس، معتبرا أن كل فقيه عليه أن يراعي الظروف الاجتماعية للمنطقة التي يعيش فيها قبل أن يصدر الفتاوى التي تمس حياتهم فمن الصالح للمرأة المسلمة التي تعيش في الخارج أن تعمل في محال الاختلاط بدلا من أن تعمل في محال مشبوهة أخرى، وهنا يأتي دور العالم حين يسأل عن مثل هذه المسائل، معتبرا أن فتاوى المناطقية باتت ضرورة ملحة. وانتقد الدكتور أبو سليمان خلال مشاركته ضيفا على منتدى الخير بمكة المكرمة، من يطالب بإزالة آثار مكة المكرمة، معتبرا ذلك جهلا عظيما وقال «لا بد من الحفاظ على آثار مكة المكرمة وعدم هدمها»، وعاتب أبو سليمان أبناء مكة المكرمة الذين هجروها لمدن أخرى وتخلفوا في العلم والمعرفة بعد أن كانوا في المقدمة وأصحاب مبادرات دائما، وهم في رأس القائمة دائما، ولكن في الوقت الحاضر محوا من القائمة تماما بسبب تراجع أبنائها كثيرا عما كان عليه آباؤهم، فأصبحوا مضغة لكل متحدث إن أراد أن يتحدث عن مكة المكرمة. وقال أبو سليمان موجها حديثه لأبناء مكة المكرمة «يتوجب على أبناء مكة المكرمة أن يقيموا لها المقامات الكبيرة والأعمال والمبادرات والاستمرار بها، وأن يحرصوا على استمرار ذلك، وأن تكون لهم الغيرة في هذا الموضوع، ولا يتقدم أحد في العالم على مكة المكرمة، فأبناؤها قادرون وهم من يقدمون ذلك، وهم بيوت ومنارات ليكون العمل جماعيا لا مفردا حتى لا يتفضل أحد على مكة المكرمة وبذلك تتحقق آمال الماضي والحاضر والمستقبل»، مبينا أن أبواب الخير كثيرة وغير مقتصرة على بناء المساجد، فمكة بحاجة إلى مزيد من دورات المياه بعد التوسعة الكبيرة للساحات وعملية إزالة الأحياء القديمة حتى لو كانت هذه الدورات متنقلة ومتحركة. وشدد ابو سليمان أن الإقامة في مكة المكرمة شرف كبير، وهذا الشرف له ضريبة، لا بد لكل واحد يقيم في مكة المكرمة أن يدفعها؛ فالتاجر يدفعها من ماله، والكاتب من قلمه، والعالم من علمه، وزاد «مكة المكرمة كانت في المقدمة دائما تحتاج هذه الايام إلى جامعات متميزة ومدارس وعلماء وأطباء ومهندسين، ولا تحتاج إلى مدائح وأناشيد، فمجد مكة المكرمة الماضي لم يقم على الأناشيد إنما قام على علماء في الشريعة واللغة والهندسة، فكانت شعاعا ومنارا لكل العلوم عبر التاريخ، داعيا أبناء مكة المكرمة الذين خرجوا منها لأسباب المادة والحياة بأن يسهموا بالعلم والحرفة والقدرة والمال حتى وإن عاشوا خارجها، مستشهدا بالمستشرق الهولندي الذي وصف المسجد الحرام بالجامع والجامعة بمفهوم الجامعة في ذلك الوقت بعد أن شاهد العدد الكبير من الفقهاء والعلماء، فقد كان العالم لا يجد له مكانا لكثرة الدروس بالمسجد الحرام ويضطر للتدريس في مسجده». وفي مداخلته، أوضح الباحث الدكتور عدنان بن محمد وزان أن «أبناء مكة المكرمة في الوقت الحاضر لم يبروها كما يجب، فهاك العديد من المشاريع الخيرية تحتاج وقفة أبناء مكة المكرمة وتقديم الدعم لها»، داعيا الى ضرورة تبني صندوق استثماري ربحي لدعم الاعمال الإنسانية والخيرية، كاشفا أن مكة المكرمة تحتاج إلى مبادرات رجال الأعمال لتأهيل خريجي الثانوية العامة من خلال تقديم المنح التعليمية أسوة بما هو موجود في العالم للعمل. أما عضو مجلس منطقة مكة المكرمة زياد فارسي، فأكد أن أهالي مكة المكرمة حتى وإن هاجروا إلى العديد من المدن فهم بررة بها، ويقدمون لها العديد من الأعمال الخيرية في السر والعلن من خلال دعم الكثير من الاعمال الإنسانية والخيرة، إضافة إلى كثير من البيوت والعوائل التجارية تربوا في مكة المكرمة ودرسوا في الجامعات الخارجية وعادوا إليها ويعملون بها ويتواجدون في مؤسسات المجتمع ويقدمون أعمالا جليلة. وفي الوقت الذي دعا عضو مجلس غرفة مكة المكرمة والكاتب هشام كعكي إلى رسم خارطة للشباب للعودة للازدهار لتكون مكة المكرمة في المقدمة، فإن الكاتب الصحفي خالد سابق أوضح أهمية الاهتمام بالآثار التاريخية وتسهيل وصول الحجاج والمعتمرين إليها.

مشاركة :