أعلنت الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية عن حملة «الكويت... الخير حافظها»، وذلك في إطار مشاركتها بالاحتفالات الوطنية التي تعيشها دولة الكويت، وسعيها الدائم لتعزيز قيم المسؤولية المجتمعية، وحب الوطن. وقال رئيس الهيئة الخيرية د. عبدالله المعتوق، ان هذه الحملة تأتي في إطار انطلاقتها الجديدة خلال عام 2017، وتهدف إلى إبراز قيمة الوطن وأهمية الذود عنه والمحافظة عليه وتعزيز أمنه واستقراره من خلال تعظيم قيم العطاء والبذل والإنفاق ومساعدة الفقراء والمحتاجين انطلاقاً من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «صنائع المعروف تقي مصارع السوء». الكويت... بلد رائع وجميل، قد حباه الله سبحانه وتعالى بنعم كثيرة تستحق الشكر، ومن أبرزها نعمة العمل الانساني والخيري، والتي جبلت في نفوس أهل الخير من الكويت. ولعل الأمثلة تطول في ذكرها، والجمعيات الخيرية الكويتية تقدم خدماتها الخيرية والإنسانية للمحتاجين من دون تمييز على أساس العرق واللون والجنس حول دول العالم كافة. إن العمل الإنساني متجذر بأهل الكويت منذ القدم، حكاماً ومحكومين، وتتضح الصورة أكثر في تعاملاتهم منذ قديم الزمان وحتى قبل النفط وظهوره... فعندما كانت السفن تتعطل قرب شاطئ الكويت، يهب أهل الكويت لنجدتها لأنهم أهل مروءة وشهامة رغم الظروف الصعبة، وخير مثال وقفية الشيخ محمد بن عبدالرحمن العدساني سنة 1783 كانت خير شاهد على أن العمل الخيري ومساعدة الفقراء والمحتاجين مترسخة ومتجذرة في قلوب ووجدان الكويتيين. وسأكتفي بمثالين وأقدمهما كنموذجين قديم وحديث، المثال الأول القديم «اللجنة الشعبية للتبرعات»، والمثال الثاني الحديث مساهمات دولة الكويت الحالية في الأزمة السورية. أما «اللجنة الشعبية لجمع التبرعات»، فهي عبارة عن مسيرة ورحلة إنسانية امتدت لأكثر من 60 عاماً حاضرة في قلب ووجدان أهل الخير، وهي برزت لنجدة الفقراء والمحتاجين في العالم والعالم الإسلامي، خصوصاً في الدول الأفريقية التي أصابتها الحروب والمجاعات، حيث تم إنشاء اللجنة عام 1945 بمبادرة أهل الخير من مجموعة من تجار الكويت الأفاضل، واختارت اللجنة سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح ليكون رئيسا فخريا لها، والرئيس الحالي للجنة، هو العم عبدالعزيز الشايع. وقدمت اللجنة الشعبية لجمع التبرعات على مدى تاريخها مساعدات لمصر في كل المواقف والنكبات ودول أخرى كثيرة مثل الجزائر وفلسطين ولبنان... وما زالت إلى اليوم تقدم المساعدات على الفقراء والمحتاجين حول العالم. أما في الوقت الحالي ومنذ اندلاع الحرب والأزمة السورية في 2011، احتضنت الكويت 3 مؤتمرات للمانحين، وتبرعت في المؤتمر الأول في يناير 2013 بمبلغ 300 مليون دولار، وفي المؤتمر الثاني يناير 2015 بـ 500 مليون دولار، وفي الثالث كذلك بـ 500 مليون دولار. وترأست الكويت مؤتمر المانحين في لندن عام 2016 وساهمت بـ 300 مليون دولار. وتعتبر الكويت من الدول الملتزمة في تعهداتها بسبب الاجتماع الدوري لمجموعة كبار المانحين الذي يترأسه د. المعتوق، في دولة الكويت كل 3 شهور. وكم هو جميل ورائع، الإعلان الصادر من مجلس الوزراء، والذي أعلن عن تحقيق رغبة سمو الأمير بصفته أميراً للإنسانية لاستحداث منهج دراسي خاص يتحدث عن العمل الانساني والخيري والتطوعي كمادة تربوية أساسية في مناهج التعليم، حيث سيتربى الأطفال منذ الصغر على هذا الأمر... اللهم أدم علينا نعمة الأمن والأمان. akandary@gmail.com
مشاركة :