كتب - نشأت أمين: أكد فضيلة الدكتور محمد حسن المريخي أن سمعة الإنسان رصيد في حياته وبعد مماته، وأنه يذكر بأعماله التي عملها، فيثنى عليه أو يذم عليها. وقال، في خطبة صلاة الجمعة أمس بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب، إن السمعة والذكر محصلة عمل المرء وثمرة تصرفاته وسلوكياته، فإما أن تكون حلوة عطرة يفرح بها في دنياه ويبشر بها في أخراه، وإما أن تكون مرة علقماً تخرجه في دنياه وتؤسفه في أخراه. وأضاف أن المرء إذا حفظ دينه وعرضه وخلقه ونفسه وحاسبها وأخذ بخطامها ومنعها من النزول والسفول إلى الدركات، وحفظ نفسه أيضاً من ملازمة ومرافقة أصحاب السوء والفاسقين والفاسدين ومن ساءت تصرفاتهم وأعمالهم وضل سعيهم، واعتصم بالله أعطاه الله السمعة الطيبة والذكر الحسن وعُرف به.. لقد أثنى الناس بين يدي رسول الله على صاحب جنازة مرت أمامه صلى الله عليه وسلم فقال "وجبت" ثم مرت جنازة أخرى فذموها فقال صلى الله عليه وسلم "وجبت"، فلما سألوه صلى الله عليه وسلم عن قوله "وجبت" للأولى والثانية، قال صلى الله عليه وسلم "وجبت الجنة للأول ووجبت النار للآخر.. أنتم شهداء الله في أرضه"، وقال النووي رحمه الله: الظاهر أن الذي أثنوا عليه شراً كان من المنافقين. خلق حسن وأشار الخطيب إلى أن المرء لا يستطيع أن يعيش في الدنيا منفرداً أو بعيداً عن مجتمعه، لكن يعيش معهم مرتبطاً بهم ولو أراد العيش منعزلاً عن الناس لما استطاع العيش ولا وجد مكاناً يعيش فيه. وأوضح أن العاقل من يهتم أن تكون له سمعة طيبة وينتشر له ذكر حسن في مجتمعه وبلده ويبذل نفسه مخلصاً لله تعالى ليسجل له عند مولاه في صحائفه وموازين حسناته خلق حسن يثقل موازينه ويذكر به بعد مماته. كما أن العاقل يحرص على الابتعاد عن السوء والذكر السيئ والأخلاق والتصرفات والسلوكيات التي ترديه حيّاً بين الناس وميتاً عند الله تعالى وحتى لا يدوّن في صحائفه ما يخفف ميزانه من الأخلاق السيئة. السيرة الحسنة وأضاف خطيب الجمعة: لقد حرص على السمعة الطيبة والسيرة الحسنة والذكر الحسن أفضل البشر وأكرم الخليقة رسل الله وأنبياؤه عليهم الصلاة والسلام، وسألوا ربهم عز وجل أن يوفقهم لذلك، كما حرص أهل الصلاح والخير والموفقون من المسلمين، بل حرص كل مسلم مخلص على التشرف بهذه النعمة". وقال إن السمعة الطيبة والذكر الكريم يكونان لمن أسس بنيانه على دين الله الإسلام وعبد الله تعالى وحده وراقبه واعتصم به وتابع رسول الله واعتمد منهج الإسلام وتحلى بأخلاقه وتأدب بآدابه ولم يرتب فيه ولم تهتز ثقته في أنه أعدل المناهج وأكملها وأشرفها. زمان الفتن وذكر أن المرء المسلم مطالب بأن يحفظ سمعته وسمعة أهله وبلده ومجتمعه ويحرص على الذكر الحسن وخاصة في هذه الأزمان التي يعيشها الناس والتي تكثر فيها الخطايا والمحن والفتن والشهوات والانحرافات والتقلبات والتحولات الحسية والمعنوية، والتي هي سبب السمعة السيئة لأنها توفر البيئة وتتيح الفرصة لئن يلطخ المرء سمعته وذكره. وأكد أن السمعة الطيبة مقام رفيع ومنزلة عالية في هذا الزمان (وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم). ولفت إلى أن أسباب التلطخ بالسمعة السيئة والذكر السيئ كثيرة لا تعد ولا تحصى لكثرتها وتعددها، منها الغرور بالدنيا ومتابعة زخرفها والشهوات والاستجابة للنفس الأمارة بالسوء ونسيان الله تعالى وإهمال الدين وضعف العقيدة والإيمان ومرافقة الغافلين.. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل).. يعني: انتقوا واختاروا من تتخذونه خليلاً ورفيقاً وصديقاً من كان ينفعكم في دينكم واستقامتكم وإلا فإنه يؤثر عليكم وتتطبعون بطبعه وخلقه. وأكد أن ظلم الناس وهضم حقوقهم ومعارضتهم والحيلولة دون مصالحهم ومنافعهم وحوائجهم، يورث السمعة السيئة. الضرر الكبير وقال إن السمعة السيئة بلوى ترافق الإنسان في حياته وبعد مماته وتدخل تحت بلواها من يعول من الزوجات والذرية والأرحام، فهي ضرر كبير والبلية عندما لا يشعر الإنسان ببلائها. وأضاف "دخل عيينه بن حصن الفزاري على رسول الله فأذن له وهو يقول: ائذنوا له، بئس أخو العشيرة، ثم ألان له الكلام، فلما خرج قالت له عائشة عن قوله فيه أول دخوله ثم كلامه بعدما جلس معه، فقال: يا عائشة إن شر الناس عند الله يوم القيامة من تركه الناس اتقاء فحشه).
مشاركة :