مستقبل العلاقات الأمريكية الإيرانية ! - سعد بن عبدالقادر القويعي

  • 2/19/2017
  • 00:00
  • 44
  • 0
  • 0
news-picture

في هذا المنعطف التاريخي، فإن هناك العديد من المؤشرات التي تساهم في بقاء منطقة الشرق الأوسط من المناطق المركزية في اهتمامات الإدارة الأمريكية الجديدة، - لا سيما - وأن نفوذ النظام الإيراني - الاقتصادي والأيديولوجي والعسكري التقليدي -، لم يعد يؤتي ثماره. كما أنه من غير المتصور أن يتحقق أي نوع من الاتزان، أو الاستقرار لهذه العلاقات إلا عن طريق التدافع بالقوة ؛ لأن التلازم بين الصراعات السياسية المركبة مثلت تهديدا أساسا للمصالح الإستراتيجية في المنطقة، قد يذهب بالتغيير في ميزان القوة في الشرق الأوسط، وقد تضعف - بالتالي - احتمالات تحقيق السلام العالمي. تحقيق التوازن المطلوب بين انخراط إيران في عدد من ملفات المنطقة، رغم إدراكها لمدى الاستياء الذي تقابل به الدول العربية الممارسات الإيرانية؛ الناتجة من تطبيق ايران لهذا المبدأ من جانب ، وبين تحجيم التهديدات التي تمثلها من جانب أآخر، جعلت من التأثيرات السلبية الناتجة عن تلك السياسة، التأثير على الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة من جانب، وبين دول الخليج العربي من جانب أخر، والتي لا تزال تنظر بعين الريبة لأي تقارب - إيراني أمريكي -، وتعتبره مصدراً رئيساً لتهديد مصالحها. إن تجريد إيران من عناصر قوتها في المعادلة السياسية الإقليمية، كمنع انتشار أسلحة الدمار الشامل، ومنع الانتشار النووي بملفاته الشائكة، يعتبر جزءا من استراتيجية الأمن القومي الأمريكي، - خصوصا - وأن الاتفاق النووي مع إيران جاء بنتائج عكسية ، وتوحشت إيران أكثر فأكثر في اليمن، وسوريا، والعراق، ودعمت الإرهاب في المنطقة، وقمعت الطموحات الديمقراطية لشعبها، - إضافة - إلى ضرورة استعمال العقوبات الاقتصادية ضد إيران، كتجميد الأموال، وفرض عقوبات اقتصادية على ثلاث عشرة شخصية، واثنتي عشرة شركة إيرانية، ومحاصرة حركة التنقل للمسؤولين الإيرانيين. البعد الأساس للدور المركزي لإيران في السرد الجمهوري، ذهب بترمب إلى أبعد من ذلك، بالقول: «كل الخيارات مفتوحة.. بما فيها العسكري»؛ مما يعني أن التحركات الأولية قد تتبعها تحركات أخرى، لن تكون أقل صرامة مما تم اتخاذه - حتى الآن -، وهو الذي سيثبته نهج الرئيس الجديد في إصراره على النجاح في تحقيق تعاون أكبر متعدد الجوانب، فيما يتعلق بالتهديد الذي تشكله إيران ؛ حتى لو أدى ذلك إلى قيام مشروع عسكري آخر في منطقة الشرق الأوسط ؛ لأن الولايات المتحدة لا يمكن أن تنتهج سياسة خارجية متماسكة إذا كانت إيران في صراع مستمر مع حليفتها الاستراتيجية السعودية؛ بينما تسعى الولايات المتحدة للتعاون مع إيران في التعامل مع أزمات المنطقة الممتدة من لبنان إلى أفغانستان. التحليل الواقعي يقتضي التصدي للخطر الإيراني، ومنع طهران من تهديد جيرانها؛ لما تنطوي عليه من مخاطر تهدد الأمن، والسلم - الدوليين -، أو أسواق الطاقة العالمية، وهو ما سيشكل محور برنامج السياسة الخارجية الخاص - بالرئيس - ترمب، بل ويمكن أن نؤمل بأن السنة المقبلة ستشهد كثيرا من الحنكة السياسية عن المهارة في الأداء بشأن إيران، وردع قدرتها على زعزعة الاستقرار في المنطقة ؛ حتى يمكن أن يدافع عن المصالح الأمريكية، ومصالح حلفائها.

مشاركة :