أبرز نقاط الجدل في المشهد السياسي، هو دور الميليشيات الإيرانية الشيعية في دائرة الضوء، واعتبارها جماعات مسلحة تنفذ إستراتيجية مرتبطة بإيران على حساب الهوية، والمصالح الوطنية، وهو ما أكد عليه -المندوب السعودي الدائم لدى الأمم المتحدة- عبدالله المعلمي في جلسة لمجلس الأمن -قبل أيام- حول الشرق الأوسط، بأن: «إيران تدعم الميليشيات الطائفية، وتحاول استنساخ حزب الله الإرهابي أينما كان»، ولذلك فإن هناك إدراكاً تاماً لضرورة، وأهمية هذه الدعوات الصادقة حول الإرهاب الإيراني، مع ملاحظة أن دول المنطقة برمتها تطمح إلى جعلها خالية من الميليشيات الطائفية؛ لکونها تشکل خطرا على أمنيها -القومي والاجتماعي-. على مرّ الأعوام، فإن كثيرا من المحللين يتساءلون عن خطر إعطاء إيران لميليشياتها الطائفية في العراق، وسوريا، ولبنان، واليمن، وغيرها من الدول -العربية والإسلامية-، والمدعومة -معنويًا وماديًا- من طرف إيران، التي ارتكبت جرائم وحشية؛ من أجل تهديد دول الخليج، والدول العربية، والسعي إلى تفتيتها طائفيا، وإلى تحقيق المكاسب الإقليمية التي تكفل لها تحقيق مصالحها، ودعم مواقفها -الدولية والإقليمية-، -إضافة- إلى الانتهاكات الإنسانية التي طالت المختلفين مذهبياً مع هذه الميليشيات، وقد تجاوزت هذه الانتهاكات فرضَ النزوح على العُزَّل من بعض المدن التي يقطنها السُّنَّة؛ بحجة ملاحقة العناصر الإرهابية إلى القتل، والتعذيب. إن إدراج العالم للمنظمات الشيعية ضمن منظمات الإرهاب؛ بسبب ما تقوم به من جرائم، والتعامل معها بحذر شديد، وكشف الأجندات التي تقف وراءها حق مشروع؛ لأنها خطر وجودي يهدِّد فكرتي -الدولة الوطنية والجيش الوطني-، على أهميتهما من الناحيتين -السياسية والتاريخية-، -إضافة- إلى تهديد وحدة المجتمعات؛ كونها تنبني في الأساس على بعد عقائدي يتسلح بمظلوميات تاريخية بائدة، تقابلها مظلوميات سياسية طارئة، وذلك بحسب دراسة مركز حرمون للدراسات المعاصرة، وأن الميليشيات ستكون ظاهرة عابرة تعتاش على الفوضى، الذي يُمكن أن يُعجل في هذه النهاية، خروج المجتمعات من هذا الوضع الذي دُفعت إليه دفعًا؛ محافَظةً على مستقبل أجيالها، وأوطانها، وتعزيز قيم المشاركة، والتعايش، والمواطنة، والاعتراف بالحقوق، ونبذ الظلم، وإعلاء شأن القانون، وتوسيع الحيّز الوطني العام، ومحاصرة الأفكار الانعزالية، والطائفية. -وقبل كل هذا- تأتي هزيمة المشروع التوسعي الإيراني، فإيران مبعث الداء، وفي العمل على هزيمة مشروعها، ومن يتحالف معها الوجهة الصحيحة لتعافي الدول، والمجتمعات.
مشاركة :