حين تكون «وشوشة» عنوان برنامج فهذا يعني في معظم الأحيان، أن المعنيات بالأمر هن نساء، سواء كن مقدمات البرنامج أم متلقيات له. قد يدري بعضهم لماذا تلصق «مهمة» الوشوشة بالمرأة فحين تقول وشوشة أو بالأحرى «ثرثرة»، فهذا يعني بالضرورة... المرأة. هذا ما يخطر في البال عند مشاهدة البرنامج على «قناة دبي»، ولا تكذب عودة إلى ما كتب على موقع المحطة للتعريف به الظنون. فوشوشة، وقد أضيفت إليها كلمة «شات» في العنوان، هو برنامج «حواري نسائي حول فكرة (لاحظوا كلمة فكرة!) النميمة النسائية (!) بأسلوب غير تقليدي، تقدمه 4 نساء من الوسط الإعلامي والفني، يتناقشن (تابعوا الملاحظة) من خلاله في آخر الأخبار والإشاعات المتعلقة بالمشاهير من كل المجالات والنواحي (باستثناء أفكارهم) ويتعمقن (لا تكفوا عن الملاحظة) في البحث ما وراء الأخبار من وجهة نظر كل واحدة منهن اعتماداً على ما تناوله الإعلام المرئي والمسموع والمقروء ومواقع التواصل. أيضاً يتناول البرنامج فقرات ترفيهية ومقابلات مع فنانين ومستشارين(!) في كل الجوانب الحياتية، والتي تعنى بعالم المشاهير». انتهى التعريف! من ناحية أنه برنامج حواري عن النميمة «النسائية» التي أُقصي الرجال عنها بكل ظلم وتمييز، فهو لم يكذب خبراً. أما الأسلوب «غير التقليدي» فهو ليس ببعيد من الصحة كذلك، فها هي أميركية تتحدث العربية وقد تموضعت إلى جوار ثلاث عربيات من عالم الفن والإعلام لتدلي بدلوها من حين إلى آخر في ما يقال ويشاع، فالنميمة والحال هذه لا تقتصر على العربيات بل تمتد جذورها العميقة إلى كل الجنس النسائي من حيث أتى. وفي حين كان النقاش منوعاً ولاحق تماماً آخر الأخبار التي افترض أنها تهمّ النساء، فتمكن ملاحظة مع هذا أن الإشاعات حظيت من البرنامج باهتمام واسع قد يكون فاق الوقت المخصص للأخبار. وتجدر الإشارة إلى أن «تعمق» البرنامج في بعض الأحداث، لم يكن مجرد إشاعة دعائية. فقد أثار، مثلاً، خبر عودة شريهان إلى الساحة الفنية نقاشاً معمقاً دام نحو عشر دقائق. أما بقية المواضيع فتنوعت بين «حادثة سقوط... (اسم مجهول لي على الأقل) التي تحولت إلى رعب استوطن قلبه»، وبين «تسريب صورة ابنة ممثل» الذي أشعل نيران الغضب في قلبه، مروراً بأسوأ لقطات السيلفي التي نشرها النجوم! ولم يهمل البرنامج أهمية الماكياج في حياة كل امرأة فأتحف مشاهداته، وربما مشاهديه، بلقاء مع خبير ماكياج النجوم ليتحدث حول أسلوب كل نجمة بوضعه. نشكر للبرنامج تفضله بترجمة الـ «شات» إلى العربية، ولو أن الأصلح الذي يناسبه هو «الثرثرة»، مع الأمل في المستقبل، إن استمر، بأن تنسحب الترجمة على كل التعابير الإنكليزية التي تتمنطق بها المقدمات. كما نشكره على وجود الممثلة التونسية درة التي أعانت بحضورها وجمالها وزينتها الأنيقة وهدوئها في «النقاش» على تحمل المتابعة.
مشاركة :