تستند طاولة برنامج «وشوشة»، الذي تعرضه قناة دبي الفضائية، على أربع وجوه نسائية، ويحظى بنجمتين تلفزيونيتين شهيرتين؛ هما درة، وهيا الشعيبي، إلى جانب دوللي عياش، والأميركية إليزابيث مونيان. وعلى رغم وجود العنصر النسائي مجتمعاً لم يعد فارقاً لدى المتلقي، فإن الأمر كان سيفرق كثيراً لو حضرت سيدة بخبرة الراحلة فوزية سلامة، التي رفعت أسهم متابعة برنامج «كلام نواعم»، الذي يعرض على شاشة «إم بي سي» أثناء حياتها، لتثبت دور الفكر والخبرة والثقافة في رفع أسهم قيمة البرنامج. ففي زمن التواصل الاجتماعي، لم تعد ركيزة أي برنامج على الموضة وقيمة الحذاء ومصمم الفستان، بل ينتظر المتلقي ما يثري ويضيف إلى معلوماته الفكرية، في زمن إغراء الفضائيات، ولم تعد أية فكرة مطروحة مقبولة، بل ينتظر المشاهد أن يرى جهداً وتعباً في الفكر والإعداد. ويُحسب لبرنامج «وشوشة» اسمه، الذي يعبر عن جلسة خفيفة ولطيفة ينقلها البرنامج إلى المتلقي، لكن ذلك لا يعني أن تتحول الطاولة إلى مجاملات فنية لزملائهم الفنانين، ويبدو جلياً للمتابع طغيان خبرات المقدمين وآرائهم أكثر من دقة المعلومة المطلوب دفعها إلى المتلقي، وذلك ما غصت به الحلقة التي عرضت أمس (الخميس)، من آراء نجوم طاولتها، فبين خبرين فنيين مهمين تشهدهما الساحة العربية، وهما خبر رقص الفنانة الكويتية شجون الهاجري، واللغط الذي أثارته أغنيات الفنان المغربي سعد المجرد، تحولت الفقرتان، من نجوم البرنامج، إلى خط دفاع عن زملائهم، ولم يكن الدفاع هو خط الاندلاع من طاولة الحوار فحسب، فالجمهور المتابع يرغب في الوصول إلى طرق رد ليس لها صلة بالمجاملات المتناهية. وكان من المنتظر أن يحصل المتلقي على ردود حيادية مبنية على تقارير مكتوبة، أو اتصالات هاتفيه بمختصين أو قريبين من الحدث، في أقل تقدير. وتوقعت بعض ردود الفعل أن تحظى الحلقة باتصال هاتفي من النجمة الكويتية شجون الهاجري، لترد على اللغط الذي أثارته بالرقصة الشهيرة أخيراً، في حين اكتفت ملقية الفقرة نظيرتها الكويتية هيا الشعيبي بإطلاق رأيها، بصفتها متفرجة أو فنانة، وإن كان صائباً، وذلك ما حدث أيضاً في فقرة الفنان المغربي سعد المجرد. ويفتقر البرنامج إلى الدور الإعلامي الأهم في توجيه معلوماته إلى «أنت» والمقصود به المتلقي، في حين يغلب على الطرح كلمة تعاب على الإعلام حين تتكرر بمسمى «من وجهة نظري الشخصية»، ففي الكثير الغالب يبدو أن كلمة «لنأخذ اتصالاً من متخصص» أو «رد النجم الفلاني»، أو «ما رأيكم» أكثر إثارة وتفاعلاً مع الجمهور الذي يحب أن يشاركك من خلال الشاشة رأيه أيضاً.
مشاركة :