كتبت / هنادي عباس عادة ما نقول؛ ما الذي جبرك على المر؟ ليرد؛ علينا (بالأمَر) نعم الأمر ،،، هذه الكلمة التي يعانيها الميامين يومياً في بلادنا وكيف لا؟ وهم يعيشون بأضنى مقومات الحياة (لا ضمان ولا تأمين ولا حقوق ) غير ذلك المبلغ الزهيد المقطوع الذي يتقاضوه نظير عمل شاق يومياً دون كلل أو ملل بينما يتقاضى لقاءه نظراؤهم أو من هم أقل منهم تأهيلاً رواتب أفضل وحزمة خدمات جمة ليس لهم سوى أن يحلموا بها، صابرين على الواقع المر لهم أن العمال المياومون لا يتمتعون بكافة الحقوق التي يتمتع بها نظراؤهم العاملين في المؤسسات الحكومية والمستقلة بالفئات المصنفة، لذا فهم ممن لا يطبق عليهم نظام الخدمة المدنية، ولا نصوص قانون العمل، وبالتالي فهم ضحية غياب الاستقرار المهني والأمن الوظيفي الذي يتمتع به العاملين المصنفين، وبالتالي فهو حتماً غياب لأسس العدالة وهضم الحقوق فيصبح المياوم من أبرز من يدفع ثمن لقمة العيش مضاعفاً في سوق مخنوقة بالبطالة وتضيع كلها بين أروقة تجار الصفقات وسماسرتها في فسادٍ مالي لم يسبقهم عليه أحد في دول العالم متصدرين مراتب الجشع الأولى وتقع الضحية بعد كل مدة من الزمن على مياوم جديد رهن حياته في خنادق الموت المكهربة وأسلاكها المتطايرة في فضائها المعج المتخوم بالأماني. هم أرادوا طريق النور بعدما أظلمت الحياة عليهم صنعوا من الظلام مشكاة ومن المشكاة نور ومن النور حياة يستنيرون بها مثل شهيدنا شهيد النور ولقمة العيش عامر يوسف الذي قضى نحبه وهو يتسلق أسلاك الموت بحثاً عن الحياة والتثبيت في ظل دولة أهملتهم الى أن وصل بهم الأمر لذلك ولا من يسأل ولا من يقدر والْيَوْمَ عامر رحل وخلف وراءه عائلة وأيتام يتجرعون من جديد مرارة الحياة بعد فقدهم والدهم والمعيل الوحيد لهم الذي ذنبه الوحيد أن وثق بدولته وتأمل التثبيت يوماً ليضمن حقوقه حياً وميتاً فلا حياً اًرتضى ولا ميتاً انتصف وهنا السؤال؟ هل ضاقت الحياة بأعين مسؤولينا ولَم يرتضوا حتى الان عليهم إعطاءهم قسطاً من قرض الحقوق وتأمين العيش لهم بكرامة أما هل سيكون عامر يوسف هو الشهيد الحي الذي سيحي قضيتهم من بعده وينالوا حقوقهم بقرار جديد يعمل على تثبيتهم وضمهم تحت بند الخدمة المدنية وجناح الدولة أن بقي لنا دولة #كاتبة_ومستشارة_دولية
مشاركة :