عندما تسمع اتهامات فاسقة في عباراتها لشيخ الأزهر أو مفتي عام المملكة فاعلم أنك أمام خطاب مسيس يريد أصحابه أن يسقطوا خصومهم أخلاقياً بكلمات لا تخرج من أفواه أشخاص سجدوا لله يوماً.. خطاب يشعل النار تحت دماء الشباب لتنفجر طاقاتهم غضباً وكراهية بوجه عباد الله الآمنين.. لماذا يفسّق الصالحون والعلماء؟ لأن الجهل يريد القتل والمتعة والسلطة فإن منعه الشرع والعقل للوصول إلى مبتغاه كفر بالدين وأهل الدين ورب الدين. سعيد الفقيه ومجدي غنيم ومحمد المسعري ومعهم أيمن الظواهري جميعنا يعرف من هم أعداؤهم الدائمون، ولكن ما هو شكل أتباعهم؟ إن كانوا من جماعة القاعدة أو الإخوان وداعش والنصرة فهؤلاء مثل لاعبي الكرة في بلاي ستيشن يشتغلون ببرمجة وبها يتحركون ويعتمدون على الشحن الدائم فلا تصرّف لهم مستقلاً خارج البرمجيات.. فهل هناك أتباع بعقل يفكرون، نعم توجد ولكن بسياسات مرسومة بدقة متناهية، فالاتباع هنا سيادة ودول وأجهزة استخبارات، تفكر وتخطط وتنفذ، اشتركت مع سعد الفقيه ورفاقه في وحدة الخصوم، فوقعت معاهدات التعاون وسخرت الإمكانيات الاستخبارية والمالية لإنجاح الاتفاقيات وضمان استمرار العمليات التي تستهدف الوعي والأمن في البلاد العربية. إحدى تلك الاتفاقيات الشيطانية انكشفت مخططاتها في ليبيا التي يتدرب بها اليوم مايسمى جيش مصر الحر الذي تم تجميعه من برمجيات القاعدة والإخوان لضرب الاستقرار في مصر، ويشرف على تدريب هؤلاء المبرمجين الدولة الإسلامية العظمي" إيران" هذه المعلومات جاءت من ساسة ومواطنين ليبيين قدموها ببث حي ل bbc وصحيفة الجارديان والإعلام المصري، فلم تكن تلك المعلومات مفاجأة، فإحدى القضايا التي يحاكم بها الرئيس المخلوع مرسي هي إعطاء قائد الحرس الثوري الإيراني معلومات غاية في السرية والخطورة عن قوة مصر الأمنية، ولم تكن محاولات إيران اختراق مصر جديدة، ففي عهد الرئيس المخلوع أيضا حسني مبارك تم القبض على جاسوس إيراني بتهمة جمع معلومات عن الحياة الأمنية في مصر، وقابل بعض المثقفين المصريين تلك الواقعة بشيء من الاستخفاف ورأوا ان تلك الحادثة مفبركة من أجل مداهنة الدول الخليجية من قبل النظام، وتلك تبعية تسقط ريادة مصر في العالم العربي، وبعد ذلك وبالتحديد بعد الحرب الإسرائيلية على غزة 2008 عندما قبض الأمن المصري على مجموعة من الأفراد ينتمون لحزب الله في شمال سيناء يتلقون الدعم بالسلاح والمال من إيران، شنت إحدى القنوات الفضائية العربية حرباً إعلامية على مصر تتهمها بالمشاركة في الحرب مع إسرائيل على غزة، وقد ثبت بعد ثورة 25 يناير وجود هؤلاء الأفراد التابعين لحزب الله في السجون المصرية وتم تهريبهم خارج مصر بمساعدة جماعة تنتمي لحزب إسلامي إبان الثورة وتلك حكاية موثقة ومعروفة.. جيش مصر الحر هو جيش العملاء والجواسيس لضرب أمن مصر، فقد استفادت بعض الدول التي لا تريد الاستقرار لمصر من حالة شبه الفوضى في ليبيا لتنفذ مخططاتها ضد الشعب المصري، فمصر اليوم لا تواجه جماعة أخرجها الشعب المصري من قصر الحكم وحسب، بل تواجه مخططاً دولياً معادياً لمصر ومستقبلها، فبعد أن أصبحت التفجيرات في القاهرة وليس على الحدود لا مجال لتسخيف تلك الأعمال أو وصفها بالترضيات لحلفاء مصر.. والمفارقة العجيبة في الأمر هي ليبيا فقد كانت في حكم القذافي هي الجهة التي تمول الفقيه والمسعري وبعض قادة القاعدة واليوم هي من يجتمع على أرضها أتباع هؤلاء المارقين لضرب استقرار مصر.
مشاركة :