للملك عبدالله بن عبدالعزيز نزعة صادقة نحو تعزيز العمل العربي المشترك ودائما ما يذهب برؤيته الى تحقيق الاتحاد والتكامل بين الدول العربية لحماية وجودها من اطماع التحالفات والتغيرات الجديدة في المنطقة، شعور انتماء صادق لزعيم صادق مع امته، يدرك برؤيته ماهية التحديات ويعمل وفق مقتضياتها، فعندما نهض مشروع سياسي اقليمي في المنطقة يهدد أمن الخليج دعا الى انتقال مجلس التعاون الخليجي من التعاون الى الاتحاد، وكذلك عندما سعت دول عظمى الى سحب مصر الى خانة الدول الفاشلة تحرك بقرار داعم لمصر وضرب مخطط إسقاطها بعمق بالغ التأثير والحضور ومازالت خسائر اعداء مصر تزيد يوما بعد يوم بفعل هذا التضامن العربي الفريد في توقيته ونوعه. هناك فرصة جدا ممتازة في هذا الوقت لاحياء مفهوم التضامن العربي بمنظور عربي خالص، الفرصة الكبيرة تكمن بغياب اشخاص كانوا دائما ما يعطلون فكرة التضامن العربي الصحيح، ففي السابق كانت فكرة وحدة العرب تستهدف تحقيق زعامات عربية مخلدة بوجودها ونفوذها وغياب الشعوب واحلامها وأمنها،كان القذافي يريد ان يكون زعيما شعائريا للعرب وصدام يريد تنصيبه شيخ مشايخ العرب، وانقسم العرب حول تحت زعامة من يتحقق الحلم، ذهبت تلك الزعامات وبقيت فكرة التضامن تبحث عن ارادة سياسية لتحقيقها، فالشعوب العربية اليوم تعيش مرحلة الضياع والتشتت فخساراتها زادت فلم يعد امامها الا العودة للحلم العربي المفقود وليس للزعيم العربي المخلد. التضامن العربي يتحقق بين من اتفق من العرب على اهمية هذا التضامن وليس عند من اصبح مشروعا جديدا لانقسام بلده وشعبه لمناطق ومذاهب وملل، ولتكن بداية التضامن صناعة من اصطلح على تسميتهم دول الاعتدال العربي الجديدة المملكة ومصر والامارات، تضامنا يسعى للتغلب على التحديات الخطيرة التي تواجه دول المنطقة، ورأس هذه التحديات هو العامل الامني وعلى وجه الخصوص التحديات الامنية الخارجية التي هي نتيجة مشاريع خارجية تعمل لصالح مشروع تغيير المنطقة الذي ينتسب لاطراف اقليمية ودولية ظهرت نواياها واعمالها على السطح بكل وضوح.. فالحلم العربي يبدأ بتحقيق ذراع دفاعية لهذا الحلم فالنوايا الطيبة الموجودة عند دول الاعتدال العربي لابد ان تتحول الى مشروع دفاعي قادر على مواجهة التحديات الامنية بقوة وفكر وارادة ظاهرة للواقع وليس نوايا كامنة في الضمير، ان تشكيل قوة من الجيش المشترك لدول الاعتدال يعمل وفق عقيدة واحدة ولهدف واحد سيجعل كل مشروع خارجي يستهدف امن دول الاعتدال يرتبك وتهتز ملامح وجوده في ارض التحديات. الشعب العربي اليوم يبحث عن مشروع عربي تضامني ولا يبحث عن زعيم شعارات، فأي مسعى لخلق هذا التضامن سوف يكون محل تقدير وايمان عند الشعوب العربية فمن زعم ان فكرة العمل العربي المشترك قد انتهت فهو يرى ان التضامن العربي يعني تضامنا حول زعيم وليس تضامنا حول وجود يعمل كي لا يزول، فيجب ان يستثمر ايمان الشعوب العربية بعروبتها جيدا حتى لا نخسر حلم الكرامة.
مشاركة :