بورسعيد تعيد الأمل في عودة الجمهور إلى الملاعب مع عودة فريق النادي المصري البورسعيدي لكرة القدم إلى البطولات الأفريقية، بعد غياب دام 15 سنة، عادت جماهير مشجعي النادي إلى المدرجات من جديد، بعد منع استمر حوالي خمس سنوات، ما طرح سؤال ومتى تعود جماهير الكرة المصرية كلها إلى المدرجات، خاصة وأن الجمهور البورسعيدي قدم صورة حضارية مشرّفة؟. العربعماد أنور [نُشرفي2017/02/21، العدد: 10550، ص(22)] نموذج مشرف القاهرة - عادت جماهير بورسعيد إلى المدرجات، بعد غياب دام نحو 5 سنوات، وقدمت صورة مشجعة حضارية، خلال مباراة فريقها أمام أيفياني النيجيري بالكونفدرالية، ورفعت لافتات تعبر عن رغبة قوية في نسيان الماضي، وإزالة حالة الاحتقان مع جماهير الأهلي، لكن سيف القضاء كان أقوى من تلك المحاولات، فقد قررت المحكمة في اليوم التالي للمباراة، إعدام 11 متهما في قضية أحداث ملعب بورسعيد. تبددت أحلام وفرحة جماهير فريق المصري البورسعيدي، وما إن قرر أبناء المدينة الباسلة انتهاز فرصة العودة مجددا إلى المدرجات، لمصالحة جماهير الأهلي التي فقدت 74 من زملائها، على خلفية أحداث ملعب بورسعيد، المعروفة إعلاميا بـ”مجزرة بورسعيد”، والتي أعقبت مباراة الأهلي والمصري في الأول من فبراير 2012، أيدت محكمة النقض في مصر أحكام الإعدام بحق 11 متهما في القضية. كما حكمت المحكمة بالسجن المؤبد لـ10 متهمين، والسجن المشدد لـ10 آخرين، و5 سنوات لـ12 شخصا، بينهم مدير أمن بورسعيد السابق، لإدانتهم بالتورط في القضية، ويعد هذا الحكم باتا، ورفضت المحكمة الطعون المقدمة من المحكوم عليهم بالإعدام، بينما قبلت طعناً من 41 آخرين، وقضت بإعادة محاكمتهم أمام دائرة أخرى. وإذا كان وقع الحكم في القضية التي ظلت في المحاكم قرابة 4 أعوام، قد نزل بردا وسلاما على صدور أهالي وزملاء من راحوا ضحية لمباراة كرة قدم، ففي الجهة الأخرى وفي مدينة بورسعيد أثار الحكم غضب أهالي المتهمين بل وأبناء المدينة بأكملها، خاصة وأن توقيت الحكم جاء بعد ساعات قليلة من رسائل التقدير التي حملها جماهير بورسعيد، إلى جماهير النادي الأهلي. مجلس إدارة اتحاد كرة القدم المصري، برئاسة هاني أبوريدة، يبذل جهودا مضنية من أجل عودة الجماهير إلى الملاعب ورفع الجماهير في مباراة المصري وإيفياني الأحد، لافتات مكتوبا عليها “النادي الأهلي وجماهيره ناس محترمة” و“جماهير الأهلي فوق الرأس”، وأعاد هذا المظهر الحضاري طرح التساؤل حول موعد عودة الجماهير من جديد، لكن من المؤكد أن يكون للحكم تأثير سلبي على قرار عودة الجماهير، لا سيما مع تباين المشاعر والآراء بين القاهرة وبورسعيد. منعت جماهير المصري البورسعيدي من حضور مباريات الفريق، منذ الأول من فبراير 2012، وهو اليوم الذي شهد مأساة ملعب بورسعيد، التي راح ضحيتها 74 من جماهير الأهلي، على خلفية أحداث شغب نشبت بين جماهير الناديين، وعادت جماهير بورسعيد الأحد، وذلك مع عودة فريقها إلى البطولات القارية بعد 15 عاما. وحضر اللقاء نحو 5 آلاف متفرج، ولم يشهد أي أعمال شغب، بل قدمت الجماهير صورة راقية في التشجيع، ورفعت لافتات الإشادة بالنادي الأهلي وجماهيره، في محاولة لإذابة جبال الجليد بين الطرفين، وتضميد جراح خلفتها أحداث ملعب بورسعيد، وأكدت مجموعة من الجماهير لـ“العرب” أن أبناء بورسعيد أكثر الناس عشقا لكرة القدم، وأن عودتهم إلى المدرجات هي بمثابة العودة إلى الحياة من جديد، موضحة أنهم يمتلكون طريقة خاصة في التشجيع، تضفي على المباريات طعما مختلفا. ويرى خبراء أن الوقت الحالي هو الأنسب، لاتخاذ خطوات جادة وواقعية بشأن عودة الجماهير إلى الملاعب، واستغلال حالة التوحد التي جمعت المصريين، في مؤازرة المنتخب في كأس الأمم الأفريقية، فضلا عن تبدد المخاوف المزعومة من جماهير المصري، فقضية عودة الجماهير ليست رياضية فقط، بل هي رسالة وبداية حقيقية للسير على الطريق الصحيحة في مختلف المجالات. ويؤكد رئيس لجنة الشباب والرياضة بالبرلمان المصري، فرج عامر، أن عودة الجماهير مسألة أمن قومي، حتى لا يستغل المخربون مباريات الكرة في تنفيذ مخططاتهم، لذلك لا بد من تنفيذ قرارات النيابة العامة في هذا الصدد، وأشار في تصريحات تلفزيونية إلى أنه سيتم تخصيص “كارت” لكل مشجع (كارت مشجع)، وهي من مشمولات الأندية التي يتعين عليها تسجيل بيانات جماهيرها، لتسهيل عملية الوصول إلى أي مشاغب ترصده الكاميرات. ويبذل مجلس إدارة اتحاد الكرة، برئاسة هاني أبوريدة، جهودا مضنية من أجل عودة الجماهير، ورغم حصول منتخب الفراعنة على المركز الثاني، في كأس الأمم الأفريقية، بعد غياب ثلاث مرات متتالية عن البطولة، وأيضا التقدم بخطوات ثابتة في تصفيات كأس العالم 2018 بروسيا، فإن نجاح ملف الجماهير هو تأشيرة الاعتماد الرسمي للاتحاد، فقد ظلت المدرجات خاوية قرابة 4 أعوام، باستثناء مواجهات قليلة للمنتخب أو الأندية المشاركة في البطولات القارية، الواقعة تحت إشراف الاتحاد الأفريقي (كاف).
مشاركة :