عودة الجماهير إلى الملاعب المصرية: قرار رياضي بأبعاد سياسية واجتماعية بقلم: عماد أنور

  • 12/19/2017
  • 00:00
  • 28
  • 0
  • 0
news-picture

عودة الجماهير إلى الملاعب المصرية: قرار رياضي بأبعاد سياسية واجتماعيةتعود الجماهير المصرية إلى المدرجات بداية من الدور الثاني لمسابقة الدوري المحلي شهر يناير 2018 بعد أن حصل اتحاد الكرة أخيرا على الضوء الأخضر من الجهات الأمنية لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتلافي أي سلبيات تعيد الأزمة إلى المربع صفر، ضمن قضية تتجاوز بُعدها الرياضي لتحمل أبعادا أمنية وسياسة وحتى اجتماعية.العرب عماد أنور [نُشر في 2017/12/19، العدد: 10847، ص(6)]مشاغبون من نوع خاص القاهرة- ينوي اتحاد كرة القدم المصري عقد اجتماع مع أندية الدوري الممتاز خلال الأيام القليلة المقبلة، للاتفاق على جميع الإجراءات اللازمة لعودة الجماهير إلى ملاعب كرة القدم، بداية من الدور الثاني لمسابقة الدوري في يناير المقبل. وقال المدير التنفيذي للاتحاد ثروت سويلم، إن وزارة الداخلية أعلنت الاثنين، موافقتها رسميا على عودة الجماهير، للتأكيد على أهمية الرياضة وكرة القدم في مصر واكتمال أركانها بعودة المشجعين إلى المدرجات، وأنها على استعداد تام لتأمين المباريات وفقا للشروط التي يتم الاتفاق عليها، كي لا تتكرر أحداث الشغب التي تسببت في منع حضور الجماهير في المباريات. ويثير غياب الجماهير عن المدرجات العديد من التساؤلات، ويشكك في قدرة المسؤولين على تنظيم البطولات، وهذا ما تسبب في توجيه عدة استفسارات من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، بخصوص السبب الحقيقي في منع تواجد المشجعين في المدرجات، خلال مباريات الدوري المحلي وكأس مصر طوال المواسم الماضية. ودفعت استفسارات الفيفا المسؤولين في اتحاد الكرة إلى إجراء اتصالات مكثفة مع وزارة الداخلية وإخطارها بالأمر، والتأكيد على أن تأخر عودة الجماهير إلى المدرجات، قد يؤثر سلبا على سمعة مصر من الناحية الأمنية في الخارج، لذا توصّل الطرفان إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لعودة الجماهير رسميا مع انطلاق الدور الثاني للدوري. وخلت مدرجات الملاعب المصرية من الجماهير منذ نحو خمسة أعوام، عقب أحداث بورسعيد التي نشبت بعد مباراة الأهلي المصري بالدوري، في فبراير عام 2012، وراح ضحيتها 74 من مشجعي الأهلي، وتبعتها أحداث شغب أخرى في عدد من مباريات الدوري المحلي، تسببت في تدمير المدرجات وإصابة ووفاة العشرات من المشجعين. واقتصر تواجد الجماهير خلال الفترة الماضية فقط لدعم أنديتها في بعض مباريات دوري أبطال أوروبا والكونفدرالية والمنتخب الوطني وفقا لشروط الاتحاد الأفريقي “كاف”. وقبل يوم واحد من إعلان عودة الجماهير، تم الإفراج عن نحو 235 من جمهور نادي الزمالك، المحبوسين على خلفية أحداث شغب وقعت في مباراة الزمالك وأهلي طرابلس الليبي، التي أجريت على ملعب برج العرب بالإسكندرية ضمن لقاءات دوري أبطال أفريقيا الأخير. وصرّح سويلم لـ”العرب” أنه خلال الاجتماع مع ممثلي الأندية، سيتم مطالبة كل ناد بالموافقة الرسمية على عودة الجماهير، لأن بعض رؤساء الأندية لم يؤيدوا هذا القرار في أوقات سابقة، ويراه الرافضون أنه يعود عليهم بالسلب ويعرّضهم لغرامات مادية ضخمة جراء ممارسات بعض الجماهير غير المسؤولة. وتحددت بعض الشروط لكيفية تنظيم عملية دخول الجماهير إلى ملاعب الكرة، أهمها ألا يزيد عدد الحضور عن 5 آلاف فرد لكل فريق، ويتم التحكم في ذلك بإصدار عدد 5 آلاف تذكرة فقط وترقيمها منعا لمحاولات التزوير، إضافة إلى إصدار بطاقات موسمية لدخول المباريات، وسيتم الإنصات إلى أي مقترحات من قبل الأندية بشأن كيفية عودة الجماهير، وبحث إمكانية تطبيقها. وكانت بعض الجهات انتقدت قرار منع الجماهير إلى الملاعب وصنفت ذلك في خانة التضييق ومنع أية تجمعات حتى ولو كانت رياضية جاءت لمؤازرة فريقها المفضل. وعلمت “العرب” أنه سيتم عقد اجتماعات بين مسؤولي اتحاد الكرة وبعض قيادات روابط المشجعين، للاتفاق على الابتعاد عن أي أحداث شغب ونبذ مثيري الأزمات من بينهم، وتوضيح أن مثل هذه الممارسات تعود بالسلب على أنديتهم، وعلى سمعة الكرة المصرية، لذلك يتم التنويه بأن يكتفوا بالتشجيع فقط والابتعاد عن الإثارة سواء من خلال الهتافات أو اللافتات. ويدخل الشباب من الجماهير في مناوشات دائما مع مسؤولي الأمن، إما بسبب التجاوزات وإما باصطحاب متعلقات ممنوعة إلى المدرجات، مثل: الشماريخ وزجاجات المياه وجميعها من الممنوعات التي قد تؤدي إلى إصابة اللاعبين أو المشجعين. في الوقت نفسه يأمل الشباب في منحهم الحرية داخل المدرجات، باعتبارها المتنفس الوحيد لهم، ولفت بعضهم إلى أن هناك قلة قليلة تثير الشغب، لكنها تسيء إلى الجميع. وتعتبر الجماهير في ملاعب الكرة بمثابة الروح، وتعطي للمباريات طعم الإثارة، وهو ما أشار إليه عدد من لاعبي الدوري المصري، كما أكدوا أنهم في أمسّ الحاجة إلى عودة الحياة إلى الملاعب، لأنهم يشعرون مع كل مباراة وكأنهم في حصة تدريبية خالية من طعم المنافسة الحقيقية.

مشاركة :