مفتي تونس يصطف الى جانب الرافضين لـ"ألهاكم التكاثر"

  • 2/21/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

على خلفية الجدل المثار حول المسرحية التونسية "ألهاكم التكاثر" والمقتبس عنوانها من اية قرانية، افاد مفتي الجمهورية التونسية عثمان بطيخ انه لا يجوز استعمال آيات قرآنية في عنوان مسرحية أو فيلم. واعتبر بطيخ ان هذا الامر غير مقبول ومرفوض تماما. و"ألهاكم التكاثر" اثارت جدلا كبيرا في الاوساط الاجتماعية حيث اعتبرها البعض استخفافا بالدين. واكد مخرج المسرحية نجيب خلفالله، أنه تم التخلي عن العنوان بالعربية والإكتفاء بالعنوان باللغة الفرنسية "fausse couche" بعد الحملة التي طالته وطالت العمل المسرحي. وأكد خلفالله لاذاعة موزاييك أنه "مسلم ويحترم النص القرآني ولم يكن يبحث عن استفزاز مشاعر المواطنين" وعبر عن اعتذاره في حال كان أخطأ. وأكد المسرحي أنه لم يقصد استعمال الآية بل العبارة التي "تصف المجتمع التونسي والطبقة السياسية"، وأن العمل المسرحي "يدعو إلى المصالحة مع الذات والآخر". كما عبر عن استغرابه من الهجمة الشرسة التي طالته ولم يكن يتوقعها، مؤكدا أنه لم يسع "إلى لفت الانظار اليه وليس نكرة حتى يلجأ إلى أساليب مماثلة". وطلب المخرج من الجمهور والمنتقدين مشاهدة العمل ثم الحكم عليه. وأوضح المخرج أن العنوان "ألهاكم التكاثر"، يختزل "تهافت السياسيين على المناصب، والتناحر من أجل بلوغها، مقابل تناسي الأوضاع الحقيقية للمواطن والتغافل عنها"، واكدت إدارة المسرح الوطني التونسي التي احتضنت العرض الكوريغرافي انه لا يستهدف المسألة الدينية، مشيرة إلى وجود محاولة شرسة مبرمجة لإحباط مشروع فنّي تقدّمي وحداثي يهدّد الافكار الرجعية المتخفية وراء الدين والمقدّسات. وكانت مؤسسة المسرح الوطني التونسي قد تلقت تنبيها من المجلس النّقابي الوطنيّ للأئمة وإطارات المساجد الذي طالب برفع المعلّقة الإشهاريّة للمسرحية بإعتبار أنّ العنوان فيه مساس بالمقدّسات الدينية وأنّ "قدسيّة القرآن خطّ أحمر". واعتبر رجال دين ان عنوان المسرحية المقتبس من اية قرانية يحرض على الاستخفاف بالدين الاسلامي، في حين اكد البعض الاخر ان هناك ما يشغلهم على غرار محاربة التطرف الديني والفتاوى الشاذة اكثر من عنوان عابر لمسرحية. وقال كاتب عام النقابة الوطنية للائمة والإطارات الدينية فاضل عاشور، إن استعمال أية قرآنية للاستشهاد أو لعنونة كتاب أو عمل فني ليس مخالف للدين والشرع، ولا يحمل أي تعدي على القرآن الكريم. وأضاف خلال استضافته الاثنين في برنامج "بوليتكا" معلقا على العرض الكوريغرافي، أن هناك بعض الاطراف تنصّب نفسها حماة للقرآن دون فهمه كما ينبغي لخدمة مصالح وأغراض شخصية، مؤكدا أن النقابة الوطنية للأئمة لا تمانع في عنونة مسرحية بأية قرآنية كما تستغرب تخلي مخرج العرض على العنوان بعد الجدل الذي أثاره. وأوضح فاضل عاشور أن هناك إشكاليات داخل قطاع الأئمة تعد خطيرة أبرزها الخطب المتطرفة والمسيّسة التي مازالت تلقى في المساجد إلى الآن، وتحرّض على الفنانين والنقابيين وغيرهم. كما أن عديد الأئمة لهم إيديولوجيات مختلفة وارتكبوا أخطاء فادحة وقاموا بتأويل آيات قرآنية بشكل خاطئ للدعوة إلى الجهاد، مما انعكس سلبا على البلاد والأمن والجيش الوطنيين، إضافة إلى غياب نص قانوني يهيكل عمل الأئمة. واعتبر عاشور ان الخطاب اليوم في المساجد مازال ساذجا يسيء للدين وله مرجعيات مختلفة. في حين كشف شهاب الدين تلّيش الكاتب العام للمجلس النقابي الوطني للأئمة واطارات المساجد ان المسرحية تسخر وتتلاعب بالقرآن. واعتبر أنها مسرحية لصناعة الرأي العام وتستهزء بكتاب الله وأنه يستغرب "السبات" العميق من قبل المؤسسات الرسمية في البلاد. وانتقل الجدل من تونس الى الاردن مع شن حملة شرسة ضد فنانة مسرحية اردنية كتبت تغريدة لها "ألهاكم التكاثر حتى زرتم المسارح" للتشجيع على مشاهدة المسرحيات وفقا لتعبيرها. كما قرر مجلس نقابة الفنانين في الاردن، فصل الفنانة لـ"تحريفها آية قرآنية في وقت سابق"، وفقا لتصريحات نقيب الفنانين ساري الأسعد. وقالت أسماء إن ما كتبته كان بحسن نية، لافتة إلى أنها كانت تحاول أن تشجع الجمهور على مشاهدة المسرحيات. والعرض المسرحي يقدم لوحات راقصة نقلت حكاية الإنسان المعاصر ويومياته في قالب رمزي عميق. وجسّدت اللوحات التعبيرية الراقصة مريم بوعجاجة وآمنة المولهي وسندة الجبالي ووفاء الثّابتي ووائل المرغني ومروان الروين وباديس حشّاش، والاخراج من نصيب نجيب خلفاللّه.

مشاركة :