الشهرة والمال سرطان يفسد حياة نجوم كرة القدم بقلم: مراد بالحاج عمارة

  • 2/22/2017
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

الشهرة والمال سرطان يفسد حياة نجوم كرة القدم شهدت السنوات الماضية المزيد من التضخم داخل كواليس جل الأندية العالمية لا سيما على مستوى أسعار اللاعبين، وأسعار صفقات انتقال النجوم، والتي تحولت إلى كابوس أفقد كرة القدم نكهة الأهداف والغايات التي وجدت من أجلها. العربمراد بالحاج عمارة [نُشرفي2017/02/22، العدد: 10551، ص(23)] خوف من المجهول تونس - تعتبر ثنائية الشهرة والمال من أكثر الأهداف والغايات التي يسعى إلى تحقيقها نجوم كرة القدم في كامل أنحاء العالم، لكن الثابت والأكيد أن المال لم يدخل مجالا بقوة إلا وأفسده وسيطر على كل المجالات الحياتية، حتى وصل إلى مجال الرياضة وخاصة لعبة كرة القدم التي باتت تجارة رائجة للكثيرين من الوكلاء والسماسرة، بل باتت عند العديد من اللاعبين مطية للكسب السريع وبصورة مبالغ فيها. وأضحى المال جزءا لا يتجزأ من اللعبة الأكثر شعبية في العالم، وأصبح الهدف الأساسي للأندية والرياضيين، وهذا ما يفسر الرغبة الجامحة لدى العديد من اللاعبين والنجوم في تغيير وجهتهم والبحث عن أماكن قد تكون أضعف وأقل شهرة من أنديتهم الحقيقية في سبيل تحقيق رغباتهم المالية. وتسببت لعبة المال في السنوات الأخيرة في ارتفاع خيالي لأسعار اللاعبين والقيام بالصفقات الفلكية، وبالتالي باتت الرياضة العالمية، وخاصة الرياضة الأكثر متابعة، تسير في طريق مجهول. لقد غزا أصحاب الثروات ملاعب كرة القدم الأوروبية، إلى حد أسهم بشكل كبير في تغيير المفاهيم، ووجدوا أن كرة القدم هي الوسيلة الأكثر نجاعة في طريق الشهرة وتحقيق آمالهم في أن يكونوا ضمن الصف الأول في عالم اللعبة. وشهدت الملاعب الإنكليزية والإسبانية والإيطالية وحتى الفرنسية، غزوا كبيرا من قبل رؤوس الأموال الخليجية والشرق آسيوية والأميركية. المحكمة قررت محكامة نيمار، بالإضافة إلى مسؤولي سانتوس وبرشلونة، بسبب اتهامات تتعلق بالاحتيال والفساد المالي ويمكن القول إن الأندية الألمانية هي الأقل تأثرا بهذه الظاهرة نظرا لاعتمادها المباشر والوثيق على رؤوس أموال محلية. من جانب آخر، وفي ظاهرة مثيرة للانتباه دخلت أكبر سوق عالمية مجال كرة القدم، ولكن بطريقة قد تكون مختلفة بعض الشيء؛ فقد دخلت الصين هذا العالم برغبة شديدة في تطوير اللعبة وتنميتها من خلال استقطاب نجوم اللعبة وكبار مدربي العالم إلى الدوري الصيني. وهو ما أسهم في تضخيم أسعار النجوم بشكل كبير، بل إن العديد من الأندية الصينية باتت تقارع كبار الأندية الأوروبية وتنجح في عقد صفقات خيالية. التنافس بين هذه الأندية على نجوم اللعبة منح وكلاء اللاعبين ومسوقيهم الفرصة لرفع سقف مطالباتهم بصورة جنونية. وأصبح عمالقة أوروبا مستعدين لصرف المئات من الملايين لاستقطاب اللاعبين حتى لو كان ذلك برؤوس أموال آسيوية أو خليجية، فالعائد من خلال المشاركات القارية والتتويج بالألقاب وعوائد البث والدعاية من شأنه أن يساهم في تعويض خزائن هذه الأندية بعوائد ضخمة. هذا الحديث ينصب على عدد بسيط من أشهر الأندية الأوروبية في الدوريات الخمسة الكبرى، ولكن في المقابل يبقى السؤال مطروحا حول باقي الأندية وباقي الدوريات الصغرى، باعتبار أن السير بالوتيرة نفسها وعلى النهج نفسه من شأنه أن يعمق الهوة بين هذه الأندية وتلك التي لا تمتلك القدرات المالية على المنافسة. أما على صعيد اللاعبين فقد أضحت الأغلبية المطلقة تبحث عن الربح السريع، وبات نجوم اللعبة في وضعية مقارنة مع أسعار باقي اللاعبين لتزداد مطالباتهم حتى وصلت إلى أرقام غير مسبوقة. وهناك ما يثير الشبهات مثل ما حدث مع نجم السامبا، نيمار داسيلفا الذي أسالت مسألة انتقاله من سانتوس البرازيلي إلى برشلونة الإسباني الكثير من الحبر، في قضية التلاعب بشأن صفقة هذا الانتقال. وقررت المحكمة ضرورة محكامة نيمار ووالدته، بالإضافة إلى مسؤولي سانتوس وبرشلونة، بسبب اتهامات تتعلق بالاحتيال والفساد المالي. وسيمثل النجم البرازيلي نيمار وفريقه برشلونة الإسباني أمام القضاء بعد رفض الاستئناف الأخير المقدم من قبلهما من أجل محاولة إسقاط تهمتي الغش والفساد عنهما في قضية انتقال اللاعب من سانتوس إلى النادي الكاتالوني عام 2013. وتتعلق القضية بإخفاء القيمة الحقيقية لصفقة الانتقال. وحدد برشلونة قيمة انتقال نيمار إلى صفوفه بمبلغ 57.1 مليون يورو موزعة بنسبة 40 مليونا لعائلة اللاعب و17.1 مليونا لناديه سانتوس وصندوق الاستثمار (دي آي اس) الذي يملك 40 في المئة من حقوق اللاعب. وبعد أن فتح القضاء الإسباني تحقيقا في الموضوع تبين أن برشلونة وقع عقودا أخرى موازية مع سانتوس ليصل المبلغ الإجمالي إلى 83.8 مليون يورو. ورفع صندوق “دي آي اس” شكوى بـ”الاحتيال والغش” ضد اللاعب ووالده والناديين (سانتوس وبرشلونة) والمسؤولين فيهما بعد أن حصل على 6.8 ملايين يورو فقط، أي 40 بالمئة من المبلغ الذي حصل عليه سانتوس بحسب ادعاء الأخير وبرشلونة واللاعب وعائلته. وأكدت المحكمة العليا الإسبانية أن سانتوس ووالدة نيمار والشركة التي يديرها والد اللاعب البرازيلي البالغ 25 عاما يواجهون تهمة الاحتيال.

مشاركة :