"الأنانية" تقرع طبول الحرب بين نجوم باريس سان جرمان بقلم: مراد بالحاج عمارة

  • 9/20/2017
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

الأنانية تقرع طبول الحرب بين نجوم باريس سان جرماناشتد النزاع بين نجمين من أبرز نجوم العالم في صفوف فريق باريس سان جرمان الفرنسي في الفترة الأخيرة، لينتقل الصراع بينهما إلى أرض الملعب وهو ما أثار الجدل حول الأسباب الحقيقية التي أججت نار الفتيل بين نيمار وكفاني. وتحاول وسائل إعلام فرنسية إماطة اللثام عن بعض الأسباب.العرب مراد بالحاج عمارة [نُشر في 2017/09/20، العدد: 10757، ص(23)]المصلحة الفردية تفسد استقرار المجموعة تونس - طرحت أسئلة كثيرة حول الأسباب الحقيقية التي أدت إلى صراع قوي بين النجم البرازيلي نيمار دا سيلفا وإيدينسون كافاني، وحاولت العديد من وسائل الإعلام خاصة منها المحلية كشف الحقائق ومعرفة الأسباب الحقيقية لهذا النزاع الذي قد يكلف النادي الفرنسي الكثير ولا سيما إذا مسّ من الاستقرار الداخلي للنادي. وكشفت صحف فرنسية أن السبب الحقيقي وراء الحرب، المشتعلة بين النجمين، بعد مباراة سان جرمان وأولمبيك ليون، يعود إلى منحة قدرها مليون يورو. وينص عقد كافاني على استفادة اللاعب من مليون يورو إضافية، في حال أنهى الموسم الرياضي هدافا للنادي الباريسي. ويبدو أن القناص كافاني غير مستعد للتخلي عن لقب الهداف لصالح الوافد الجديد نيمار داسيلفا، وهو الأمر الذي سيرفع من شدة التوتر بين الطرفين، بعد واقعة تسديد ركلة الجزاء في مباراة أولمبيك ليون، إذ تحول الخلاف إلى غرف خلع الملابس، مباشرة بعد صافرة النهاية. ولا شك أن أسبابا جديدة للأزمة المشتعلة بين كافاني ونيمار ستظهر قريبا. باعتبار أن الأمر لا يتعلق بالأنانية فقط، بل إن النجم الأوروغواياني يسعى للاستفادة من الحافز المادي في عقده، والذي يمنحه مليون يورو، في حالة إنهاء الموسم كهداف للدوري الفرنسي، ولا بد من الإشارة إلى أن عقد نيمار يتضمن شرطا مماثلا. ونذكر على سبيل المثال أن زلاتان إبراهيموفيتش، مهاجم سان جرمان السابق، ومانشستر يونايتد الحالي، سبق وأن تضمن عقده بندا يضمن له مليون و500 ألف يورو، في حالة إنهاء الموسم كأفضل هداف وصانع ألعاب في الدوري الفرنسي.كافاني غير مستعد للتخلي عن لقب الهداف لصالح الوافد الجديد نيمار، وهو الأمر الذي سيرفع من شدة التوتر بين الطرفين صدى الحرب لاقت “حرب الأنا” المبالغ فيها بين البرازيلي والأوروغواياني، صداها في الصحافة العالمية التي تجتهد لمعرفة أدق التفاصيل حول اندماج نجم الـ”سامبا” مع فريق العاصمة الفرنسية. وكرست الصحف معظم وأبرز عناوينها للحديث عن النزاع بين المهاجمين. ويذكّر هذا النزاع المتجدد بين اللاعبين بحادث مشابه خلال الفوز على تولوز في أول مباراة خاضها البرازيلي على ملعب فريقه الجديد. ولا شك أن مهاجم ونجم منتخب البرازيل مهدد بخسارة زملائه إذا استمر في اللعب بشكل أناني. ويبدو أن هذا الأمر سيلقي بظلاله حول اندماجه مع الفريق، ويظهر الفردية بشكل فاضح داخل المجموعة. وإذا ما تكرر الأمر، فالوضع قد يؤول إلى تدهور العلاقات بين نجوم الفريق الباحث عن تحقيق المجد المحلي والقاري في ظل الصفقات النارية التي أبرمها في السنوات الأخيرة. التفاهم بكل أشكاله بين نيمار والنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي والأوروغواياني لويس سواريز في برشلونة ليس موجودا في باريس سان جرمان، على الأقل في ما يخص كافاني. النتائج ليست مهددة، لكن من الواضح أن اللاعبين لا يتفاهمان بشكل جيد. إنها مشكلة حقيقية يتعين على مدرب سان جرمان الفرنسي البحث عن حل لها في أقرب الأوقات. فقبل عصر نيمار، وبعد إمبراطورية السويدي زلاتان إبراهيموفيتش، الأمر كان واضحا، باعتبار أن القناص الماهر كافاني كان يتحرك لتنفيذ جميع ركلات الجزاء تعزيزا لأرقامه. لكن الوضع تغير مع مجيء البرازيلي نيمار. وجاء البرازيلي من أجل الارتقاء بمستوى باريس سان جرمان، وأيضا للفوز بالكرة الذهبية، ويمر ذلك عبر تسجيل اكبر عدد ممكن من الأهداف مع فريقه الجديد. هذا النزاع يبدو عاديا في ناد ضمن الدوري الفرنسي، لكنه يأخذ طابعا خاصا في باريس سان جرمان مع الثلاثي مبابي- كافاني- نيمار.لاشك أن مهاجم ونجم منتخب البرازيل نيمار مهدد بخسارة زملائه في الفريق الفرنسي إذا استمر في اللعب بشكل أناني أرقام مذهلة حقق كافاني، الذي وصل إلى سان جرمان في عام 2013، أرقاما مذهلة الموسم الماضي حيث سجل 49 هدفا في جميع المسابقات خلال خمسين مباراة. ومع الصيف المذهل لباريس سان جرمان في سوق الانتقالات، كان هناك 222 مليون يورو من أجل نيمار، و180 مليون يورو (مع المكافآت) من أجل مبابي بعقد إعارة من موناكو لمدة عام مع خيار الشراء، فوجد الأوروغواياني نفسه في الظل وهو الذي كلف سان جرمان 64 مليون يورو لضمه من نابولي الإيطالي. وفي خضم هذا الجدال القائم نفى الأورغواياني كافاني الأنباء التي ترددت حول دخوله في أزمة ومشكلة مع زميله بالفريق البرازيلي نيمار دا سيلفا. وفي تصريح صحافي قال كافاني “لا صحة لما تردد من أنباء حول دخولي في مشكلة مع نيمار فهي مجرد أقاويل لا أساس لها من الصحة”. لكن مهما كان الأمر بسيطا يجب على إدارة الفريق الفرنسي أن تضع حدا لمثل هذه النزاعات، وأن تحدد دور كلّ من النجوم لأجل تفادي الصراعات الداخلية التي قد تزعزع أركان فريق العاصمة الفرنسية وتهدد استقراره، لا سيما وأنه قادم على استحقاقات محلية وقارية كبيرة. من ناحية أخرى باتت تطرح أسئلة كثيرة حول قدرة الإطار الفني للفريق على ترويض النجوم والإحاطة بهم من أجل تحقيق التفاهم والانسجام بينهم. وهذا ما ينبئ بأن إيمري قادم على فترة صعبة تتطلب وقفة حازمة لتطويق المشاكل الداخلية وإطفاء نار “حرب النجوم” التي قد تعصف باستقرار النادي. والأيام القادمة كفيلة بكشف ما ستؤول إليه الأمور بعد ضخ النادي أموالا خيالية لجلب مواهب عالمية.

مشاركة :