الحرف والشعر - فالح الشراخ

  • 4/20/2014
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تتطلب الأعمال الحرف اليدوية وأعمال البناء جهدا كبيرا وساعات من العمل المتواصل لذا استخدم العمال قديما في المزارع وأعمال البناء والحفر ورعي الإبل والغنم الأغاني والشيلات التي تحمل صبغة الحماسة وسيلة للتسلية والترويح عن النفس، في أثناء العمل، كما أن بعض الأبيات الشعرية تزيد من الطاقة والتفاني في العمل وبأسلوب الفكاهة في بعض الأحيان، ومن هذا المنطلق حرص العمال على حفظ الأبيات الشعرية الخفيفة والتغني بها أثناء العمل. كما ساهمت في توثيق وحفظ القصائد ومن الأعمال التي شهدت ترديد الأبيات الشعرية بأصوات عذبة العمل على السواني، وأعمال تلقيح النخل والصرام حيث تصدح هذه الأصوات العذبة من أعلى أشجار النخيل يسمعها المجاورون ويطربون لها وتشكل مؤثرًا صوتيًا للحركة الدؤوبة في المكان كما ترددت هذه الأصوات مع المعاويد ولها ثلاثة أوقات هي الترويحة وتكون عادة بعد حتى قبيل المغرب والتسرية، ووقتها من المغرب حتى بعد العشاء بقليل والنشرة وهي من طلوع نجمة الفجر حتى ارتفاع الشمس قيد رمح وتسمى هذه النجمة بنجمة الفلاحين يقول احد الشعراء: يا نجمة العمال قلبي شعيتيه من يوم شفتك ما هناني منامي وعندما يتبع العامل السواني فإنه ينسجم مع صوت الدراج والمحالة عندما تدور بحبل الغروب وتزعج الماء يقول الشاعر هميل بن سعيد بن هميل: يازين زعج غروبهن تالي الليل لا من شهر عمالهن بالصوت وغناه ويا زين تالي الليل صوت المحاصيل مع لجة الحادي على كل منحاه ولكل مهنة أغانيها وأشعارها ومن ذلك البحر والبحارة لهم أيضا العديد من الأغاني والألوان وغالبا ما تتناسب أغراض القصيد مع المهنة وحالة العامل. كذلك ومازال أصحاب الإبل يرددون أثناء الهوبال والتودهية وحين ميرادها على الماء العديد من الأناشيد القديمة التي توضح مدى اعتزاز وعشق صاحب الإبل لمهنته. وكان الجميع وأصحاب الملك يستمتعون بأغاني العمال ويطربون لها ويرددونها معهم والموروث الشعبي مازال يحتفظ بالعديد من تلك الأبيات الشعرية وكأن أصواتها مازالت تتردد في أرجاء المكان.

مشاركة :