ترك الرعيل الأول من الشعراء كنز من روائع القصيد الجزل في كافة المجالات والمناسبات والبعض تم التدوين والحفظ لهم والبعض الآخر لم تدون قصائدهم ورحلت معهم والبعض من قصائدهم نسبت لغيرهم ومن القصائد ما بقي يتداوله الناس في حينها كونها قصائد تلائم وجدانيات كثير من المتلقين ولجزالة هذه القصائد أخذت في الرواج بين مجتمعات عدة وأصبحت تنسب لأكثر من شاعر. وقد كثر الحديث في هذا الجانب وكثرت التعقيبات سواء على المؤلفين أو على الشعراء والباحثين أو على كتاب الصفحات الشعبية مما أوقعهم في حرج أمام القارئ والغريب في الأمر أنه يأتي أكثر من تعقيب للتصحيح في اسم الشاعر ومناسبة القصيدة وكأن كلاً منهم معه الحق فيما طرحه ومن خلال البحث في هذا الجانب تبين أن عدم التدوين سبب رئيسي في نسب القصيدة لأكثر من شاعر وهذا راجع لضعف التعليم وندرة الكتاب في تلك الحقبة والسؤال الذي يطرح نفسه هل تترك هذه القصائد تعوم بين العامة والمهتمين دون ربطها بمناسبتها لشاعرها الحقيقي ؟ أم يتم البحث والتقصي فيها حتى يتم الوصول الى شاعرها. ولعل القنوات الشعبية وصفحات الأدب الشعبي ومواقع التواصل الاجتماعي هي الأقرب للبحث في هذا الجانب الهام من خلال طرحها والبحث عن شاعرها الحقيقي في ظل غياب دور الجهات الثقافية التي لم تقم بإنشاء جهة رسمية تهتم بالشعر الشعبي وأدبه والذي يعد مصدرا توثيقيا وتاريخيا رصد العديد من الأحداث بكل مصداقية واعتمد عليه الباحثون والرحالة في مؤلفاتهم.
مشاركة :