أعلن وزير الدفاع التركي، فكري إيشيق، الخميس 23 فبراير/شباط، أن القوات المشاركة في عملية "درع الفرات" تمكنت من دخول مركز مدينة الباب السورية، مؤكدا سيطرتها على كامل المدينة تقريبا وقال إيشيق، في تصريحات للتلفزيون التركي، إن قوات الفصائل السورية المعارضة، وعلى رأسها "الجيش السوري الحر"، تنفذ حاليا، مدعومة من الجيش التركي، عمليات تمشيط المدينة من مسلحي تنظيم "داعش". وعلى صعيد آخر، طالب إيشيق "بتنفيذ عملية (تحرير) الرقة من خلال استخدام قوات تتشكل من الجيش السوري الحر وسكان المدينة الأصليين"، رافضا مشاركة "قوات سوريا الديمقراطية"، وعلى وجه الخصوص "حزب الاتحاد الديمقراطي" و"وحدات حماية الشعب" الكردية. وأكد إيشيق أن "تركيا ستقدم الدعم اللازم في حال تنفيذ العملية (تحرير الرقة) بالتعاون مع قوات التحالف الدولي". وكانت "الأناضول" قد أفادت، في وقت سابق من الخميس، بأن قوات "درع الفرات" سيطرت على كامل مدينة الباب الواقعة شمال شرق محافظة حلب السورية، بعد معارك عنيفة مع مسلحي تنظيم "داعش". ونقلت الوكالة عن مصادر في المعارضة أن فصائل "الجيش السوري الحر" شنت، ليلة أمس الأربعاء، هجوما على مواقع "داعش" في الباب لاستكمال السيطرة عليها، حيث تمكنت من بسط سيطرتها على المربع الأمني ومواقع أخرى وسط المدينة. ولفتت المصادر، حسب "الأناضول"، إلى أن "الفصائل تقوم حاليا بالبحث عن الألغام التي خلفها التنظيم"، مشيرة إلى "أن التنظيم ترك كماً هائلا من الألغام في كل أرجاء المدينة". عملية "درع الفرات" وتأتي هذه المعلومات بعد 184 يوما من انطلاق عملية درع الفرات التي تمكنت حتى الآن، حسب أنقرة، من تحرير مساحة تتجاوز 1900 كيلومتر مربع، بالقرب من الحدود السورية التركية. وتنفذ تركيا في شمال سوريا، منذ 24 أكتوبر/تشرين الأول، عملية "درع الفرات" العسكرية، التي تجري بمشاركة القوات البرية والدبابات وسلاح المدفعية، بغطاء من سلاح الجو التركي، وبالتعاون مع مسلحي تنظيم "الجيش السوري الحر" وفصائل متحالفة معه من المعارضة السورية، من أجل تطهير كامل المنطقة الحدودية مع تركيا من "جميع الإرهابيين" وطردهم نحو عمق البلاد، حسب ما تقوله أنقرة. وتمكنت القوات التركية، بالتعاون مع مجموعات "الجيش السوري الحر" المعارض لدمشق، من السيطرة على مدينة جرابلس وريفها، التي كانت تشكل آخر معقل كبير لـ"داعش" على الحدود مع تركيا، لتنتزع لاحقا المنطقة الواقعة بين مدينتي أعزاز والراعي. وفي 17 أكتوبر/تشرين الأول، أعلن وزير الخارجية التركي، مولود شاويش أغلوا، أن "الجيش السوري الحر" حرر من قبضة "داعش" مدينة دابق، بدعم من القوات التركية، ليواصل تقدمه باتجاه الباب، وطرد مسلحي التنظيم منها نحو عمق سوريا. وتكبدت القوات التركية خسائر كبيرة في هذه المواجهات، ولم تتمكن على مدار وقت طويل من إحراز تقدم ملموس في هجومها على مواقع "داعش" بالمدينة وريفها والذي بدأ في 13 من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. وامتنع التحالف الدولي ضد "داعش" بقيادة الولايات المتحدة تقديم دعم ملحوظ لأنقرة، ما دفع القوات التركية نحو إطلاق عمليات عسكرية مشتركة ضد التنظيم مع القوات الجوية الفضائية الروسية. من جانبها، أعلنت السلطات السورية، بعد انطلاق "درع الفرات"، أنها تعتبر العملية التركية "عدوانا على سوريا وخرقا لسيادتها وحرمة أراضيها"، فيما حذرت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية من أن أي خرق جديد من قبل الطيران الحربي التركي للأجواء السورية "سيتم التعامل معه وإسقاطه بجميع الوسائط المتاحة". كما تتهم دمشق السلطات التركية بقتل مئات المدنيين الأبرياء عبر الغارات الجوية وعمليات القصف على المواقع، في المدن والبلدات الواقعة شمال سوريا. المصدر: وسائل إعلام تركية رفعت سليمان، رُبى آغا
مشاركة :