قال وزير الدفاع التركي فكري ايشيك الخميس أن مدينة الباب شمال سورية باتت «تقريباً بالكامل» تحت سيطرة فصائل معارضة سورية موالية لأنقرة، في وقت أشار مرصد حقوقي الى استمرار المعارك في المدينة. ونقلت وكالة أنباء الأناضول الحكومية عن ايشيك أن «مدينة الباب باتت تقريباً بالكامل تحت السيطرة»، وذلك بعد ساعات من إعلان مجموعات سورية سيطرتها على المدينة التي كانت معقلاً للمتطرفين. وأضاف الوزير: «إن قوات أنقرة دخلت وسط المدينة (...) هناك عمليات تمشيط واسعة النطاق». ومدينة الباب آخر المعاقل الكبرى للمتطرفين في محافظة حلب، كانت منذ كانون الأول (ديسمبر) 2016 هدفاً لهجوم القوات التركية وحلفائها السوريين. وقد أعلنت ثلاثة فصائل سورية معارضة الخميس أنها سيطرت على المدينة. وذكر أحمد عثمان قائد مجموعة «السلطان مراد»، أنه «بعد ساعات من المعارك، تم الإعلان عن تحرير مدينة الباب بالكامل وحالياً يتم تمشيط الأحياء السكنية من الألغام». ونقلت صحيفة «حرييت» عن أحمد الشهابي أحد قادة «الجيش السوري الحر» في مدينة الباب قوله: «إن مركز مدينة الباب الآن تحت سيطرة المعارضة، ونحاول مواصلة التقدّم بشكل دقيق عاملين على إزالة الألغام التي تصادفنا». وقال زكريا ملاحفجي من فصيل «فاستقم» أنه يجرى تطهير المناطق المتبقية تحت سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» وأجريت معارك شوارع. وأضاف أن المعارضة سيطرت على جميع المناطق الاستراتيجية في المدينة. وأكد مقاتل آخر من المعارضة، تحدث لرويترز، من داخل مدينة الباب سيطرة المعارضة المدعومة من تركيا على وسط المدينة. وبدأت تركيا في 24 آب (أغسطس) عملية غير مسبوقة داخل سورية ضد تنظيم «داعش» والمقاتلين الأكراد السوريين المتحالفين مع واشنطن في محاربة المتطرفين، لكن تركيا تعتبرها «إرهابية». وبدأ مقاتلو «الجيش السوري الحر» بدعم من طائرات حربية ودبابات وقوات خاصة تركية بإخراج مقاتلي تنظيم «داعش» من منطقة الحدود التركية قبل أن تشن هجومها على مدينة الباب في كانون الأول. وقالت وكالة الأناضول التركية الرسمية أن قوات المعارضة انتزعت السيطرة على وسط مدينة الباب وتقوم حالياً بإزالة الألغام والمتفجرات التي زرعها المتشددون. وأضافت أن مساحة إجمالية تبلغ 1900 كيلومتر مربع في شمال سورية تم تطهيرها الآن من مقاتلي التنظيم المتشدد. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أنه «لا تزال القوات التركية والفصائل المقاتلة والإسلامية مستمرة في عملية تمشيط المناطق التي تتقدم إليها تباعاً في مدينة الباب، الواقعة بالريف الشمالي الشرقي لمدينة حلب، مع سماع أصوات إطلاق رصاص بين القوات التركية وفصائل «درع الفرات» من جهة، وتنظيم «داعش» من جهة أخرى في مدينة الباب، وتمكنت القوات التركية خلال عمليات التمشيط التي تقوم بها داخل أحياء المدينة، التي لا يزال الكثير منها خارج السيطرة البشرية والعسكرية للقوات التركية المستمرة مع الفصائل في عمليتها العسكرية للسيطرة على الباب، منذ ليل الـ7 من شباط (فبراير) الجاري، حيث ساهمت عمليات التمشيط داخل المدينة، في توسيع سيطرة القوات التركية إلى 40 في المئة من المدينة، فيما تتواصل عمليات التمشيط وإزالة الألغام والعبوات الناسفة التي زرعها تنظيم «داعش»، فيما لا تزال أحياء الفيلات والمصاري وساحة مرطو وأجزاء من حيي السلام وزمزم خاضعة لسيطرة التنظيم وسط استمرار محاولات فصائل «درع الفرات» والجنود الأتراك لتحقيق تقدم في هذه الأحياء بغية فرض سيطرتها على المدينة وانتزاعها من التنظيم». وأكدت مصادر أهلية لـ «المرصد» مشاهدتها قبل قليل عناصر من التنظيم في أحياء واقعة في كامل الثلث الشرقي من المدينة، والممتدة من المتحلق الشمالي للمدينة إلى المتحلق الجنوبي لمدينة الباب، فيما لم يشاهد دخول أي مقاتل أو عنصر من «درع الفرات» والقوات التركية إلى أحياء الفيلات أو أحياء أخرى واقعة في القسم الشمالي من المدينة. معارك عنيفة في درعا وقرب حلب استمرت المعارك بين القوات النظامية السورية من جهة وفصائل معارضة وإٌسلامية من جهة اخرى في ريف درعا بين دمشق والأردن وفي جنوب غربي حلب، في وقت واصل الطيران السوري غاراته على مناطق مختلفة. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس بأن «طائرات حربية سورية نفذت ضربات جوية على مناطق تحت سيطرة المعارضة في محافظتي درعا وحماة وأطلق مقاتلو معارضة صواريخ على أهداف حكومية الخميس وهو اليوم الذي كان من المقرر أن تبدأ فيه محادثات السلام في جنيف». وأضاف «المرصد» ان «أصوات الانفجارات هزت مدينة درعا، نتيجة معاودة العمليات العسكرية والمعارك العنيفة للتجدد بين قوات النظام المدعمة بالمسلحين الموالين لها من جانب، والفصائل الإسلامية والمقاتلة وهيئة تحرير الشام من جهة أخرى، في حي المنشية بدرعا البلد، حيث تشهد المدينة اشتباكات تدور على أشدها في حي المنشية، بين طرفي القتال، في هجوم لقوات النظام على محاور في الحي، ترافقت مع دوي انفجار عنيف هز المنطقة، نتيجة تفجير مقاتل من جنسية عربية لنفسه بعربة مفخخة استهدفت قوات النظام التي تسعى إلى استعادة ما خسرته من مناطق في الحي، ضمن المعركة التي أطلقت عليها الفصائل اسم «الموت ولا المذلة»، والتي انطلقت في الـ 12 الشهر الجاري». وتابع ان «الاشتباكات المتواصلة ترافقت مع ضربات جوية وصاروخية مكثفة، حيث استهدفت قوات النظام مدينة درعا، بنحو 10 صواريخ يعتقد أنها من نوع أرض - أرض، وبعدد من البراميل المتفجرة، إضافة لغارات نفذتها الطائرات الحربية على محاور الاشتباكات ومناطق أخرى في المدينة، فيما استهدفت الفصائل بقذائف صاروخية مناطق سيطرة قوات النظام في مدينة درعا، وسط استهدافات على محاور القتال بين طرفي الاشتباك». وخلفت العمليات العسكرية المتواصلة منذ الـ 12 من الشهر الجاري وحتى اليوم الـ 23 من الشهر ذاته «مزيداً من الخسائر البشرية التي وثقها، ليرتفع إلى 105 على الأقل عدد المدنيين والمقاتلين وعناصر قوات النظام، ممن استشهدوا وقضوا وقتلوا في هذه الفترة، نتيجة للمعركة التي أطلقت في المدينة تحت مسمى «الموت ولا المذلة»، حيث ارتفع إلى 19 مواطناً مدنياً هم 6 أطفال و4 مواطنات و4 رجال استشهدوا في قصف لقوات النظام وقصف للطائرات الحربية على مناطق في حيي طريق السد والمنشية بمدينة درعا، و5 بينهم 3 أطفال استشهدوا إثر سقوط قذائف أطلقتها الفصائل على مناطق سيطرة قوات النظام بمدينة درعا»، وفق «المرصد». وأضاف انه «كما وثق «مقتل 32 عنصراً على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها بينهم نحو 5 ضباط، في حين قضى 54 بينهم قيادي عسكري من الفصائل وهيئة تحرير الشام واثنان من جنسيات غير سورية أحدهما قيادي عسكري و3 عناصر فجروا أنفسهم بعربات مفخخة، في القصف والاشتباكات في حي المنشية بدرعا البلد، كما أصيب العشرات من الطرفين ومن المدنيين بجراح متفاوتة الخطورة، الأمر الذي يرشح عدد الشهداء والقتلى للارتفاع». وأشار الى «اشتباكات عقب منتصف ليل الأربعاء - الخميس، بين قوات النظام المدعمة بالمسلحين الموالين لها من جانب، والفصائل الإسلامية من جانب آخر، في محاور بمحيط منطقة جسرين وعلى جبهة المحمدية في غوطة دمشق الشرقية، مترافقة مع استهدافات متبادلة بين الطرفين، في حين دارت اشتباكات بين تنظيم «داعش» من جهة، وجبهة فتح الشام من جهة أخرى، في القلمون الغربي، ومعلومات عن مقتل عنصرين من التنظيم في هذه الاشتباكات». وقال «المرصد» ايضاً إن: قوات النظام قصفت بقذائف أماكن في منطقة تل الحمرية الواقعة بجنوب بلدة حضر في القطاع الشمالي من ريف القنيطرة، ولم ترد معلومات عن الخسائر البشرية إلى الآن». في الوسط، قال «المرصد» انه «لا تزال الاشتباكات متواصلة في محاور عدة بالباديتين الغربية والجنوبية الغربية بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم «الدولة الإسلامية» من جهة أخرى، في محاولة من كل طرف، تحقيق تقدم على حساب الطرف الآخر، وترافقت الاشتباكات مع قصف من قبل قوات النظام على مناطق سيطرة التنظيم ومواقعه، ما أسفر عن أضرار مادية»، لافتاً الى ان «حركة أحرار الشام الإسلامية استهدفت برصاص قناصتها عنصرين من قوات النظام على جبهة حربنفسه بريف حماة الجنوبي، ومعلومات عن مقتلهما نتيجة هذا الاستهداف، في حين نفذت الطائرات الحربية غارات استهدفت مناطق في بلدة كفرزيتا وأماكن أخرى في قريتي الزكاة والأربعين بريف حماة الشمالي، بينما قصفت قوات النظام مناطق في ريف مدينة السلمية الشرقي، مستهدفة قرى حردانة وأبو حبيلات. كما قصفت قوات النظام عقب منتصف ليل أمس مناطق في قرية قسطون الواقعة في سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي». في الشمال، قال «المرصد» انه «لا تزال الاشتباكات متواصلة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل المقاتلة والإسلامية من جهة أخرى، في الأطراف الغربية لمدينة حلب، لليوم الثالث على التوالي، حيث تشهد محاور أرض الجبس ومحيط ضاحية الراشدين ومحاور أخرى في الأطراف الغربية لمدينة حلب، اشتباكات متفاوتة العنف، بين طرفي القتال، إثر هجمات متتالية نفذتها قوات النظام على المنطقة، محاولة تحقيق تقدم جديد واستعادة المناطق المتبقية تحت سيطرة الفصائل في أطراف المدينة الغربية، فيما تشهد المنطقة عمليات قصف مدفعي وصاروخي مكثف من قبل قوات النظام على مواقع الفصائل ومناطق تواجدها وسيطرتها بجبهات القتال، بالتزامن مع قصف من الطائرات الحربية على مناطق الاشتباك ومناطق أخرى في محيطها، فيما قصف الطيران الحربي مناطق في الريف الغربي لمدينة حلب مستهدفاً بلدات وقرى وضواحي في غرب المدينة وريفها الغربي». وكانت قوات النظام تمكنت خلال الـ 48 من تحقيق تقدم في أرض الجبس والسيطرة على أجزاء واسعة منها، فيما تحاول تحقيق تقدم جديد على حساب الفصائل، ومعلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف طرفي القتال. وأشار «المرصد» ان «قوات النظام والمسلحين الموالين استعادت السيطرة على كامل مدينة حلب باستثناء نقاط تسيطر عليها الفصائل وتتمركز فيها في حي جمعية الزهراء عند الأطراف الغربية لمدينة حلب، وحي الشيخ مقصود ومناطق سيطرة وحدات حماية الشعب الكردي وقوات سورية الديموقراطية في الجزء الشمالي من مدينة حلب، وذلك بعد 1612 يوماً من سيطرة الفصائل المقاتلة والإسلامية على القسم الشرقي من مدينة حلب، أي بعد 4 سنوات و5 أشهر، والتي بدأتها الفصائل في الـ 21 من تموز (يوليو) 2012، بهجوم تحت قيادة الشهيد عبد القادر الصالح قائد لواء التوحيد، والذي بدأ بالسيطرة على حي مساكن هنانو ومناطق أخرى في القسم الشرقي من مدينة حلب، وتمكنها من فرض حصار على مناطق سيطرة قوات النظام في مدينة حلب، خلال النصف الأول من عام 2013، لحين تمكن إيران من مساعدة النظام على فك الحصار وإعادة فتح طريق حلب - خناصر، واستعادة السيطرة على بلدة السفيرة بريف حلب الجنوبي الشرقي». إلى ذلك، قال «المرصد» أن «شخصاً قتل نتيجة قصف من جانب قوات النظام على مناطق في حي الوعر المحاصر بمدينة حمص ليل أمس، حيث ارتفع عدد الشهداء في الحي خلال الـ15 يوماً الفائتة من التصعيد إلى 33 شهيداً، بينهم 10 أطفال دون سن الثامنة عشرة و3 سيدات، قضوا في الحي، هم 3 رجال وشبان استشهدوا بالقصف وإطلاق النار على الحي، ورجلان وطفلان شقيقان استشهدوا نتيجة الغارات الجوية على الحي، وسيدة وطفل استشهدا في القصف من طائرات النظام الحربية على حي الوعر، و6 رجال وشبان وطفل استشهدوا بالقصف من جانب قوات النظام بالقذائف، و18 بينهم 6 أطفال وسيدتان استشهدوا بالغارات التي نفذتها الطائرات الحربية على مناطق في حي الوعر المحاصر، كما خلف القصف دماراً في ممتلكات المواطنين، إضافة إلى إصابة عشرات المواطنين بجروح متفاوتة الخطورة، وبعضهم تعرض لإصابات بليغة وبتر في أطرافه».
مشاركة :