في ندوة ثقافية بالمكتب الثقافي المصري، تحدث الأديب الكبير إسماعيل فهد، عن ظروف كتابة رواية «السبيليات»، وطبيعة هذه القرية في جنوب العراق. أقام المكتب الثقافي المصري في الكويت أمسية لمناقشة رواية السبيليات للكاتب الكويتي إسماعيل فهد، احتفاء بوصولها للقائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية للرواية، وحضر الأمسية عدد من الكتاب والمبدعين والفنانين. ومن جهته، رحب السفير المصري لدى الكويت ياسر عاطف بالحضور قائلا: «سعداء بوجودكم، ونحن نحتفي اليوم بالرواية الكويتية، وأشكر الأستاذ اسماعيل فهد، على إهدائه إلي نسخة من الرواية موضع الاحتفاء، كاتباً فيه (إلى أحد أبرز رعاة الثقافة في الكويت)، وأشكره على هذا التقدير الذي لا أستحقه على الإطلاق، أنا فقط يسعدني أن أكون بجوار قامات ثقافية، من الكتاب الكبار. قرأت جزءا صغيرا من الرواية، وأعجبني فيها الاحتفاء بقيمة الحب بين بطلة العمل وزوجها حتى بعد رحيله، وما يتضمنه ذلك من دلالات ليس حول الوفاء كما قد يتراءى للبعض، بل بالحب كقيمة حقيقية لا تفتر لدى أم قاسم بطلة العمل، وهي ربما التي توجهها لكل ما تفعله». وقدم السفير ياسر عاطف تهنئة لإسماعيل الفهد لوصول روايته للقائمة القصيرة للبوكر، متمنيا أن تحصل على الجائزة، مؤكدا أن أي جائزة تتشرف بأن يحصل عليها كاتب من قامة إسماعيل الفهد. وألقى الكاتب إسماعيل فهد كلمة قال فيها: «سعيد جدا بحضوري هنا، وامتناني الكبير لسعادة السفير الذي لا يترك أي مناسبة للاحتفاء بكاتب كويتي إلا ويحضرها، ويصر على الحضور رغم جدول الديبلوماسيين المزدحم، والجلوس والنقاش، وهذا أمر يشرفني بشكل شخصي». وأشار إلى ظروف كتابة الرواية بشكل عام، وعلاقته بالسبيليات، وطبيعة هذه القرية التي اكتشف أنها وحدها التي احتفظت باللون الأخضر، بعد الحرب، وكل ما سألت عن شيء هناك يجيبون بأن السبب فيها هي أم قاسم، ومن هنا بدأت الفكرة. الحاجز الثقافي وبدأت الأمسية بورقة قدمها محمد جواد تحت عنوان «سبيليات إسماعيل» قال فيها: «السبيليات قرية ساحرة، ومسالمة ومتسامحة كروح أهلها، وفي هذه القرية تبارى الشباب وبادروا لكسر الحاجز الثقافي آنذاك قبل خمسين عاما، ومن بينهم كان إسماعيل فهد الذي غرد خارج السرب وكان همه الأول الكتاب، وأول مكتبة كانت رفا خشبيا أصبح مزارا لطالبي القراءة، وما أن ارتقى سلمه الاقتصادي وأصبح معلما حتى عمرت مكتبته أكثر، وزاد روادها وجلبت عليه بلاء السلطة وكلابها، وكان طه ياسين، أحد رفاق الدرب يقول: قرأنا مع اسماعيل من أرسين لوبين وحتى لينين». وأضاف جواد: «واليوم مرت عقود على مرحلة السبيليات، لكنه يعود إليها مجددا ومتجددا عهده بأن يخلدها في رواية، وقد عاهدت نفسي حين عرفت أنه يكتب هذه الرواية أن يحتفى بها وأول حفل توقيع لها يكون في السبيليات، وقد كان». وقدم الكاتب حمود الشايجي ورقة نقدية عن الرواية معرباً عن سعادته بوصول الرواية الكويتية مرة أخرى للقائمة القصيرة في البوكر، وأيضا من خلال دار نشر كويتية هذه المرة، هي دار نوفا بلس. وقال: «الشاب الذي أكمل مؤخرا السابعة والسبعين، والذي يتواصل مع الأجيال، حتى أني أستطيع القول إنه ربما اصبح مشغوفا بالأجيال الأصغر أكثر من الجيل الذي ينتمي له، وربما لذلك نرى اسماعيل مواكبا لكل ما هو مبتكر وجديد في الفن. وقد فوجئت بصدور هذه الرواية الجديدة السبيليات بعد فترة قصيرة من صدور رائعته السابقة ابن لعبون، ولكني حين قرأتها اكتشفت أنها كتبت بعد تأمل طويل لأنها اختمرت في ذهنه منذ نهاية الحرب الإيرانية - العراقية، وكتبها بعد أن هدأت الانفعالات وبقي الفن، وهي وإن لم تكن أجمل أعماله في تقديري لكنها من أكثرها سحرا. وأجمل ما قرأته عنها أنها رواية تحيلك إلى مفهوم الصفاء». كما أشار إلى احتفاء الرواية بدور الأم والمرأة. غوستاف فلوبير وقرأ الكاتب إبراهيم فرغلي مجتزأً من دراسة نقدية للناقد العراقي مقداد مسعود عن الرواية جاء فيه: «إذا كانت مدام بوفاري هي غوستاف فلوبير، كما أعلن فلوبير، لماذا لا تكون السبيليات هي: اسماعيل فهد إسماعيل؟! المتماهي فيها تماهي اليومي والحلم في حياة أم قاسم وهي تعود للمكان الرحم.. سبيليات المستثناة من الموت جفافا، والمسافة بين السؤال الاعلامي 1988 والاجابة الروائية للروائية المتأنية التي استمرت طوال هذه السنوات في نحت كتلة الجواب المتألقة بين اعمال الروائي اسماعيل الذي يجاهد دوما لتجاوز نفسه إبداعيا، فهو من الذين يعتقدون أن «الانسان هو التجاوز»، لا أن «الإنسان يجب أن يتجاوز»، لأن الوجوب هنا يعني التجاوز بالقوة، أما الانسان هو التجاوز فتعني التسيير الذاتي المتأتي من قناعة الوعي نفسه بضرورة التجاوز.
مشاركة :